«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮"عُكاز الثورة‮" مسند أصحاب المعاشات‮
نشر في الوفد يوم 04 - 05 - 2011

بعد ثورة‮ 25‮ يناير‮.. تجدد الأمل لدي أصحاب المعاشات في تحسن أوضاعهم المعيشية،‮ خاصة بعد الزيادة التي قررتها الحكومة وقيمتها‮ 15٪‮ بعد أن تحملوا الظلم والمعاناة طوال السنوات الماضية ولم يشعروا بأي إصلاح أو تغيير حقيقي تجاههم،‮ وإذا كان عددهم يقدر ب‮ 8.‬5‮ مليون مواطن فإن أصحاب المعاشات في مصر يقعون فريسة آلام الشيخوخة والمرض بعد أن قضوا في العمل عشرات الأعوام ادخروا خلالها من رواتبهم آلاف الجنيهات لصالح التأمينات والمعاشات،‮ إلا أنهم لا يحصلون إلا علي الفتات ليواجهوا بها متطلبات الحياة بعد سن ال‮ 60‮ التي تزداد فيها احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية،‮ بخلاف مصاريف تعليم وزواج الأبناء،‮ فضلاً‮ عن مصاريف الدواء وتكاليف العلاج بالمستشفيات وهي من الأساسيات،‮ الآن يواجهون الموت دون أن يجدوا خدمة علاجية ودواء مناسب‮.‬
فهل تكفي مبالغ‮ أحياناً‮ لا تزيد علي‮ 350‮ جنيهاً‮ لاحتياجات أسرة كاملة لمواجهة متطلبات الحياة الصعبة؟‮.. وهل آن الأوان لإعادة النظر في احترام آدمية الإنسان المصري وتكريمه في شيخوخته بعد أن قضي عشرات السنوات في خدمة الوطن؟‮.. وهل تتحسن أوضاعهم،‮ خاصة بعد إنشاء أول نقابة لأصحاب المعاشات؟‮.. وهل يبدأ مستحقو معاش الضمان الاجتماعي الأول بعد الثورة في حياة كريمة بعد سنوات من الحرمان ذاقوا فيها الجوع ولم يجدوا حتي‮ »‬العيش الحاف«؟‮.. طوابير أصحاب المعاشات معاناه ناطقة بمآسي أصحابها من العجائز والأرامل وغيرهم ممن يبحثون عن‮ »‬حياة آدمية‮«.. بعد ثورة‮ غيرت وجه الحياة في مصر‮.‬
علية عبد الواحد:قلبنا نشف من الفول والطعمية
في مشهد مؤسف يقف مجموعة من الآباء والأجداد بين رجل وقور وشيخ كبير وسيدة عجوز في طوابير المعاشات أمام مكاتب البريد،‮ الكل يستند علي الآخر في لحظة فارقة لنيل مبالغ‮ لا تعينهم حتي علي‮ »‬العيش الحاف‮«‬،‮ بالإضافة إلي أصحاب المعاشات من الأرامل وغيرهم الذين لا يجدون أدني متطلبات الحياة وما يضمن لهم الشعور بالاطمئنان للستر في آخر أيامهم،‮ حيث لا يستطيعون الإنفاق علي أبنائهم الذين يقاسون نار البطالة ويظلون في طابور الإعالة وأعباء علي آباء مسنين،‮ وكأن جنيهات المعاش القليلة التي يحصلون عليها تمثل لهم قيمة كبيرة،‮ علي الرغم من أنها لا تسد إلا جزءاً‮ بسيطاً‮ للغاية من احتياجاتهم ومتطلباتهم الخاصة،‮ خاصة في ظل تواجد هذا الانفلات الواضح في الأسعار وعدم ضبط الأسواق‮.‬
وللتعرف علي أحوال أصحاب المعاشات ذهبت‮ »‬الوفد‮« لزيارتهم والاطلاع علي أحوالهم بمكتب بريد السيدة زينب بشارع بورسعيد،‮ وقد لوحظ حدوث حالات إغماء لكبار السن في ظل ضيق مساحة المكتب والزحام الشديد الموجود أمام شبابيك صرف المعاشات الذي يمتد لأمتار خارج المكتب‮.‬
الحاجة‮ »‬أم صابر‮« التي تبلغ‮ من العمر‮ 62‮ عاماً،‮ قالت‮: نعاني من الذل وعدم احترام لآدمية الإنسان المصري في مكاتب صرف المعاشات سواء بمكاتب البريد أو ببنك ناصر الاجتماعي من الإساءة التي نتلقاها من الموظفين،‮ بالإضافة إلي الزحام الرهيب وامتداده لطوابير طويلة أمام شبابيك صرف المعاشات مما ينتج عن ذلك صرخات وحالات إغماء مستمرة لكبار السن وذوي العاهات أو الاحتياجات الخاصة،‮ والغريب في الأمر أنني تقدمت بطلب لمكتب بريد السيدة زينب المزدحم دائماً‮ الذي أتعامل معه منذ فترة طويلة لكي أنقل معاشي إلي بنك ناصر الموجود بوسط البلد بجانب سكني الجديد بمنطقة العتبة وبعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة والمطلوبة ذهبت إلي بنك ناصر لكي أصرف المعاش ففوجئت بأن البنك يرفض إعطائي المعاش وأيضاً‮ لآخرين‮ غيري‮.. وقال لنا الموظف المختص‮: أسماؤكم لم تنزل عندي علي الشاشة هذا الشهر بحجة أننا تأخرنا‮.. ومن هنا بدأنا نسمع صراخ السيدات والرجال المسنين الذين يبكون بسبب الأعباء التي لديهم ولم يكن عندهم أي دخل سوي هذا المرتب الذي يتعايشون به وينفقون معظمه علي أمراضهم‮.‬
هدي عيسي‮.. تعول ثلاثة عاطلين وحفيدين وتحلم بقرض يغنيها عن‮ "مد الإيد‮"!‬
وعندما تحدثنا إلي مدير بنك ناصر وسألناه عما يفعلون مع كبار السن؟‮.. قال لنا‮: إن البنك معزور وغير مسئول عن تأخيرهم في صرف المعاش وأن البنك يبدأ في صرف المعاش من اليوم الثاني حتي اليوم السابع من الشهر،‮ ويمنعهم في بعض الأحيان من خروج المنزل لأي سبب أياً‮ كان،‮ لذا فتوجهت مرة أخري إلي مكتب بريد السيدة زينب لكي أعود مرة أخري أن أصرف معاشي من خلالهم بغض النظر عن زحام أو معاملة سيئة من الموظفين بشباك صرف المعاشات وليكن ما يكون‮.‬
البؤس وقلة الحيلة‮.. ظهر علي وجه‮ »‬علية محمد عبدالواحد‮« وهي سيدة مسنة تجاوزت الستين من عمرها وتقطن بمنطقة عين الصيرة،‮ حالها لم يختلف كثيراً‮ عن ملايين المواطنين من أصحاب المعاشات الذين يأملون زيادة معاشهم وصرف مستحقاتهم والنظر إليهم بعين الرأفة والرحمة‮.. فهذه السيدة العجوز تتقاضي معاشاً‮ لا يتجاوز‮ 350‮ جنيهاً‮ عن والدها الذي كان يعمل في شركة وزوجها متوفي منذ‮ 10‮ سنوات،‮ ليس مؤمناً‮ علي حياته أو لديه معاش بل كان يعمل أرزقياً‮ ولديها ابن شاب تركها وغادر ولم تعرف عنه شيئاً،‮ وهذا المعاش البسيط لا ينقذها ولا يسد إلا جزءاً‮ بسيطاً‮ للغاية من احتياجاتها المعيشية وينتهي في نصف الشهر،‮ وحتي بزيادة هذا المعاش إلي‮ 15٪‮.. وتقول بمرارة‮: إننا لا نشعر بهذه الزيادة لأنها تتوه في مصاريف المعيشة الصعبة والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية و»قلبنا نشف من أكل الفول والطعمية والباذنجان‮« التي لم تفارقنا يوماً‮ إفطاراً‮ أو‮ غداء أو عشاء،‮ ولم أتذوق طعم اللحوم أو الفراخ أو السمك منذ زمن طويل،‮ بخلاف مصاريف الدواء التي تصل إلي‮ 200‮ جنيه شهرياً‮ لعلاج السكر والضغط‮.. لذا أطالب الدولة بضرورة النظر في تحسين المعاشات والأجور بما يوازي‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار‮.‬
الحاجة هدي محمد سعيد‮ - سيدة تجاوزت ال‮ 67‮ عاماً‮ من عمرها‮ - وجدناها وكأنها تحمل هموم الدنيا فوق رأسها وعبرت عن استيائها لما تتقاضاه من معاش بسيط لا يتجاوز‮ 120‮ جنيهاً‮ من الشئون الاجتماعية وتعول ثلاثة أولاد منهم شاب عاطل وغير متزوج وفتاة أرملة ولديها طفلان‮.. تقول بأسي شديد‮: نقف في طوابير صرف المعاشات لصرف مبالغ‮ لا تعيننا حتي علي العيش الحاف ولكننا في النهاية نقول‮ »‬نواية تسند الزير‮«‬،‮ خاصة أنني أعاني من الضغط والسكر ولا أقدر علي العمل ولا أرضي أن أمد يدي للآخرين،‮ فضلاً‮ عن مصاريف الدواء التي تصل إلي‮ 70‮ جنيهاً‮ شهرياً،‮ وإعالتي لأولادي،‮ وأتمني أن يوافق بنك ناصر الاجتماعي علي خصم مبلغ‮ 60‮ جنيهاً‮ باقي المعاش وإعطائي قرضاً‮ بدون خصومات،‮ حيث إن البنك يقوم بخصم‮ 1500‮ جنيه من إجمالي قرض‮ 18‮ ألف جنيه‮.. ويقول‮: إنها تخصم لصالح قناة السويس وهذا معروف عند كل الناس،‮ لكي أعمل مشروعاً‮ نأكل منه لقمة عيش شريفة ويساعدنا علي توفير الحد الأدني من متطلبات الحياة الكريمة‮.‬
الحاجة‮ »‬حكمت عبدالسلام عمر‮« التي تجاوزت ال‮ 65‮ من عمرها ولديها بنت متزوجة ولم تسأل عنها‮.. قالت‮: 400‮ جنيه كل شهر بعد‮ 35‮ سنة خدمة عاملة بمستشفي الجمهورية‮.. الحمد لله مفيش في إيدي حاجة أعملها وأنا مريضة وأعاني من تضخم في الكبد والطحال وخشونة في ركبتي ومصاريف الدواء‮ 200‮ جنيه كل شهر‮.. يعني نصف معاشي رايح بخلاف إيجار سكني وفواتير الكهرباء والمياه ليتبقي في النهاية‮ 50‮ جنيهاً‮ من المفروض أنها تعيشني طوال الشهر،‮ ولا أعرف ماذا أفعل وزوجي متوفي منذ زمن طويل وابنتي الوحيدة تركتني أصارع المرض والعذاب والفقر،‮ بدون أن تمد يدها لكي تساندني علي مشقة الحياة الصعبة‮.. وتساءلت عما حدث في الأسواق من انفجار في الأسعار؟‮.. الحياة تغيرت والعوض علي الله كنا نأكل لحمة وخضار وأرز والعيشة كانت مستورة وتفيض‮.. ولا نعلم سر ارتفاع الأسعار بهذا الشكل،‮ ألا يوجد رقيب في هذا البلد؟‮.. لماذا لا يحاسبون التجار الذين يرفعون أسعار كل شيء الطماطم والخضراوات واللحوم؟
حكمت‮.. بعد‮ 35‮ سنة عاملة بمستشفي‮.. المعاش‮ 400‮ جنيه وعلاج الكبد‮ 200‮ جنيه‮!‬
»‬الدنيا قلت بركتها‮.. والخير كان زمان‮« بهذه الكلمات القليلة بدأ حديثه الحاج أحمد عبدالعال‮ »‬66‮ عاماً‮« ولديه‮ 4‮ أولاد منهم ابن معاق ذهنياً‮.. يقول بحسرة شديدة‮: معاشي‮ 180‮ جنيهاً‮ والزيادة لن تتجاوز‮ 20‮ جنيهاً‮ في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل كبير ومضاعف وأصبحت أمشي حالي بهذه الملاليم كل شهر ولم نتذوق طعم اللحمة أنا وأولادي منذ شهور طويلة‮.. طيب هشتري لحمة إزاي وأسعارها ترتفع إلي‮ 60‮ و70‮ جنيهاً؟‮.. لكننا عايشين علي البقوليات والخضار الذي يطبخ بمياه الحنفية،‮ وكان من الأفضل أن تقوم الحكومة بزيادة هذا المعاش بشكل يتناسب مع متطلبات الحياة والزيادة المستمرة في الأسعار‮.‬
كانت علامات الحيرة والعجز والحزن تمهد بحكاية شديدة البؤس ل‮ »‬أم أحمد‮« التي تجاوزت ال‮ 60‮ عاماً‮ ولديها‮ 4‮ أولاد منهم بنت و‮»‬3‮ صبيان‮« واحد في السجن ويدعي‮ »‬حسن سعيد‮« محكوم عليه بثلاث سنوات وقضي مدة تزيد علي سنة ونصف السنة بسجن برج العرب فتقدمت بأربع شكاوي لقطاع مصلحة السجون لكي ينقل إلي سجن المرج أو طرة لكي تقلل من النفقات الباهظة التي يتطلبها المشوار،‮ بخلاف مصاريفه داخل السجن‮.‬
وتقول‮: أعاني بسبب طول المشوار ومرضي الشديد فأنا أعاني من إصابات بالغة في العمود الفقري وحساسية في الصدر والألم بيسهرني طوال الليل لاحتياجي لعلاج شهري مرتفع التكاليف وذلك لا يتناسب مع الظروف المعيشية الصعبة،‮ لكن عقلي سريعاً‮ يرجع ويفكر في مستقبل أولادي ويذهب إلي ابني‮ »‬المحبوس‮« وإخوته أيضاً‮ الذين مازالوا في سن التعليم وعايزين دروس خصوصية إجبارية ومصاريف دائمة‮.. منين أجيب كل ده؟‮.. وأنا عاجزة عن العمل ولم أجد أمامي سوي‮ »‬معاش مبارك‮« 350‮ جنيهاً‮ هو كل ما أحصل عليه وزوجي متوفي‮.. لذا أطالب الحكومة بأن تنظر إلينا بنظرة عطف وشفقة وتقف بجانبنا وترحم شيخوختنا ومرضنا وتحاول أن تحقق لنا الراحة والستر في آخر أيامنا وتقرب علينا مسافات مع أبنائنا في السجون وأن تنقل ابني إلي سجن المرج أو طرة‮.. رحمة بي‮.‬
بعيون تفيض بالدموع ولهفة عارمة ودقات قلب رنانة‮.. جاء لنا‮ »‬عم عبدالله خيرت‮« الذي تجاوز ال‮ 70‮ عاماً‮ ومقيم بالسيدة زينب وكأن برؤيته لنا تحقق أمل كبير كان بعيداً‮ وحكي لنا عن سنوات مريرة عاشها هذا الشيخ الكبير من فقر وقلة حيلة حيث لديه‮ 6‮ أولاد وليس له أي مصدر للإنفاق علي نفسه سوي‮ »‬معاش السادات‮« الذي لا يتجاوز‮ 160‮ جنيهاً‮.‬
عم عبدالله قال‮: المصاريف كتيرة وأنا أساساً‮ أعاني من جلطة في المخ وعجز كامل بالجانب الأيسر للجسم وأتحرك بصعوبة وأنا في عرض أي قرش يساعدني لكي أواجه مصاريف الدواء،‮ فضلاً‮ عن مصاريف الأولاد،‮ فبينهم ثلاثة في سن متقاربة لبعضهم وعلي وش زواج‮.. يحتاجون إلي شوار ومصاريف طائلة والباقون مش لاقيين شغل بعد التخرج من الجامعات ومعاهم‮ 4‮ أولاد وأخري أرملة،‮ فهؤلاء جميعهم في رقبتي ولا يزالون أمامهم صعوبات ليشقوا طريقهم في زمن المستحيل،‮ ومفيش حاجة في إيدي علشان أعملها‮.. يا ريت كانت صحتي كويسة كنت اشتغلت وجنبت أولادي ذل الحاجة‮.. لذا أتمني الموت علي الحياة في ظل الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء حولنا وعجز كبار السن عن العمل‮.‬
الحاج موسي محمد‮ - الشهير ب‮ »‬أبوخير‮« 67‮ عاماً‮ - هذا الرجل الوقور الذي ذاق الأمرين في حصوله علي معاشه الذي لا يتجاوز‮ 300‮ جنيه ثم نظر إلي بضعة الجنيهات في حسرة وقال‮: »‬أدينا عايشين بشوية ملاليم‮« قولوا في الجرايد إن كبار السن مش لاقيين ياكلوا‮.. والحكومة كانت تتكلم عن زيادة في معاش التضامن تصل إلي ضعفين علي الأقل لكننا لم نر منهم أي شيء علي أرض الواقع،‮ إلا أننا توقعنا بعد ثورة‮ 25‮ يناير أن تتحقق هذه الوعود الزائفة وفوجئنا بالحديث عن زيادة ضئيلة لا تتناسب مع الارتفاع الجنوني للأسعار،‮ وغلاء المعيشة،‮ بخلاف ما ننعي همه من طوابير انتظار لا تنتهي في كل شيء في حياتنا،‮ وأقسم الرجل إن هذا المعاش البسيط لا يكفيه هو وأولاده الثلاثة طوال الشهر وأنه يكمل باقي الشهر بسلفيات وديون عليه،‮ وكأن الحكومة التي من المفترض أن تحقق لجميع المواطنين الرعاية والراحة والستر والخدمة العلاجية الجيدة،‮ خاصة بالنسبة لكبار السن في آخر أيامهم‮ »‬ودن من طين وودن من عجين‮«.‬
مدير مكتب بريد‮:‬ نواجه الزحام بتحديد مواعيد لكل فئة‮!‬
محمد كمال‮ - مدير مكتب بريد السيدة زينب‮ - قال‮: مكتب بريد السيدة زينب يستقبل يومياً‮ أعداداً‮ كبيرة تتراوح ما بين‮ 400‮ و600‮ فرد من أصحاب المعاشات بخلاف عملاء دفاتر التوفير والحسابات الجارية‮.‬
أضاف‮ »‬كمال‮« أن المكتب يقدم هذه الخدمة لجهات وأفراد متنوعين مثال المعاشات والعسكريين والتأمينات الاجتماعية‮ »‬شيخوخة ولم يجد من يعوله وإصابة العمل والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وشباب الخريجين والصحفيين بعد سن الستين‮«.. ويتم تحديد مواعيد لكل منهم محددة لصرف مستحقاتهم من المعاش،‮ وهناك معاشات زادت بالفعل بنسبة‮ 15٪‮ وأخري لم تزد‮.. وفي النهاية زيادة المعاشات تأتي من الحكومة ونحن ما علينا سوي تقديم خدمة صرف المعاش فقط،‮ الكل يقف في انتظار دوره‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.