نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه انه قبل أربع سنوات، أصبح باراك أوباما رئيسا و كان الاقتصاد على وشك الانهيار. و جاء انتخابه لفترة ولاية ثانية في وقت أكثر هدوءا ولكن لا يزال مضطربا. فالاقتصاد يتعافى، ولكن ببطء أكثر مما يتخيل أي شخص في عام 2008. و تبقي المشاكل المالية التي تلوح في الأفق و قد تعهد الرئيس بمعالجتها دون حل، وفي الواقع، تعمقت بعد أربع سنوات من عجز قياسي في الموازنة. بعد أقصر الاحتفالات، على الرئيس أن يركز علي جرف ا لازمة المالية التي تلوح في الأفق من الزيادات الضريبية وتخفيضات الإنفاق المقررة، لئلا تنحرف البلاد مرة أخرى إلى الركود.
ومع ذلك، فإن فترة أربع سنوات أخرى تقدم للسيد أوباما فرصة للحفاظ على إنجازات ولايته الأولى، لإكمال عمله الذي لم يكتمل.
الإنجازات، وكما قلنا في تأييد أوباما لإعادة انتخابه، تشمل استقرار الاقتصاد وإصلاح الرعاية الصحية. و لم يظهر اثرهذا الأخير؛ و توليه لفترة ثانية سيكون للتأكد من أنه يحقق الأهداف المزدوجة لامداد التغطية لملايين الأمريكيين غير المؤمن عليهم و بدء الصعاب.
ولكن المقياس الحقيقي لنجاح أوباما، و التقييم النهائي لفترة ولايته الرئاسية، سوف يكون في ما إذا كان يستطيع، في فترة ولاية ثانية، تحقيق بعض الوعود التي جعلت الأميركيين متحمسين جدا لترشيحه قبل أربع سنوات. هل ولاية أوباما الثانية ستسمح له لتجاوز الانقسامات الأيديولوجية التي تعهد لراب الصدع بينها, لكنها وجدت بدلا شاقا ؟
وهذا هو أمر صعب في عصر الحزبية ومع الكونجرس، المكتظ و المنقسم، وليس هناك مؤشر على أن التعنت الذي لاقه السيد أوباما من حزب المعارضة سوف يتضاءل. السؤال الان هو هل يمكن لاوباما التعامل بالسياسية الحكيمة و الجودة التشريعية التي كثيرا ما استعصت عليه خلال فترة الولاية الأولي.
ولعل الأهم هو ما إذا كان السيد أوباما سوف يظهر أكثر استعدادا - أكثر شجاعة، في الواقع - لتولي القضايا التي لم ينجح بها في المرة الاولى: إصلاح الاستحقاقات، لا سيما الرعاية الطبية، والحد من الديون التي لا يمكن تحملها. وعد السيد أوباما بمزيج متوازن على المدى الطويل، من خفض الانفاق وزيادة الضرائب. فانه سيضطر الى تقديم حزبه على طول استحقاق الإصلاح، وإقناع الحزب الجمهوري بالحاجة إلى زيادة الإيرادات الضريبية و التي لا تقوم على تمني افتراض نمو اقتصادي أسرع.
هناك اجزاء أخرى هامة من الأعمال التي لم تنجز، هنا وفي الخارج. في اعلي لائحة الإصلاح قوانين الهجرة الشاملة ، مؤسسة أن سيكون من الحكمة ان ينضم الجمهوريين اليها إذا كانوا يأملون ألا يكونوا باليين من خلال تغيير التركيبة السكانية، وتغير المناخ، والتي تكشف عن حصيلة قد تكون نفسها في أنماط الطقس المتطرفة في السنوات الأخيرة . في الخارج، فإن البرنامج النووي الإيراني يشكل تحديا مصيريا، ربما في غضون أشهر. وسيقوم السيد أوباما بضمان عدم مسح المكاسب التي تحققت في أفغانستان والعراق في أعقاب انسحاب القوات الامريكية. و كان تردده بشأن سوريا حيث تم ذبح 30 الف مدني وصمة عار بوجه خاص في سجله لفترة ولايته الاولي، و يجب ان يفكر في هذا الاملا في الفترة الثانية.