الفخراني: أئمة المساجد بدأت بالفعل بالترويج بأن الرافضين لمسودة الدستور الجديد هم علمانين يريدوا دستور يبيح العري و الشذوذ عبد القوي: الوزارة حذرت الأئمة وأكدت أنه لا يمكن أن يستخدم أي إمام المنبر في الدعاية لرأيه أو حزبه
نصير: إن الدعوات السياسية لدعم موقف حزب أو جماعة أو تيار دينى داخل المساجد مرفوض
الهلالي: إستغلال المساجد في الإستغلال السياسي لأنه حرام شرعاً
مع بداية قرب طرح الدستور المصري للإستفتاء الشعب ، تلوح في الأفق إعادة لسيناريو ما تم قبل الإستفتاء على التعديلات الدستورية 30 مارس 2011 ، من تدخل لعلماء الدين و أئمة المساجد " و توجيههم " للرأي العام و حشدهم للتصويت على التعديلات بنعم على التعديلات الدستورية ، فبالفعل بدأت الدعوات من المساجد على التصويت بنعم على مسودة الدستور مما يعد إستخدام للمساجد في القضايا السياسية بالمخالفة للقانون . ففي نفس السياق يقول المحامي حمدي الفخراني : أن أنصار التيار السياسي من أئمة المساجد بدأت بالفعل بالترويج بأن الرافضين للإعلان الدستوري من أبناء الشعب المصري هم " علمانين " يريدون دستور إباحي يبيح العري و الشذوذ و الدعارة ، و أنهم - الرافضين للإعلان الدستوري - لا يريدوا أن تستقرالبلاد و هم عملاء للخارج ، و أن حق مصر علينا أن يصوت الجميع بنعم على ، حتى لا نحقق مأرب الغرب فيما تريده . و من جهته قال الشيخ سلامة عبد القوي المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف : أن كل إنسان حر في انتماؤه واعتقاده ورؤيته وكل مواطن مصري حر في أن يكون مؤيد أو معارض كما للجميع الحرية في التعبير عن رأيه بسلمية، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الأئمة لأنهم قطاع من الشعب المصري وبالتالي فلكل منهم الحق في التعبير عن وجهة نظره بالطريقة التي يراها سواء بالنزول في مليونيات المؤيدين للرئيس أو المليونيات المعارضة . وحذر سلامة جموع الأئمة والشعب المصري كله من الانسياق وراء الدعوات الهدامة التي تؤدي إلى تدمير المجتمع لأن الله تبارك وتعالى قال “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” كما حذر من خطورة الاعتداء على الآخرين سواء كان إنسان أو منشآة ، لافتا إلى أنه لا مانع من الاختلاف ولا مانع من أن يكون لكل شخص رآيه ولكن لا يصح أن يكون هنا الاختلاف سبب لإراقة الدماء وهدم المنشآت والإعتداء على الآخرين . وأشار المتحدث الرسمي للأوقاف : إلى أن الوزارة حذرت الأئمة وأكدت أنه لا يمكن أن يستخدم أي إمام المنبر في الدعاية لرأيه أو حزبه أو جماعته أو الترويج لفكره وانتماؤه، مشددا على أن المنابر لا يمكن أن تستخدم للدعوة لفصيل بعينه.
وأكد عبد القوي : على أن الوزارة أرسلت منشورا تم تعميمه على جميع مديريات المحافظات الأوقاف بتعليمات من وزير الأوقاف للأئمة بعدم تناول موضوع التأييد أو الرفض بالإستفتاء على الدستور الجديد من باب الحرص على المصلحة العامة للوطن والدعوة لتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية الضيقة ،مشدداًعلى أن الوزارة ستقف ضد أي إمام يحاول أن يستخدم المنبر أو توجيهه لفئة معينة أو لبث الفتنة، وسيتم تحويل أي إمام يخالف تلك التعليمات للتحقيق وتطبيق العقوبة التي تنص عليها اللوائح والقوانين
و من جانبها قالت الكتورة اَمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر : لا يجوز إستخدام المساجد في دعاية حزبية معينة تخص مصلحة خاصة و لكن يقبل ذلك لو جاء في مصلحة جميع فئات الشعب المصرى مثل الدعوة لترشيد الاستهلاك أو الحث على التوحد تحت هدف قومى مشترك يجمع طوائف الشعب المختلفة و غير ذلك من الدعوة بالاستفتاء «لا» أو «نعم» على الدستور الجديد.
وشددت نصير : إن الدعوات السياسية لدعم موقف حزب أو جماعة أو تيار دينى داخل المساجد مرفوض وغير جائز لان مثل تلك الأمور مجالها المؤتمرات والندوات خارج المسجد وبالتالى فهى تجعل من المسجد الذى له قدسيته وحرمته ساحة للصراع السياسى بين التيارات المختلفة، فالبعض يؤيد التصويت بنعم والبعض الاخر يؤيد التصويت بلا وبالتالى سيكون من الممكن تعرض المتواجدون فى المسجد للشجار والعراك فى حالة الاختلاف فى الرأى وهو حرام شرعاً، كذلك فلو جاء الحديث فى خطبة العيد سياسيا سيؤدى إلى تفرقة المسلمين لأن المساجد أساس التجمع للمسلمين وللصلاة وهو ما لاحظناه فى الفترة الأخيرة بسبب سيطرة تيار دينى معين على المساجد وفرض سيطرتهم عليها وتحديد خطب الجمعة فيها. و من جهته ناشد الدكتور سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر " ضرورة الحرص على إحترام حرمة المساجد ، و عدم إستغلالها في الإستغلال السياسي لأنه حرام شرعاً مؤكداً ضرورة أن تظل المساجد بيوتاً لله ، و لا يجوز الزج بها في مهاترات و خلافات سياسية تفسد على المسلمين أدائهم للشعائر الدينية . وناشد" الهلالي " وزارة الأوقاف بأن تقوم بدورها في تشديد الرقابة على المساجد و على أئمتها و دعاتها الذين تختارهم للمساجد ؛ و كذلك على مضمون الخطب بالمساجد .