تعيش شوارع قطاع غزة، حالة من الفرح بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل، وحركة حماس، ضمن خطة السلام التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خطوة أنهت عامين من الحرب المدمرة التى أثقلت كاهل الفلسطينيين فى القطاع، راح ضحيتها 67 ألف شهيد و170 ألف جريح، إلى جانب 9500 مفقود، فى الوقت الذى يعود فيه نصف مليون فلسطينى إلى مدينة غزة منذ دخول وقف إطلاق النار فى القطاع حيز التنفيذ ظهر الجمعة.. وعبر الأهالى عن فرحتهم وأكدوا أن مصر أحبطت النكبة الثانية. وتدفق آلاف الفلسطينيين شمالا على طول ساحل غزة، أمس السبت، عائدين سيرا على الأقدام أو على متن سيارات وعربات إلى منازلهم المهجورة والمدمرة، مع صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. نصف مليون فلسطينى عادوا إلى مدينة غزة المدمرة فى اليوم الثانى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وغلبت الصدمة الكثيرين منهم أمام حجم الدمار، فيما حذرت الحركة من مفاوضات «صعبة» فى المرحلة التالية من خطة ترامب. وسار العائدون بين الأنقاض فى شوارع طغى عليها اللون الرمادى وبينهم عدد كبير من الرجال معظمهم دون أغراض شخصية، حسب مقاطع فيديو ل «فرانس برس». يقول النازح نائل شقورة وهو أحد النازحين من منطقة «الشيخ رضوان» تلقينا خبر التوصل لإتفاق بين وفدى حركة حماس وحكومة الاحتلال فى وقت متأخر جدًا، وذلك لصعوبة الحصول على الإنترنت بشكل مستمر، ولكن مع سطوع نهار جديد كانت البشرى بنجاح الأشقاء فى مصر بالتوصل إلى هدنة لوقف دائم لإطلاق النار فرحة كبيرة لا توصف عمت الشوارع بالزغاريد والأفراح والموسيقى الفلسطينية، احتفالًا بنبأ اتفاق وقف إطلاق النار.. هذا هو شعور «شقورة»، فى اليوم الذى اجتمع فيه وفدا حماس وإسرائيل، حيث لم يستطع النوم يوما كاملا حتى أتى الخبر اليقين بنجاح مصر فى وقف إطلاق النار.. أجواء غلب عليها الفرح والارتياح، على الرغم من حالة الحزن والفقدان لدى جميع أبناء الشعب الفلسطينى ولكن كان خبر الهدنة كنور أتى بعد ظلام طويل ويريح أبناء الشعب الفلسطينى الصامد على أرضه. يوم عظيم وفرحة كبيرة، لدينا مشاعر مختلطة، بين السعادة والحزن، والذكريات، مؤكدا أنه ينتظر بفارغ الصبر لحظة العودة إلى منزله بعد عامين من الغياب القسرى. هناء أبوشقرة وهى نازحة من منطقة تل الهوى، تقول: نعود من جديد إلى مدينة غزة بعد عامين من العذاب والمعاناة، بعد جهود مصرية مكثفة وشاقة، مؤكدة أنها فرحة ممزوجة بحزن على ما فقدناه من أهل ومنازل. ساعات طويلة قضيناها فى العودة، وذلك بسبب عدم توفر وسيلة انتقال للعودة مرة أخرى من الجنوب الى الشمال، وكل خطوة كانت مليئة بالخوف والقلق على منزلى لكن عندما وصلت إلى «تل الهوى«، وجدت أن بيتها «لم يعد موجودا، مجرد كومة من الركام». واختتمت حديثها قائلة: انتهت الحرب ومعها انتهت غزة، لم يعد هناك شيء غير الركام والدمار، نتمنى من الله أن تكون الدولة المصرية بجوارنا وأن تكون كعادتها بجوار شعب محاصر مهدد فى كل لحظة.