عماد الدين أديب هو أحد أيقونات الصحافة والإعلام ويظل التحليل السياسى لعماد أديب موضع احترام وتقدير، ولابد أن تتدبر أبعاده، ولابد أن تسمعه وأن تقرأ ما بين سطوره كما يقولون.
وأظن أن برنامجه الجديد الذى نتطلع إليه، والذى اختار له عنوان «بهدوء» سيكون مناسباً لهذه المرحلة التى تعيشها مصر هذه الأيام، وقد سبق لى أن كتبت تأملاتى وناديت راجية وقلت: اهدأوا.. اهدأوا.. اهدأوا، وقصدت أن يكون ذلك على وزن «استووا.. استووا.. استووا» التى يرددها الأئمة فى المساجد مع بداية الصلوات، ولعل تلك النغمة وهذا الهدوء هو المطلوب الآن، وحتى تتضح الصورة تماماً وحتى تكون القرارات والتشريعات وكل الخطوات على درجة كبيرة من الصواب والدراسة، فالظروف التى نعيشها تاريخية وفارقة بيننا الآن وبين ما كنا نعانى منه حتى ضقنا به وكانت ثورتنا عليه، لكننا الآن نحتاج إلى الهدوء فى كل شيء بعد عام من الثورة والتقلبات، مع ضرورة القول بأن هذا الهدوء لابد أن يتسم باليقظة وليس «هدوء» النائم أو الناعس، وكل ذلك حتى نأخذ العبرة مما سبق، توخياً للصواب ولمستقبل نرجوه لوطننا يحمل كل الخير لنا جميعاً.. ولكل طوائفنا السياسية والدينية ولكل من يعيش على أرضك يا مصر، يا أم الدنيا، يا محروسة بإذن الله.
وأعود لهذا البرنامج الجديد الذى أشاهد الإعلان عن بدايته، لعله يكون قد بدأ الإرسال بينما كلماتى هذه بين أيديكم، أقول: أتمنى أن يناقش الأستاذ «أديب» «بهدوء» مشكلاتنا فى الصحة والتعليم والعشوائيات بكل أنواعها، السكانية والسلوكية وغيرها، من العشوائية التى باتت تظهر فى كثير من أمورنا، المهم أنه «بهدوء» سوف يصل إلى قلب ولب المشكلة وهذه هى الخطوة الأولي، التى يجب أن يبدأ بها طريق الألف ميل، ويا أيها السادة.. سوف تكون كلماتى هذه مع بداية أول اجتماعات مجلس الشعب الجديد المنتخب فى ثوبه الديمقراطى التاريخي، الذى هو قطعة ناصعة البياض فى ثوب مرحلة انتقالية نعيشها فى هوجة من المناقشات والحوارات والصراعات والاعتصامات وغيرها، مما نعرفه ونتمنى أن ينتهى على خير، أعود لأقول: لندع هذا المجلس يعمل بهدوء الواثق من ثقة شعبه، ولا تجعلوا هنات أو تجاوزات تعكر صفو اجتماعاته، كما أريد أن يمر 25 يناير فى موعد ذكرى الثورة العظيمة، الشعبية والشبابية لنتذكرها فى فرحة واعتزاز، وأن نبتعد أو على الأصح يبتعد عنا الخوف من ايماءات وإيحاءات تجعلنا نخشاه ونخشى صداماً لا قدر الله، سوف يبعدنا عن الأمل الذى بدأ مع هذه الانتخابات العظيمة لمجلس الشعب، وحتى نستكمل باقى خطوات خارطة الطريق، لتبدأ مصر بمؤسساتها ودستورها ورئيس جديد يحقق لها ما تستحق، ويعوض بعض ما فاتنا وهو كثير، لذلك فإن ما يجب أن نجد ونجتهد فى عمله وبنائه لابد أن يكون «كثيراً» أيضاً.
والآن.. وبهدوء يا أستاذ عماد دعنى أسألك بعض الأسئلة:
■ هل ترى معى أن «الإعلام» فى هذه المرحلة فى حياتنا بات صاخباً بل صارخاً وربما مسئولاً- ولو جزئياً- عما نحن فيه من أجواء ضبابية وسوء فهم واشتباك كما يرى الكثيرون؟!
■ هل ترى فى توقيت تراجع د. البرادعى عن الترشح للرئاسة ودعوته للنزول إلى الميدان مع الشباب الثائر فى ذكرى الثورة.. هل تراها دعوة.. لمزيد من الصوت العالى والاحتكاك الدامي- لاقدر الله- والذى لابد من تدارك مساوئه وتجنب نتائجه الموجعة؟!
■ هل ترى جديداً فى بيانات المجلس العسكرى نحو مزيد من الفهم السياسى لمزاج الشعوب؟!
■ هل اطمأن قلبك إلى «وسطية» الإخوان والسلفيين إذا ما انخرطوا فى السياسة ومشوا على الأرض وخالطوا الواقع بعيداً عن الحبس والاحتباس السياسي؟!
وأخيراً وليس آخراً.. أدعو معك يا أستاذ عماد أن يكون كل شيء فى حياتنا الآن خصوصاً هذه الأيام وبعد ثورة مجيدة.. أدعو إلى أن يكون كل شيء بهدوء.. واهدأوا.. اهدأوا.. اهدأوا.