قسوة الانتقام وترك الأب منزله وأطفاله وزوجته كانت سببا فى تدمير الأسرة بالكامل و القضاء على زهرة شبابها. وهذه المأساة درات فصولها داخل مدينة أبوصوير بمحافظة الٳسماعيلية والتى لاتزال مثار حديث الرأى العام حتى الآن بسبب بشاعة تفاصيلها .
و البداية كانت داخل أبوصوير حيث تعيش أسرة مكونة من الأب الموظف وأم وستة أبناء وفجأة وبدون سابق ٳنذار قرر الأب أن يترك زوجته وأبنائه فى مهب الريح ليتزوج بسيدة أخرى وبالفعل ترك منزله وأطفاله وطلق زوجته وتزوج السيدة التى أحبها.
وعاشت الأم مع أطفالها لكنها لم تستطيع أن تحميهم من شر الدنيا ومن أصدقاء السوء. و كان مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق استقبل كلا من سعاد أحمد عبد الرحمن 48سنة ربة منزل وطفليها حبيبة فتحى محمد عوض "7"سنوات وسعيد"14" سنة مُصابين بحروق شديدة جدا بأماكن متفرقة بالجسم نتيجة قيام مجهولين بٳشعال النيران فى المنزل وهم نائمين دون أن يشعروا بشئ مما أدى ٳلى احتراقهم.
"الفجر" رصدت معاناة الأسرة داخل المستشفى وفى لقاء مع حسن موسى 52سنة موظف بالأزهر ومقيم بأبوصوير ونجل عم الأم المُصابة روى لنا تفاصيل واقعة الاعتداء على المنزل وحرقه على يد مجهولين حيث قال بأن زوج نجلة عمه تركها هى وأبنائها وتزوج من سيدة أخرى وتنازل عن المنزل لزوجته وأطفاله مقابل أن يتزوج من السيدة التى أحبها وبالفعل تركهم دون عائل أو حماية ,وعقب ذلك تعرف "ممدوح" 24سنة عاطل الابن الأكبر للأسرة على أحد الأشخاص ووقع بينه وبينهم خلافات قرر هؤلاء الأشخاص الانتقام منه بطريقتهم ويوم الحادث استقلوا سيارة وأحضروا جركن بنزين وقاموا بمراقبة المنزل وبعد أن تأكدوا من استغراق الجميع فى النوم قاموا بإغلاق المنزل من الخارج جيدا حتى لايستطيع أحد النجاة بنفسه وقاموا بسكب البنزين على المنزل وأشعلوا النيران به التى آتت على كل محتوياته وفروا هاربين.
وقام الجيران بمحاولة إنقاذ الأم وأطفالها دون جدوى و رفضت مستشفيات الٳسماعيلية استقبال الحالات لخطورتها وتم تحويلهم إلى مستشفى الزقازيق الجامعى وتم عمل قسطرة لهم ثم تحويلهم إلى مستشفى الأحرار لتوافر الٳمكانيات إلى حدا ما.
وأكد "ممدوح" الابن الأكبر "للفجر" بأن الخسائر المادية "170"ألف جنيه حيث آتت النيران على الأجهزة الكهربائية والأوراق الخاصة بهم وملابسهم وأن النيران كادت أن تلتهم المنازل المجاورة لمنزلهم.
ويضيف نجل عم الأم المُصابة بأنه مر على الواقعة تسعة أيام ولم تتوصل الأجهزة الأمنية بمحافظة الٳسماعيلية إلى مُرتكبى الواقعة حتى الآن واتهمهم بالتقصير والغياب الأمنى لأنه منعدم تماما وأضاف بأنه لولا تردى الأوضاع الأمنية فى البلاد ماكان تعرضت الأم وأطفالها لهذا الحادث البشع حيث تم حرقهم وهم نائمين دون شفقة أورحمة.
وتساءل أين الأمن الذى وعد به الرئيس"محمد مرسى" وأين حقوق الغلابة والبسطاء فى عهده واتهم المسئولين ومحافظ الإسماعيلية بالتقصير مع هذه الأسرة التى تحتاج علاج باهظ الثمن وملابس ومكان يأويهم ويحميهم من برد الشتاء وقسوة الدنيا وأكد بأن هذه الأم وأبنائها فقدوا كل شئ ولايوجد عائل لهم بعد أن تركهم الأب وأضاف بأنهم رغم ذلك يقومون بشراء العلاج الباهظ على حسابهم ولكن الطفلة"حبيبة" حالتها خطيرة جدا وتحتاج ٳلى عناية خاصة وأدوية كثيرة.
وناشد رئيس الجمهورية وزير الدفاع ووزير الصحة بالتدخل الفورى لٳنقاذ الأسرة المكلومة التى أصبحت لاتمتلك من حطام الدنيا شيئا . والتدخل لعلاج الطفلة الصغيرة التى تُصارع الموت وناشد اللواء"محمد عيد" مدير أمن الإسماعيلية بسرعة ضبط مرتكبى الجريمة البشعة التى اقشعرت لها الأبدان.
و"الفجر" بدورها تنقل مأساة هذه الأسرة إلى الرئيس"محمد مرسى" والمسئولين بالدولة والنظر لها بعين الاهتمام والرحمة حتى يتم استعادة الثقة المفقودة من قبل الشعب تجاه المسئولين .
لأن الشعب قام بالثورة من أجل أن ينعم بحياة كريمة وآدمية وحرية وعدالة اجتماعية واستقرار أمنى.