بالتأكيد ستستدعى حسين لكى «يشكر» نيابة عنك، إذا اضطرتك الظروف وتابعت جلسة «الشورى» التى حمل فيها السادة النواب مسئولية التحرش فى التحرير للفتيات اللاتى يتظاهرن فى تلك المناطق، يروحوا يتظاهروا فى حتة طرية شوية، بعيد عن القرف والزحمة، و«مظاهرات الكباسين» التى يتم فيها اغتصابهن عنوة، الجلسة كانت نكتة السنين، بدأت بدعوة من لجنة حقوق الإنسان لمواجهة المتحرشين، وهو كلام جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه، لكن المناقشة نفسها حملت قدرا من الرؤى تدل على تفكير أصحابها، بداية من تخصيص أماكن للسيدات فى المظاهرات، زى عربيات المترو يعنى، وانتهاء بتوجيه اللوم للسيدات اللاتى يتركن أماكنهن ويتظاهرن بجوار الرجال.. شوفت الهنا اللى إحنا فيه السادة نواب «الشورى» الذين علا صوتهم بعد تمرير الدستور وأصبح لما يقولونه وزن، بعد أن كان استشاريا لا يساوى مصاريف المياه والكهرباء فى المجلس هاجموا ميدان التحرير «بالمرة» وتحدثوا عن تحول الخيام فيه إلى أوكار دعارة -فاكر طلعت زكريا لما قال مخدرات وعلاقات جنسية كاملة وبعدها عفاف شعيب كانت قلقانة عشان الريش أهى الأيام هتعيد بعضها- لم يقدم أى من السادة النواب بيّنته على ما ادعاه عن أوكار الدعارة، ولا حتى قالنا ليلة وكر الخيم فى الجو السقعة دى بكام.. لا أريد أن أنقل ما قاله الأصدقاء حتى لا يستخدم السادة النواب حصانتهم التى دفعوا ثمنها مقدما من أموالهم فى الدعاية ومؤخرا من ولائهم للرئيس الذى «ستتّهم» فى المجلس، ليلقوا بنا فى «أوكار» وزارة الداخلية كطعام لين لعساكر أمن مركزى تنفذ أوامر التحرش وخلافه بدون تفاهم، لكنى سأنقل حرفيا ما قاله النائب عادل عفيفى.. وعفيفى لمن يجهله يمكن تعريفه من كذا ناحية، الأولى أنه رئيس حزب الأصالة السلفى، والثانية أنه شقيق الشيخ السلفى محمدعبدالمقصود والثالثة أنه لواء شرطة سابق، شفت المفاجأة دى.. لواء سلفى، يعنى مرسى مش حارمك من حاجة، الرجل قال (اللى نازلة عارفة إنها وسط بلطجية وشوارعية يجب أن تحمى نفسها قبل أن تطلب من الداخلية ذلك وضابط الشرطة مش قادر يحمى نفسه) يا نهار أسود يا جدعان لواء شرطة سابق ونائب حالى يقول إن ضابط الشرطة مش قادر يحمى نفسه، طيب نجيب له بودى جارد يمشى وراه، اللواء السابق والسلفى الحالى اتهم الضحية وكرر الاتهام قائلا (فى بعض الأحيان تساهم الفتاة فى اغتصابها بنسبة 100% لأنها وضعت نفسها فى هذه الظروف)، عفيفى اختتم «مداخلته» التى مكانها الطبيعى برنامج أسامة منير بالتأكيد على أن (اللى بيحصل فى الخيام وبعض الميادين دعارة). هذا ما حدث فى مجلس الشورى، ذبحوا الضحية، ولاموا المغتصبة، واتهموا أهل التحرير بأنهم بتوع دعارة وخيمهم أوكار، نعم فى مجلس الشورى الذى تشاهد فيه الذقون وعلامات الصلاة التى على جبهات النواب فتشعر بالتغيير وتنظر فى الأفعال فلا ترى فارقا بين أحمد فهمى وصفوت الشريف. استدراك: سقط سهوا من المقال السابق «حمادة الكبير» اسم الزميل كمال مراد الذى قام بمجهود خرافى فى العثور على عماد الكبير وتحمل بعد نشر الموضوع غلاسة وتسلط جهاز أمن الدولة ومنع من العمل فى أكثر من وسيلة إعلامية، له كل العتبى ولنا الفخر أن من بيننا صحفيا نابها مثله لديه مثابرة فى العمل وقدرة على تحمل النتائج.