أطلقت الحكومة الجزائرية الثلاثاء مخططا على مرحلتين للتكفل باللاجئين السوريين الذين دخلوا البلاد هروبا من الأحداث الدائرة في بلادهم. وقال بيان لوزارة الداخلية الجزائرية إن "وزير الداخلية والجماعات المحلية ووزير التضامن الوطني والأسرة قد عقدا اجتماعا أمس الاثنين من أجل دراسة وإقرار توصيات المجموعة الوزارية التي تم إنشاؤها بمبادرة منهما من أجل إيجاد حلول إنسانية ملائمة لوضعية اللاجئين السوريين المتواجدين بالجرائر".
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن أكثر من 12 ألف سوري فروا من أعمال العنف في بلادهم، لجأوا إلى الجزائر منذ شهر ويعود ذلك إلى اتفاق ثنائي جزائري- سوري يسهل تنقل السوريين إلى الجزائر دون فرض تأشيرة دخول.
وقدرت مصادر من المعارضة السورية عددهم بين 18 إلى 20 ألفا موزعين على عدة محافظات.
وأوضح بيان وزارة الداخلية أن مخطط التكفل باللاجئين السوريين يمتد على مرحلتين الأولى تبدأ على الفور حيث ستتكفل كل ولاية، بالتعاون مع الأمن الوطني والهلال الأحمر الجزائري والحماية المدنية والكشافة الإسلامية الجزائرية، بكل الأشخاص دون مأوى وتوفر لهم إقامة لائقة والمواد الغذائية اللازمة.
أما المرحلة الثانية حسب نفس المصدر فسوف يتم الشروع فيها "بعد عملية إحصاء شامل تستغرق بعض الأيام وتجسد إجراءات أخرى مبرمجة".
وقال مصادر لوكالة الأناضول للأنباء أن الحكومة الجزائرية قد تقوم بتخصيص مراكز إيواء خاصة بهؤلاء اللاجئين السوريين عندما تنتهي من إحصائهم وتحديد مراكز انتشارهم.
وكان الناشط السياسي السوري بالجزائر سالم أبو الضاد قد ناشد عبر "الأناضول" الحكومة الجزائرية "بتشكيل خلية أزمة للتكفل باحتياجات اللاجئين مثل الإقامة والعمل والدراسة"، مشيرًا إلى أن "عدد اللاجئين السوريين بالجزائر وصل إلى 25 ألف شخص منذ اندلاع الثورة" بينهم 12 ألفًا دخلوا خلال الشهر الأخير، بحسب التقديرات الرسمية.
ولجأ الآلاف من السوريين إلى الجزائر مستغلين بذلك سهولة التنقل بين البلدين بحكم عدم فرض تأشيرة الدخول على الرعايا من الدولتين، لكن مدة الإقامة محددة ب 3 أشهر غير قابلة للتجديد إلا في حالة الحصول على عقد عمل أو التسجيل للدراسة.
وتقيم أغلب الأسر السورية التي قدمت منذ الشهر الماضي في العراء بساحات العاصمة والمدن المجاورة أو في منازل أقارب لهم أو متبرعين. وقال رئيس التنسيقية الجزائرية لدعم الثورة السورية عبد العزيز حريتي: "الحكومة مطالبة بإيجاد حل للجالية السورية التي تضاعف عددها بالجزائر"، وتساءل: "لماذا لا يتم جمعهم في مخيمات مثلاً وتقدم لهم المساعدات لحين تجاوز محنتهم؟".