مع صباح كل يوم جديد يستطيع أفراد العصابة التى احتلت مصر أن يدهشونا بجديدهم من نكت وطرائف وغرائب لا يكاد يصدقها العقل السليم أو السقيم. الست أم أيمن، عضوة البرلمان المنحل التى دافعت عن مغتصبى النساء والمتحرشين واتهمت بنى جنسها بأنهن كائنات منحرفة وفاسدة بطبعها، خرجت علينا من يومين على قناة «25» الإخوانية، فى هيئة الممثل طلعت زكريا، عاشق مبارك الذى اتهم شباب الثورة بأنهم يقيمون علاقات جنسية كاملة فى ميدان التحرير، لتقول بالنص: « رأيت من نافذة الاتحادية كشاهد عيان ممارسات جنسية كاملة ممن يسميهم الاعلام ثوارا»!
تخيل معى هذا المشهد: نوافذ القصر تبعد عن خيام المعتصمين فى الخارج بما لا يقل عن خمسمائة متر، لكن عين الست أم أيمن، ولا عين «سوبرمان» فى أقوى أفلامه استطاعت أن تخترق المسافة والحواجز والأشجار والأسوار وقماش الخيام من أعلاها وترى المعتصمين وهم يمارسون «الجماع» كاملا بالداخل.
لا يمكن أن أشكك فى كلام الست أم أيمن، فهى متدينة ولا يمكن أن تكذب، ومن المؤكد أنها رأت ذلك بالفعل، ولكن بعين خيالها المريض بالجنس، المهووس بصور النكاح والجماع!
للأسف مذيع قناة «25» لم يسأل الست أم أيمن هل كانت تقف فى النافذة بمفردها، أم أن صاحب البيت الذى استضافها فى قصر الرئاسة كان يقف بجوارها، وهل رأى ما رأته؟ وهل ضحك الاثنان أم انتابهما الخجل واستعاذا بالله من الشيطان الرجيم الذى يوسوس لكليهما بالفواحش؟
الست أم أيمن ليست ظاهرة فردية، ولكنها مجرد فرد فى ظاهرة اجتماعية يصفها علم النفس التحليلى ب«العصاب الجماعي»، أى تلك الأمراض النفسية التى تصيب مجموعة معينة من البشر، وتجعلهم عاجزين عن التفكير المنطقى وعن التعامل مع الواقع.
إذا كنت تتصور أننى أمزح أو أسخر أو أبالغ ارجع إلى جلسة مجلس الشورى التى عقدت قبل ساعات من حوار أم أيمن لتعرف أن الموضوع ليس نكتة وأن الحالة جد خطيرة وأن جلسات الكهرباء لا تكفى لعلاجها، وربما يحتاج الأمر إلى تدخل جراحى سريع!
البكوات الجدد من أعضاء مجلس ال7% أوعز إليهم من قبل الأصابع المرئية للجماعة التى تحركهم باستكمال مخطط الاعتداء على المتظاهرات فى «التحرير» بعقد اجتماع حول ظاهرة التحرش للجنة «حقوق الانسان»- شوف ازاى يا أخى... لجنة «حقوق الإنسان»...واسمع وشنف آذانك بكلمات المدافعين عن حقوق الانسان!
النواب الأفاضل هاجموا تحول الخيام المتواجدة فى التحرير الى ما اسموه وكر دعارة وتساءل أحدهم: «كيف تطلب الفتيات حمايتهن فى الوقت الذى لا يقمن فيه باتخاذ خطوات احترازية تمنع إصابتهن بأى أذى».
وكيل لجنة «حقوق الانسان» عز الدين الكومى قال إنه «تم رصد 24 حالة اغتصاب ممنهج بميدان التحرير خلال الأيام الأخيرة وحدث ذلك مع إحدى مذيعات سكاى نيوز واضاف: أين النخوة لماذا لا يتصدى احد لذلك فى الميادين؟
الكومى انتقد ما اسماه الصمت الاعلامى حول الظاهرة وأضاف ببراعة حاوى من لاعبى ال«3 ورقات»: الاعلاميون «اهتموا بالمسحول وتركوا الفتيات»!
أما المستشار أحمد الخطيب نائب رئيس محكمة الاستئناف فأرجع سبب الازمة الى ضعف هيبة الدولة قائلا: «الاحساس بسقوط هيبة الدولة والانقسام السياسى يؤدى الى تكرار الحادث.»
لم يسأل المستشار نفسه طبعا عن «دور» الدولة، ممثلة فى ميليشيات الجماعة وبلطجية الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى، فى تدبير وتمويل هذه التحرشات، ولكن بنفس حيلة الحاوى البارع قال إن «منظمات المجتمع المدنى شغلت نفسها بقضايا سياسية وتركت الدفاع عن حقوق المرأة»!
وأضاف بلمسة بارعة: «ما يحدث يلقى عبئا على القوى السياسية التى عجزت عن حماية المظاهرات ولا يجب ان تتحول التظاهرات الى تربة خصبة لممارسة الرذيلة ونطالب القوى السياسية بأن تتوقف عن الدعوة للحشود إذا لم تستطع تأمينها» خاتما كلمته النارية بمطالبة الفتيات بعدم الذهاب الى اماكن غير آمنة حتى لا يتعرضن لمثل هذه الحوادث.
كان بودى أن أعرض عليكم وقائع الجلسة كاملة، فهى والحق يقال ملحمة من ملاحم السياسة فى العصر الحديث والقديم، وعزائى أنها متاحة كاملة على ال«يوتيوب».. ياريت تلحقوا بمشاهدتها وتحميلها قبل منع اليوتيوب.. وإن كنت لا أستطيع الانتقال إلى باقى المقال قبل أن أتحفكم بكلام اللواء- لواء بحق وحقيقى وليس مثل الموسيقار اللواء محمد عبد الوهاب- وهو يهتف: «اللى نازلة عارفة انها وسط بلطجية وشوارعية يجب ان تحمى نفسها قبل ان تطلب من الداخلية ذلك وضابط الشرطة مش قادر يحمى نفسه... فى بعض الأحيان تسهم الفتاة فى اغتصابها بنسبة 100 % لأنها وضعت نفسها فى هذه الظروف».
تخيلوا! أمال سيادتك كنت بتعمل ايه فى الداخلية يا سعادة اللواء؟ هل كنت تخبر من تسرق شقته أو حقيبته بأن الخطأ يقع عليه لأنه لم يضع عليها قفلا؟ ولماذا لا تطالب النساء أيضا بوضع حزام للعفة وقفل حديدى على أجسامهن حتى لا تعتدى عليهم ميليشيات الداخلية والإخوان فى الشوارع؟
السيد اللواء ترك المدبرين والبلطجية الكبار وطالب بمعاقبة أطفال الشوارع «حتى لو تنافى ذلك مع المعاهدات الدولية التى لا يجب أن تعلو على الشريعة ونقول إن هناك منظمات ممولة من الخارج تفرض الفكر الغربى واللى بيحصل فى خيام بعض الميادين دعارة».
طبعا طبعا يا سيادة اللواء...التحرش واغتصاب النساء عادات غربية تروج لها منظمات المجتمع المدنى، بدليل أن مصر وأفغانستان على قائمة البلاد الأكثر تحرشا بالنساء، بينما الدول الغربية فى قاع القائمة. والشريعة طبعا تطالب بعقاب الأطفال وترك الكبار والمحرضين على الاغتصاب!
طيب...سيبك من كلام المجانين المصابين بالعصاب الجماعى وتعالى نتكلم بالعقل حتى لا نصاب بالعدوى منهم.
هل يعلم أعضاء مجلس الخبراء أن شباب التحرير ومنظمات المجتمع المدنى نظموا حملة واسعة لمواجهة التحرش وقاموا بمظاهرة ضخمة انطلقت من حى السيدة زينب إلى الميدان تصدرتها مئات النساء حاملات السكاكين وأدوات الدفاع عن النفس وتوعدن من سيقوم بالتحرش ثانية بويل العقاب، وكانت النتيجة أن يوم الجمعة الماضى لم يشهد حالة تحرش واحدة، بعد أن خاف كلاب التحرش من اخصائهم، وبعد أن خاف المحرضون والممولون لهم من افتضاح أمرهم؟
هل يعلم أعضاء لجنة«حقوق الانسان» أنه قبل هذه المظاهرة بأيام قام بعض البلطجية بالهجوم على اجتماع لواحدة من لجان مواجهة التحرش كان يعقد فى مكتبة «أبجدية» بوسط البلد، حاملين السيوف والعصى، وقاموا بتحطيم المكتبة ومطاردة الحاضرين حتى الشارع؟ هل هناك دليل أكثر من ذلك على أن هناك قوة لديها معلومات ومخابرات تدبر هذه الحوادث وترعاها؟
هل يعلم أعضاء اللجنة أن حزب «الحرية والعدالة» مغتصب الحكم، يقوم بتمويل بعض أطفال الشوارع فى الأحياء الشعبية للذهاب إلى ميدان «التحرير» والميادين الأخرى لبيع الحبوب المخدرة والسرقة والاعتداء على الفتيات، بهدف تشويه الميدان والثورة؟ ألم تصلهم معلومات فى الأحياء التى يمثلونها كنواب عن هذه الأمور؟ أم أنهم مشاركون فيها؟
المدهش فى أمر المريض العقلى هو أنه يفترض فى نفسه العقل والذكاء، ولا يعرف أنه مكشوف ومفضوح أمام الجميع، باستثناء زملائه من نزلاء «عنبر العقلاء».
يا سادة... كل جرائمكم مكشوفة لنا، وسوف تنالون العقاب عليها بأسرع مما تتخيلون!