تسود حالة من الانقسام داخل لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية المشكلة من قبل مجلس الشورى، حيث استقال خلال اليومين الماضيين، الكاتب الصحفي صلاح منتصر وكيل المجلس الأعلى للصحافة، ومجدي المعصراوي عضو مجلس الشوري، بسبب اعتراضهم على عمل اللجنة، وشكوكهم فيما ستنتهى إليه النتيجة، موضحين أنه لا توجد أدوات للعمل داخل اللجنة، أو تطبيق للمعايير التى تم وضعها من قبل اللجنة لاختيار رؤساء التحرير. وقال صلاح منتصرعضو اللجنة في نص استقالته: "إننى كعضو فى اللجنة أشكر الثقة فى اختيارى، لكن قبل أن أكون عضوًا فى اللجنة، فأننى أنتمى إلى مهنة لها نقابة تناشد الصحفيين أعضاء اللجنة تعليق عضويتهم إلى أن يتم الاستقرار الذى يجب أن تعمل فيه اللجنة، وهو ما يجعلنى أعلق عضويتى فيها، لأن مهنتى ونقابتى أبقى لى من أى شىء".
وأضاف منتصر في استقالته: "من أول لحظة بدأت فيه اللجنة عملها، اتخذ الزميلان رجائى الميرغنى وهدايت عبد النبى "اللذان يمثلان فى اللجنة شيوخ الصحافة"، موقفًا عنيفًا ضد رؤساء التحرير الحاليين، خاصة الأهرام والأخبار، لدرجة رفض ما أعلنتموه من إعفائهما من التقدم بأنفسهما، واعتبرا أن ذلك يجعل على رأس رئيس التحرير ريشة".
وتابع: "كما أننى لاحظت وعرفت عن أشياء لا تجعلنى أعفى نفسى من شكوك أشعر معها بعدم الارتياح إلى ما سوف تصل إليه اللجنة وكما يحدث للقاضى فى المحاكم عندما يؤرقة ضميره ويطلب التنحى قبل أن يصدر الحكم، ولأننى بصراحة أخشى أن يكون اشتراكى فى اللجنة وسيلة لأهداف لا أرضاها أو أقبلها".
من جهته، قال مجدي المعصراوي عضواللجنة في نص استقالته "لقد قبلت تكليفى بعضوية اللجنة الخاصة بترشيح رؤساء تحرير الصحف القومية، انطلاقاً من إيمانى بأنها مهمة مؤقتة وخطوة تدفع إلى ما أعتقده من ضرورة استقلال وتحرير الإعلام المصرى بعيدًا عن هيمنة حزب أو تيار سياسى، وإن مجلس شورى ما بعد 25 يناير العظيمة لا يمكن أن يكون امتدادًا لما قبله، خاصة فيما يتعلق بعلاقته بالصحافة القومية، وربما شاركتمونى هذا الاعتقاد فى بعض تصريحاتكم التى تابعتها فى هذا الصدد، ورغم مشاركتى الإيجابية فى اجتماعات هذه اللجنة مع عدد من أعضائها، إلا أننى أتوقف أمام جملة من الملاحظات تدفعنى إلى إبلاغكم بعدم استكمالي لهذه المهمة".
كما ذكر المعصراوي عدد من النقاط التي تسببت في استقالته، منها "اقتصار مهمة أعضاء اللجنة عند تقييم المتقدمين من خلال إعطاء درجات من مائة درجة، تشمل السيرة الذاتية والأرشيف وخطة التطوير، والخلاف بين بعض أعضاء اللجنة على طريقة التقييم، وهل الأوراق المقدمة كافية وحدها للاختيار الأمثل، وهل يتساوى فى تقييم الدرجات رئيس تحرير صاحب تجربة مع غيره من المتقدمين الجدد.. إلخ من أمور أكدت لى أن عملنا يتسم بالصورية، وأن المتقدمين ليسوا على قدر واحد من المساواة، فى ظل هذه الطريقة المتعسفة والقاصرة، والتى تتوقف فقط على ما يقدم فى الأوراق، والتى لا تكفى وحدها للاختيار بضمير وحيادية".
وطالب المعصراوي، رئيس مجلس الشورى بالتدخل لإنقاذ عمل اللجنة قائلا في استقالته: " لقد بت على قناعة تامة بعد مشوار من محاولة بذل الجهد لإنجاح مهمة هذه اللجنة أن الأمر يستدعى الآن وفورًا تدخلكم بما لكم من صلاحيات كاملة لإنقاذ سمعة مجلس الشورى من التورط فى تحمل مسؤولية نتائج هذه اللجنة، وإعطاء مزيد من الوقت لإعادة التشاور مع نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة ومجلس الشورى بالطبع حول إنجاز هذه المهمة، بما نريده من تغيير حقيقي وجذري فى أوضاع هذه المؤسسات، وبما ترضيه ضمائرنا، وما نريده لإعلام وصحافة بعد ثورة عظيمة كان ركنًا مهمًا فى شعارها هو الحرية".