"التأمينات والمعاشات"، مكان يذهب إليه معظم المواطنين بعد مرور سنوات حياتهم فى وظائف أحنت ظهورهم، وسرقت شبابهم، يكون رد الجميل حياه ذليلة .. فقط فى مصر لا يقف قطار حياتك على محطة واحدة للرفاهية، فتعيش مرهقا وذليللا متعبا، إلى أن تلقى وجه ربك الكريم .
وفى وضع تدمع له الأعين يكون التعبير عن الحال أصعب من الكلمات منها "حسبى الله ونعم الوكيل, أنا ندمان إنى انتخبت مرسي", كلمات بسيطة تخرج من المواطن الفقير قليل الحيلة للتعبير عن حسرة القلب والإحساس باليأس والرضى بما لا يرضى.
"بعد خدمة أبى للحكومة أكثر من 25 سنة مكافئته هى 750 جنيه"!, هكذا قال محمد أحمد عبد الحميد السيد, 24 عاما، تخرج فى كلية الحقوق عام 2012 وحاله كحال شباب مصر "عاطل" عن العمل، تواجد هذا الشاب بمبنى التأمينات والمعاشات، لكى يقدم لوالده، الذى كان يعمل موظف فنى فى مصنع "54 حربى" على معاش جده الذى كان موظف فى وزارة الصحة لأن معاش أبيه لم يكن يتخطى ال 750جنيها وهذا لا يكفى لإحتياجات أسرته .
وأشار إلى عدم أهمية الزيادات فى المعاشات فى ضوء غلاء الأسعار الحالي, حيث قال: "إحنا البلد الوحيدة فى العالم اللى الأساسى 20% والمتغير 80% !" .
وذكر بأنه يتمنى معالجة هذا الروتين وتسهيل الأمور أكثر من ذلك وإعادة جدولة المعاشات لأن هناك ظلم ليس لى فقط بل لملايين من الناس .
وفى داخل مبنى التأمينات والمعاشات "المظلومين والمظلومات" وجدنا سيدة عجوز تدعى: سنية سلامة هلال، برفقتها حفيدتها التى جاءت بجدتها إلى مبنى التأمينات والمعاشات لكى تصرف شيكات معاش زوجها واسمه، صالح جابر على الذى كان يعمل عسكرى مطافى فى منطقة بين السرايات, حيث انقطع عنها معاش زوجها بعدما توفى لمدة خمس سنوات, ثم عادت تأخد المعاش الشهرى ولكن الحكومة جمعت معاش الخمس سنين فى مجموعة شيكات.. وعندما تأتى العجوز كل مرة يقولون لها الشيكات لم تصل بعد .
وأوضحت: أن أسرتها تتكون من 10 أفراد، هم 5 أولاد و5 أحفاد، من إبنتها التى تركها زوجها وتزوج عليها ثم رمى بأبناءه ولم يسأل عنهم ولا عن احتياجاتهم.
وأثناء الحديث بكت حفيدتها التى تبلغ من العمر 9 سنوات وذلك لأن أمنية هذه الطفلة "لبس جديد وشنطة مدرسة" مثل زملاءها لأن ليس فى يد جدتها التى تقبض معاش زوجها 700 جنيه وتعول 10 أفراد بأن تأتى لها بالشنطة أو الملبس الجديد فزرفت الجدة الدموع لعجزها عن تلبية مطالب حفيدتها ثم تحول الحوار إلى مشهد مأساوى وعندما هدأت دموع الجده وحفيدتها ، صرخت الجده قائلة: "فين الزيادات اللى بيتكلمو عليها.. أنا ندمانة إنى انتخبت اللى الناس كلها انتخبوه لأنه معملش حاجه" .
"بعد 40 سنة خدمة الدولة تكافئنى بالحياه الذليلة", هكذا صرخ "سمير محمد عبد المهدى" الذى جاء إلى مبنى التأمينات والمعاشات لكى يستفسر عن زيادة المعاش التى لم تأتى بعد.. هذا الرجل الذى اقسم بأنه عاش حياة شريفة ولم يأخذ رشاوى من أحد برغم قله المرتب الذى لا يكفى 10 أيام فى الشهر .
وأضاف "سمير" الذى يبلغ من العمر 63 سنه حياته بأنها (حياه مأساويه ذليله ) وهو كان ملاحظ فى محاجر محافظة الجيزه ولديه اسرة تتكون من 6 أفراد .
تحدث ذلك الرجل فى اشد حالاته من الحسره وقال: "معاشى 885 جنيه وعندى 3 بنات وولد, بنت متزوجة والأخرى على وشك الزواج وأعجز عن تجهيزها وبسبب عجزى هذا أجلت فرحها أكثر من مرة وليس فقد مشكلتى جواز ابنتى ولاكن معاشى الذى ينتهى فى أول 10 أيام من الشهر وباقى الشهر استلاف ودين" .
وذكر بأنه انتخب الدكتور محمد مرسى لكى يقف بجانبه وبجانب كل المظلومين لكن أكد بأنه ندمان على اختياره خصوصا لأنه لم يفعل شىء .
وتتلخص مطالب جميع من فى المبنى " المعاشات والتأمينات " فى الآتي:
- سرعة صرف مستحقاتنا ومحاكمة المسئولين عن اختفاءها .
- نطالب الرأى العام وكل القوى السياسية والثورية والمدنية بسرعة التدخل لمساعدتنا لمواجهة حملة الإبادة غير الإنسانية التى نتعرض لها الآن .
- نطالب بسرعة صرف 50% على شامل المعاشات لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار وصرف كل المستحقات السابقة .
- رفع الحد الأدنى للمعاشات ليساوى الحد الأدنى للأجور مع تدرج كافة المعاشات بالفروق المادية لمن هم فى المعاشات الآن .
فيما قال أصحاب المعاشات أننا لا نطالب الحكومة وخزانتها بأى أعباء.. بل نطالب رد أموالنا المنهوبة لدى كل الحكومات السابقة وحتى الآن والتى تبلغ أكثر من 600 مليار جنيه .