مدينة ساقلتة إحدى مدن محافظة سوهاج مثال حي على التسيب والإهمال الذي يصيب المواطنين بالإحباط خصوصا في هذا الشهر الكريم, حتى إن المشاكل شغلت الأهالي وأخرجتهم من روحانياتهم المعتادة لهذا الشهر الكريم. والشوارع تحولت لبركة مجارى والسبب يعود للتردي الواضح في الخدمات وخاصة القمامة ومياه المجاري, التي تغمر غالبية الشوارع بالمدينة ، فجميع سكان العمارات السكنية أصبحوا لا يجدون طريقا للمرور من أمام العمارات التي يقطنونها؛ لأن أمامها أصبحت بركا ومستنقعات من مياه المجاري؛ حيث توقفت عربيات شركة الصرف الصحي عن «نضح» هذه المياه منذ عدة أيام, أضف لذلك تكدس القمامة بجوار المباني, وفي هذا الجو شديد الحرارة مما حول حياة الكثيرين لجحيم.
يقول مينا فايق ، أحد ساكني هذه العمارات ، نحن ندفع 28 جنيها على كل فاتورة مياه من أجل أن تقوم الشركة "بنضح" مياه الصرف لكنها توقفت, وفي هذا الجو الحار انتشر الناموس والذباب, وأصبحنا لا نستطيع المرور من أمام العمارة, كما أن تكدس "الزبالة" بجوارنا أضاف ضيقا على ضيق لحياتنا, وأصبحنا نشعر أن الأمور تسوء أكثر وأكثر كما لو كنا نعاقب على جرم ما إذا أضفنا لذلك مشاكلنا المعتادة كالمرور ورغيف الخبز تصبح ساقلتة مدينة لا يمكن العيش فيها.
ثم تحدث نبيل زهران ، وهو من ساكني العمارات السكنية ، عن التردي الواضح في الخدمات طوال الأسبوع الماضي والعشوائية التي تدار بها كل شيء في ساقلتة, والجميع أجمع على أن رئيس مجلس المدينة هو أول من يشار إليه في هذه الفوضى التي تضرب بجوانبها ابتداء من القرى وصولا للمدينة, وابتداء من رداءة الخبز مرورا بالمياه والكهرباء وصولا للمجاري وحتى أوضاع التعليم والصحة.
ويقول حاتم عمران ، وهو أحد المواطنين ، عن الأسباب التي دعتهم لذلك أكد لنا أن شركة الصرف تقوم بتحصيل مبلغ ثمانية وعشرين جنيها على كل فاتورة مياه نظير عمليات الكسح التي تقوم بها, لكن لوحظ الغياب التام لعربيات الصرف منذ ما يزيد على أسبوع, وإذا عرفنا أن العمارة لم تصمم لها بيارة لصرف المياه, وإنما صمم لها حوض تخزين, والذي بدوره يحتاج للنزح منه يوميا, وإلا تتكدس المياه, وتغرق الزراعات المجاورة, والطريق الرئيسي, وفي هذه المرة أغرقت المياه الدور الأرضي بالعمارة, ورغم أن العمارة يوجد بها أربع شقق سكنية لضباط الشرطة إلا إن هذا لم يقنع شركة المياه بضرورة نزح المياه, ومع الصيف والحرارة الشديدة ورائحة المياه أصبحت الحياة صعبة جدا خاصة وأن مياه الشرب أصبح لونها أصفرا, ورائحتها كريهة وغير قابلة للشرب.
مستشفى ساقلتة بدون أطباء
مستشفى ساقلتة المركزي شاهد على الفساد لا أطباء ولا تمريض ولا أدوية, ويذكر أحد المواطنين في بلد كساقلتة ترتفع فيه نسبة الفقراء؛ لتزيد عن نصف عدد السكان تصبح المستشفى ملاذا للكثيرين على أمل أن يجدوا فيه العلاج والدواء. لكن مستشفى ساقلتة خارج التوقعات والأمنيات, ولا يجد بها الفقراء شيئا مما يمنون به النفس. ويضيف: إن المستشفى لم تجر عملية واحدة كبرى منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات لا يمكن حصر العجز في هيئة الأطباء لكن يمكن عد الموجود منهم. العجز شديد بطاقم التمريض, وتكاد المستشفى تكون خالية من جميع أنواع الأدوية وأبسطها بدءا من الشاش والميكروكروم
وقسم الاستقبال بالمستشفى يمكن القول: إنه متوقف وجميع الحالات البسيطة والكبيرة منها يتم تحويلها للمستشفى الجامعي بسوهاج مما يسبب الكثير من حالات الوفاة.
ومن الجدير بالذكر أن مستشفى ساقلتة المركزي أصبح مصدر ضيق وسخط شديد بين جميع الأهالي, والكثير منهم أصبحوا يلومون حزب الحرية والعادلة وجماعة الإخوان؛ لعدم تحركهم لإنقاذ المستشفى .