منذ أن شاهدت الحلقات الأولى لبرنامج مسابقات إكس فاكتور وأنا أضرب كفا بكف، البرنامج مخصص له ميزانية ضخمة جداً ملايين بدليل الإعلانات التى تنشر بالمجلات الاجتماعية والشبابية حول البرنامج، والدعاية المكثفة قبل بدئه وأثنائه فى المحطات التى تذيع البرنامج، توقفت قبل مشاهدته حول أعضاء لجنة التحكيم الأربعة ثلاثة من لبنان وواحد من الخليج وهذا لا يحقق العدل فى الحكم على الأصوات من كل الدول العربية، ثانياً ليس فيهم ملحن أو كاتب أغانى حتى يحكم على الصوت ومخارج الألفاظ والنشاز من عدمه، ثالثاً كل المحكمين الأربعة جيل ظهر منهم فى عام 2000 وهو إليسا ومن ظهر فى 2004 وهى كارول سماحة ومن ظهر فى 2006 وهو حسين الجسمى وأقدمهم وائل كافورى ظهر فى 1994 مع غنائه «مين حبيبى أنا» مع نوال الزغبى وهو صوت جبلى قوى لا خلاف عليه، لكن هل يستطيع هؤلاء الأربعة الحكم على صوت وموهبة؟ أرجأت الحكم لحين المشاهدة وبالفعل لعنت اليوم الأغبر الذى حوّل صغار الفنانين لنجوم بحكم الميديا والتلميع والتجميل ووجدت أن الموازين انقلبت والدنيا خيرها قل وبدلاً من قولى «إكس فاكتور» وجدتنى أقول «إخص فاكتور» الست إليسا بجلالة قدرها التى ساعدتنى الظروف فى بدايات ظهورها أن أحضر حفلها الأول اللايف وكان بالمناسبة بالإسكندرية، شكلها طبعاً غير الشكل الحالى وأعتقد بالعودة لصورها الأولى ستجدون الفروق واضحة، ولكن هذا ليس الموضوع الرئيسى الأساس الصوت، ظهرت إليسا ولأن صوتها ضعيف وظهورها فى هوجة أى حد يحب يغنى ويتدلع شوية يظهر فكان خلفها أسطوانة بأغنيتها ما عليها إلا الصعود وتحريك شفتيها وشاءت الظروف كما فى أفلام زينات صدقى أن تتعطل الأسطوانة فتجد إليسا على المسرح تحرك شفاهها والأسطوانة تصدر صوت «إيأ، واو، عاع» ضربت لخمة، فقررت تغنى بصوتها بدون عوامل الاستوديو فكان والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وسلام قولاً من رب رحيم، صحيح اشتغلت على صوتها بعد كدا لكن الأصل فى الأشياء إيه، سيبك من ملكة الإحساس وشوية الفساتين والصدور العارية والدعاية. أعود وأقول ليست إليسا هى التى تحكم على الأصوات الجديدة فمن هى فى سوق الغناء العربى إلا الغناء التجارى، ناهيك عن كم «....» الدفين الذى يخرج منها ونظراتها الحادة وتشدقها الذى فى غير محله، الوحيد الذى كسب من البرنامج فقط كما من المال المحترم وإعلانات ودعاية وظهور لهم بدلاً من الجلوس أمام التليفزيون لا حفل ولا شغلة ولا مشغلة وفى النهاية وضعوا كمحكمين على أصوات ومواهب شابة تذكرنا بلجان الاستماع فى الإذاعة المصرية التى تجيز الأصوات وكان يحكم فيها أم كلثوم والقصبجى ورياض السنباطى والموجى وبليغ ووجدى الحكيم يالطيف اللطف يارب.
انقلب الحال وأصبحت سبوبة لجمع إعلانات واتصالات تجمع الملايين من الأموال، والدليل أن أحدهم أكد أنه قبل يا عينى وعصر على نفسه لمونة، وقبل أن يظهر كمحكم، وبعض المحكمات فى برامج مماثلة قالت إن التحكيم والظهور بالبرنامج لم يضف لها شيئاً ونسيت أنه أضاف فى أرصدتها بالبنوك، ناهيك عن التلميع المجانى، لتتهافت الفنانات من جيل عام «2005» واللاتى هن الأخريات خرجن للجمهور ببرنامج مسابقات واتصالات هاتفية وهى ديانا كرزون التى نجحت بلقب سوبر ستار العرب وهو برنامج مسابقات ظهر فى الفيوتشر اللبنانية منتصف الحقبة السابقة والذى فتح حنفية برامج مسابقات الغناء بالتليفون، خرجت تقول لا أقبل أن أظهر للتحكيم فى مسابقات الغناء، يا نهار أسود يا سيدتى من أنت فى جيل الغناء حتى تخرجى وتقولى هذا التصريح لكن معكى كل الحق، فالذى جعل من إليسا وجيلها محكمين على الأصوات الشابة يجعلك تقولين مثل هذا الكلام.
■ النتيجة نشاز وافتراء
وكانت أن كل الأصوات التى يفرد لها ساعات على الشاشات العربية والغلاسة فى الدعاية حتى تراهم الناس أصوات نشاز وضعيفة ولا موهبة ولاميزة صوتية وكأنك عزيزى القارئ فى حفل مدرسى تستمع لكل فصل فى حفل السنة بتاع عيد الأم أو نهاية العام، والذى يثير الغضب أن تجد التشدق فيهم أقصد لجنة التحكيم واحد يقول رائع، عظيم، هايل، والثانى يقول لا ما دخلت قلبى يا ختى، إنشا الله ما دخل، والثالث يقول ما كنت اليوم موفق «آل يعنى كان موفق فى دخوله أو أن اللجنة ذاتها موفقة فى قعدتها».
■ أنغام فخر الصوت المصرى
لكن تخرج من المشاهدة بعدة ملاحظات إنسانية طيبة قلب حسين الجسمى، غل إليسا، حنان كارول سماحة وفهمها بعض الشىء، طبطبة وائل كافورى، خرجت أنغام كضيفة بالبرنامج فخر الصوت المصرى العربى الأصيل مهر بصحيح الملاحظ لنظرات إليسا لها فعلاً تشعر كأنها عايزة تشدها من شعرها فصوت أنغام ربنا يحميها.
■ حتى المعلقون مش عارفين يعلقوا
حتى المعلقون على الفقرات واحد لا أعرف اسمه والممثلة يسرا اللوزى البنت قمر بجد وفخر السينما المصرية كنموذج لشابة لم تطلها أيادى أطباء التجميل مثل بقية الجيل وموهوبة وصغيرة وحلوة لكن فى التعليق على برنامج مسابقات مثل هذا «باردون» يا يسرا هتعلقى على شوية مبتدئين، حتى مش عارفة تعمل شد انتباه للجمهور، وأقل واحد فى شباب برنامج المسابقات آراب أيدل خرج من المسابقة يتفك بمائة من أصوات «إخص فاكتور» وللحديث بقية عن بكاء نانسى وحنية راغب واستظراف أحلام ووقار الشافعى فى «آراب أيدل»، ونفتح ملف برامج المتاجرة بالأصوات الغنائية وحلم الظهور للضرب على القفا من أيام استار أكاديمى تبدلت الوجوه والتسمم واحد.