تحتفل مصر في الحادي والعشرين من مارس من كل عام بعيد الأم ، وبعيداً عن المثالية وبعيداً عن جو الاحتفالات التجارية البراقة ، هناك أمهات بعيدة عن دائرة الضوء كافحت من أجل بقاء حياة أولادهم ومن أجل الوصول بهم الى أعلى مستوى من التعليم والحياة وهم الأمهات الغارمات التى سجنت وتعرضت للأحكام القضائية من أجل أولادهم لذلك تقابلنا مع عدد من الأمهات الغارمات اللاتي أفرج عنهن حديثا بعد إنتشالهن من السجن وإعادتهن لأحضان الأبناء انهمرت دموع الأمهات وهم يحكوا مأساتهم ولكنها كانت دموع الفرح والحرية بخروجهم من السجن وأنهم سوف يقضون حياتهم الباقية بجوار أولادهم . "لهن"التقي مؤسسة مصر الخير ومديرة مشروع الغارمات بتلك المؤسسة سهير عوض لتحكى لنا الدور الذى تقوم به المؤسسة مع الأمهات الغارمات وهل يتم الأفراج عن كل الأمهات ؟
من 5:10 الأف جنيه قيمة سداد الغارمات
تقول سهير عوض مدير مشروع الأمهات الغارمات أننا نعمل على إخراج الأمهات التى تأثرت حياة أولادهم بسجن أمهاتهم وغيابهم عن المنزل لعدة سنوات وأننا نفرج عنهم لنتيح لأمهاتهم إستكمال حياتهم ورعاية أولادهم الذين لن يراعهم أحد بعد الله سبحانة وتعالى كما أننا ساعدنا فى الأفراج خلال هذا الشهر عن 12 حالة وتتراوح ديونهم من 5 الى 10 الف جنية فقط لاغير وذلك حتى نتمكن من مساعدة الكثير من الأمهات لإستكمال حياة أولادهم ورعايتها وقد قررت المؤسسة أن تكرم اليوم فى عيد الأم 19 أم غارمة هذا العام كأقل تقدير لهم عن تضحياتهم لأولادهم هذا العام.
عيد أم جديد
منى عوض جدة فوق الستين توفى أبنها فأصبحت أما لأحفادها بعد أن تركتهم أمهم لتتزوج وفى ظل ظروف المعيشة القاسية وعدم وجود مصدر دخل للأسرة سوى معاش زوجها الضئيل فكرت فى شراء أجهزة منزلية بالتقسيط وبيعها للأنفاق على الأحفاد ومثل معظم حالات الغارمات وقعت الجدة فى فخ التوقيع على إيصال إمانة على بياض وعندما تعثرت فى سداد القسط الشهرى فوجئت بأحكام قضائية تصدر ضدها مطالبة باضعاف المبلغ الذى أشترت به البضاعة وكانت النتيجة قضاء أكثر من ثلاث سنوات خلف القضبان وتفرق الأحفاد لدى الجيران حتى قام أولاد الحلال بسداد ديونى بعد التفاوض مع صاحب الشركة لتعود الى رعاية احفادها الذين لم يراعاهم أحد الا هى بعد الله ذلك بعد أن صدر ضدها حكم بالحبس سبع سنوات .
الحرية لا تقدر بمال
أما هبة مجدى فهى شابة تبلغ من العمر 38 سنة من مدينة كفر الشيخ وهى أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم مابين 3،7،11 وتعيش مأساة منذ خمس سنوات حين أصيب زوجها فى حادث قطار تسبب فى عجز كلى أقعده عن العمل ولم يكن له مصدر دخل ثابت لانه عامل باليومية ولتوفير نفقات علاج الزوج والإنفاق على الأبناء أضطرت الأم لشراء أثاث وملابس بالتقسيط لبيعها على أن تسدد 500 جنية شهريا لمدة عامين وقامت بالتوقيع على شيكات على بياض وعندما تعثرت فى السداد قدم صاحب البضاعة بدعوى ضدها بقضيتين مطالبا منها سداد 69 الف جنية فصدر ضدها حكم بالحبس 3 سنوات وقالت هبة مجدى صاحبة المشكلة لقد عانيت من حالة نفسية سيئة فى السجن لبعدى عن أولادى خاصة أبنتى الصغيرة وكنت أبكى طوال الوقت حتى تمكنت أحدى المؤسسات الأهلية من أخراجى من السجن بعد قضاء 3 شهور قاسية ووعدتنى بعمل مشروع صغير يحقق لى دخلا ثابتا حتى لا أمد يدى لأحد أما أولادى فيحتفلون بى طوال الوقت بمشاعرهم الجميلة بعد أن عاشوا كالأيتام طوال غيابى وبالنسبة لى فأجمل هدية فة عيد الأم هى وجودى فى حضن أولادى ووجود اولادى فى حضنى .
عيد أم الحرية
أما منال محمود 38 سنة أم لخمس بنات أصغرهن تبلغ من العمر 5 سنوات تعانى من ورم بالمخ وتتلقى العلاج الكيماوى مرة كل 15 يوم فى المعهد القومى للأورام بالقاهرة وزوجها يعانى من إعاقة حركية ولديها فيرس سى بالكبد ويحتاج لحقنة بزل مرة أسبوعيا وبسبب ضيق الحال فكرت منال فى شراء غسالة وثلاجة وبوتجاز لبيعها وتسدد ثمنها بالتقسيط ولانها وقعت على إيصالات أمانة على بياض وتعثرت فى السداد أدى ذلك الى صدور حكم بسجنها هى وزوجها 10 سنوات بأعتباره ضامن لها وكانت النتيجة تشرد البنات بعد أن طردهن صاحب المنزل من الشقة وأضطررن للمبيت فى أرض فضاء وقد تعرضت أحداهن لمحاولة إعتداء فقام الجيران بإيواء البنات لديهم الى أن خرجت منال وزوجها بعد شهرين فقط من السجن بعد أنقذتها أحدى المؤسسات الأهلية وأنقذت بناتها من الضياع وهى الآن تعمل كشك لها ولبناتها بعدما أوقفوا معاش زوجها المعاق وتعتبر منال عيد الأم هذا العام مختلف لآنها تحتفل بيه مع أولادها بعدما حرمت منهم 3 أشهر .