لا تفوّت موعدك.. انطلاق إجراءات القيد بجامعة أسيوط الأهلية -صور    بالصور- وزير العدل يفتتح مبنى محكمة الأسرة بكفر الدوار    جامعة حلوان تعلن ضوابط وأوراق قبول ذوي الاحتياجات 2025/2026    قرار لمحافظ الأقصر بتشكيل لجان حصر لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر    كامل الوزير لمصنعي الأسمنت: خفضوا الأسعار وخففوا الأعباء على الناس    التأمين الصحي الشامل يشارك في قمة "تيكاد 9" باليابان    ترامب: لن نرسل قوات إلى أوكرانيا ومخاوف روسيا الحدودية مشروعة    تقارير غانية تعلن وفاة لاعب الزمالك السابق    سكاي: تمت.. موهبة مانشستر سيتي إلى ليفركوزن    50 تذكرة هيروين تقود "سائق بولاق" إلى السجن المؤبد    صور.. النقل تحذر من هذه السلوكيات في المترو والقطار الخفيف LRT    الجامعة الأمريكية تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من برنامج شهادة إدارة صناعة السينما    إيجار قديم أم ملياردير؟.. أسرة عبد الحليم حافظ تكشف حقيقة بيع منزله    من هم أبعد الناس عن ربنا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق    التربية المدنية ودورها في تنمية الوعي والمسؤولية في ندوة بمجمع إعلام القليوبية    إجازة المولد النبوي الأقرب.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    إيزاك يرفض عرضًا جديدًا من نيوكاسل لتمديد عقده    التعليم العالى: "بحوث الفلزات" يعلن افتتاح أول وحدة صناعية للمغناطيس    محافظ المنوفية يتفقد تطوير كورنيش وممشى شبين الكوم للارتقاء بالمظهر العام    استقرار الحالة الصحية لزوج لاعبة الجودو دينا علاء داخل العناية المركزة    جهود «أمن المنافذ» في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    مواصلة جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم استغلال الأحداث    660 مليون جنيه تكلفة تأثيث 332 مجمع خدمات حكومية بالمحافظات    استعدادًا للعام الجديد.. 7 توجيهات عاجلة لقيادات التربية والتعليم بالدقهلية    فى أجواء فنية ساحرة.. "صوت مصر" يعيد أم كلثوم إلى واجهة المشهد الثقافى    فيلم "فلسطين 36" ل آن مارى جاسر يمثل فلسطين بجوائز الأوسكار عام 2026    «الغول على أبوابنا».. ماكرون يوجه انتقادات لبوتين (تفاصيل)    مدير أوقاف الإسكندرية يترأس لجان اختبارات القبول بمركز إعداد المحفظين    داعية إسلامية عن التعدد: «انتبهوا للخطوة دي قبل ما تقدموا عليها»    العاهل الأردني يشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة    مدير «الرعاية الصحية» ببورسعيد: «صحتك أولًا» لتوعية المواطنين بأهمية الأدوية البديلة    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    رحيل الدكتور يحيى عزمي أستاذ معهد السينما.. وأشرف زكي ينعاه    «ڤاليو» تنجح في إتمام الإصدار السابع عشر لسندات توريق بقيمة 460.7 مليون جنيه    طبيب الأهلي يكشف حالة إمام عاشور ومروان عطية قبل مواجهة المحلة    رئيس الرعاية الصحية: بدء تشغيل عيادة العلاج الطبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    واعظة بالأزهر: الحسد يأكل الحسنات مثل النار    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم    وزيرة التخطيط والتعاون تتحدث عن تطورات الاقتصاد المصري في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية    وزارة النقل تناشد المواطنين التوعية للحفاظ على مترو الانفاق والقطار الكهربائي    "قصص متفوتكش".. 3 معلومات عن اتفاق رونالدو وجورجينا.. وإمام عاشور يظهر مع نجله    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    الداخلية تؤسس مركز نموذجي للأحوال المدنية فى «ميفيدا» بالقاهرة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 19-8-2025 في محافظة قنا    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية: تكثيف الهجوم على غزة سيؤدى لأثر إنسانى مروع    بعد إلغاء تأشيرات دبلوماسييها.. أستراليا: حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل    إيمي طلعت زكريا: أحمد فهمي سدد ضرائب والدي بعد وفاته    أبرزها 10 أطنان مخلل.. ضبط أغذية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر ببني سويف    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عماد أديب فى حوار «السيناريوهات» المحتملة ل«القاهرة اليوم»: أحلم بأن يستريح الرئيس مبارك

رسم الكاتب الصحفى والإعلامى البارز عماد الدين أديب ما يمكن اعتباره سيناريو لمجريات الأحداث فى قضية الرئيس القادم لمصر، معتمدا على رؤيتين: الأولى اتخاذ الرئيس مبارك قراراً بعدم ترشيح نفسه، والثانية حدوث خلو مفاجئ فى مقعد الرئيس، وشدد فى الوقت نفسه على أنه لا أحد فى مصر يعرف ما إذا كان الرئيس سيرشح نفسه لفترة رئاسة أخرى أم لا.
وأوضح «أديب» فى حوار مطول مع الإعلامى عمرو أديب فى برنامج «القاهرة اليوم»، الذى أذيع مساء أمس الأول على قناة «أوربت» أن مخاوفه فيما يخص انتقال السلطة ترجع بالأساس إلى إمكانية الاختفاء المفاجئ لحاكم مصر، لذلك فإنه يطالب بتحديد كيفية مجىء الرئيس القادم.
فى السطور التالية بعض تفاصيل الحوار
■ ماذا عن رؤيتك للرئيس القادم لمصر؟
- فى البداية أود توضيح بعض الأشياء التى لاحظتها فى الردود على ما طرحته خلال مشاركتى التليفونية القصيرة فى هذا البرنامج منذ عدة أيام من قبل، وهو الخروج الآمن للرئيس فى مصر، وما كتب عنه كان كثيرا جدا، خصوصا أن هذه ليست المرة الأولى التى نتحدث فيها عن هذا الموضوع منذ عام 2005، وأناقش فى كل مرة قضية «خلو منصب الرئيس» رغم ما أتعرض له من مشاكل كثيرة جدا عند مناقشة هذه القضية، لذلك سأشرح أسباب اهتمامى بمناقشة هذه القضية، أولا لابد من التأكيد على أن كل ما قلته من قبل لا يعكس سوى أفكارى الشخصية، وعلى مسؤوليتى النابعة من ضميرى واجتهاداتى التى لا أدعى احتكار الصواب فيها، ولكن حرصى كمواطن مصرى منشغل بالعمل العام وجدت أنه لابد من فتح أفق للنقاش بشرط أن يكون فى ظل الشرعية ويتسم بالهدوء والاحترام لأننا جميعا لنا مصلحة فى هذا الوطن ولا يمتلكه شخص واحد كائنا من كان.
■ وأنا أضيف أيضا أن النقاش فى هذا الموضوع ليس بالنيابة عن أحد ولا «بالونة اختبار».
- بالضبط كما تقول، والنقطة الثانية أن ما أثرته تم تناوله بوجهات نظر مختلفة لأساتذة أفاضل سواء بالمعارضة أو التأييد أو الحيادية، وأنا طبعا أحترم كل الأفكار التى قيلت فى هذا الموضوع طالما أن النقاش كله يدور حول الموضوع وليس «الشخصية» لأننا كنا فى مرحلة معينة «نشخصن المسائل» بحيث إذا اختلفت معك أتهمك على الفور بأنك أسوأ إنسان فى التاريخ، وإذا اتفقت معك أجعلك أعظم شخص فى التاريخ، ومن هذا المنطلق أقول إن الحوار فى مصر حاليا يدور فى مناخ يتسم بحالة من الهستيريا السياسية التى تجتاح العقل السياسى المصرى والنخبة المصرية، ونحن نتعامل مع مشكلة متمثلة فى الرئيس القادم لمصر، وهناك إحساس شائع بين الناس بعدم الرضا أو الاعتراض أو الاحتجاج، وهى ظاهرة صحية تحسب لهذا النظام السياسى، أن هناك حالة من السماح السياسى ومعه صور للنقاش داخل مصر على مدى تاريخها منذ عهد الفراعنة حتى الآن.
لكن النقاش السائد قائم على مرحلة التشخيص سواء من الذين يناصرون الدولة أو يعارضونها، وبالنسبة لمناصرى الدولة هناك حالة من «الإنكار» تقوم على فكرة أننا أفضل ناس، كما لو كان النظام مثل شخص مريض ومع ذلك يصفونه بأنه بطل أوليمبى يتمتع بصحة جيدة جدا ولا تشوبه شائبة وأنه الأفضل على الإطلاق، بينما الجانب الآخر المتمثل فى المعارضة الرسمية أو غيرها يرى أن النظام توفى وفاة إكلينيكية وأنه لا أمل فيه، أما العقل فيقول إن هناك بالفعل مشاكل كبيرة لكن النظام لم يتوقف، وأن هناك فعلا إنجازات ولكن لا يوجد هذا العقل المنصف المحايد فى النقاش المتوازن القادر على تشخيص المشكلة بشكل صحيح ويبحث عن حل أو مخرج، ومثال ذلك أن هناك حالات تصل إلى مرحلة الردح السياسى وعدم الحوار التى تضيع فيها إمكانية الحلول ولا تتوقف لحظة للقراءة أو حتى محاولة فهم أساس المشكلة وأبعادها وكيفية التعامل معها.
ومن هذا المنطلق من حق كل مواطن، سواء أتفق أو أختلف معه، أن يطرح مجموعة من الأفكار التى تحفز الحوار فى المرحلة الحالية لأننا أمام ما يقال عنه «منعطف سياسى»، وفى هذا المنعطف، أتبنى قضية منذ سنوات أقول فيها إننا أمام خطر شديد جدا، وهو «الخلو المفاجئ» لمنصب رئيس الجمهورية، ويقينى الراسخ أننا لسنا مستعدين للتعامل مع هذا الموضوع، وقد سبق أن ناقشت معك هذه النقطة، واختلف معى كثيرون، فهناك من يرون أننى طرحت هذا الموضوع لمصلحة قوى فى الحزب الوطنى، وآخرون من داخل النظام يردون أن مصر دولة مؤسسات وكل شىء يسير مضبوطا ولا توجد أى مشكلة.
ولعلك تصدقنى أن سبب طرحى لهذا الموضوع اليوم هو يقينى التام وإيمانى بأن الرئيس مبارك هو أهم حاكم لمصر منذ عهد محمد على، وأنه تحمل ما لا يطيقه بشر فى منصبه، سواء بما أنجزه أو ما لم يستطع إنجازه، بإيجابياته أو بسلبياته التى قد تراها فى هذه المرحلة.. ولكن المشكلة الكبرى أن حجم الرئيس وصلاحياته التى يمنحها له الدستور أصبحت تملأ حيزا كبيرا فى حياتنا، وبالتالى حينما يخلو هذا الثقل الكبير لأى سبب من الأسباب تحدث حالة عدم توازن فى البلد.
■ معنى ذلك أن لديك خوفاً من الاختفاء المفاجئ لحاكم مصر؟
- نعم، ولا أرى أن هناك عملية تجهيز سياسى لشكل وكيفية قدوم نظام جديد إلى الحكم، مما يثير تساؤلا، هو: كيف يمكن أن يحدث ذلك وفى ظل أى ظروف؟ وهو ما حاولت الإجابة عنه فى مجموعة من الاحتمالات الموجودة، مع العلم أنه لا يوجد أى إنسان على ظهر كوكب الأرض يعرف ما إذا كان الرئيس مبارك سيرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى أم لا، وهذا قراره السيادى الإنسانى والشخصى.
■ هل تقصد مرحلة ثانية بعد تغيير الدستور؟
- أقصد يجدد ترشيح نفسه فى الانتخابات عام 2011، ولا أحد يعلم قرار الرئيس، ولكن نستطيع بالعقل وإعمال المنطق أن نضع مجموعة من الاحتمالات فى حالة إذا رشح الرئيس نفسه، أو لم يرشح نفسه، وكذلك الاحتمال الثالث وهو «الخلو المفاجئ» الذى حدده الدستور بأسبابه ودوافعه التى يمكن أن تكون موجودة.
■ أنت الآن أول من يقول عبارة «الخلو المفاجئ» لمنصب الرئيس؟
- هذا الموضوع احتمال قائم ولا يتكلم أحد فيه، لكن الدستور يتضمن نصوصا متعلقة بهذا الاحتمال، وأنت تعلم أننى لا أقول كلاما بهدف المزايدة.
■ لا أقصد المزايدة، ولكن هنا فى مصر من لا يستعمل تعبير «الخلو المفاجئ» لمنصب.. وعموما لديك الآن ثلاثة سيناريوهات؟
- نعم، وأول هذه الاحتمالات المتوقعة أن يجدد الرئيس مبارك ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، وثانيها أن يعلن الرئيس عدم ترشيح نفسه مجددا، أما الاحتمال الثالث فهو أن يخلو منصب الرئيس قبل أن تكتمل المدة الدستورية لأسباب مختلفة.
ففى الاحتمال الأول: سيعلن الرئيس أنه سيستمر فى مكانه حتى آخر نفس، وهذا حقه الدستورى فى تجديد ترشيح نفسه، ويبقى للمواطنين أن يختاروه أو يختاروا غيره من خلال انتخابات تنافسية.
أما الاحتمال الثانى: أن يعلن الرئيس عدم ترشيح نفسه، وهذا حقه الشخصى والإنسانى فى أن يقول لقد أديت مهمتى ولن أرشح نفسى.
والاحتمال الثالث: خلو منصب الرئيس، وهو ما حدده الدستور باحتمالات إما - لا قدر الله - الوفاة، أو لا يستطيع أن يكمل مهمته لأسباب صحية، أو تسحب الثقة منه بالطريقة التى حددها مجلس الشعب بموافقة الثُلث بعد المناقشة والتصويت على القرار ولا يكون ذلك إلا فى الجرائم العظمى التى لا تنطبق بأى حال من الأحوال على هذا الرجل الذى مازلت أقول عنه إنه أهم زعيم تاريخى حكم مصر منذ عهد محمد على.. لكن من حقنا على أنفسنا اليوم وعلى مستقبلنا وعلى أبنائنا أن نتحدث فيما يمكن أن يتم.
وبالنسبة للاحتمال الأول، وهو أن يرشح الرئيس نفسه لولاية جديدة، فهناك أيضا ثلاثة سيناريوهات أولها أن يكمل الرئيس مدته الدستورية، وفى هذه الحالة سيكون هناك متنافسون أمامه، وفى علم الاحتمالات قد يفوز الرئيس أو لا يفوز.. ولكن فى النقاش المطروح هناك خلاف، حيث يقول الحزب الوطنى إن التعديلات التى أدخلت على المادة (76) من الدستور تتيح للمواطنين الترشح وللأحزاب السياسية التقدم بأكثر من مرشح، وبذلك تكون الانتخابات كاملة الديمقراطية، وبالتالى تكون باختيارات حرة لا تدعو للقلق فى هذا الموضوع.. ولكن هناك رأياً آخر يقول إن المادة (76) بموادها التفسيرية لا تتيح فى نهاية الأمر لمرشحين كثر الدخول فى المنافسة.
والسيناريو الثانى أن يطلب الرئيس تقصير مدة حكمه، وهو ما يتيحه له الدستور باختياره لأى سبب من الأسباب ولا نعلم ماذا قد يحدث مستقبلا، والثالث أن يخلو منصب الرئيس للأسباب التى سبق أن ذكرناها.
وبالنسبة للاحتمال الثانى، وهو ألا يطلب الرئيس مبارك إعادة ترشيح نفسه، وفى هذه الحالة هناك سيناريوهان.
الأول: أن يرشح الحزب الوطنى بناء على تزكية من الرئيس مرشحه القادم للانتخابات الرئاسية، والثانى: أن يترك الرئيس الاختيار للحزب.
والثالث فى حالة لا قدر الله حدوث خلو مفاجئ لمنصب الرئيس، فهناك سيناريوهان، الأول: أن يكون هناك مرشح متفق عليه من الآن داخل الحزب الوطنى، والثانى: أن تترك الأمور لتفاعل القوى المختلفة وقتها.
وفى هذا الاحتمال وجهتا نظر، إحداهما تقول إن الحزب الوطنى بتركيبته الحالية وقدراته وشعبيته وهيكلته قادر من خلال اللجنة العليا للحزب المكونة من 74 عضواً أن يختار رئيساً للحزب، وبالتالى رئيس الحزب الجديد سيتم ترشيحه بأغلبية الثلثين فى مجلس الشعب، ووجهة النظر الثانية يعتقد أصحابها أنه ستكون هناك صعوبة شديدة جدا فى هذا الموقف، لأنه فى هذه الحالة القوى السياسية لم تخضع لاختبار مماثل، وسنقول إن هذا حدث بعد اغتيال الرئيس السادات، ولكن الموقف مختلف لثلاثة أسباب لأنه حينما وقعت هذه الحادثة كانت هناك حالة من الطوارئ وأمن البلاد وقتها كان معرضا لخطر شديد جدا، وثالثا كان الرئيس مبارك نائبا لرئيس الجمهورية ومشرفا على الشؤون الأمنية، ومفاتيح الدولة كلها كانت فى يده.
■ معنى ذلك أنك تطلب من الرئيس أن يبدأ من الآن عمل نظام معين لخلافته؟
- ليس المقصود خلافته، وأود أن أؤكد نقطة وهى أن كلامى هذا لا يعنى أننى أقصد أن يكون الرئيس المقبل لمصر شخصا بعينه، مصر ليست عزبة والعمدة يورثها لأحد، ولتعلم أيضا أن ما أناقشه ليس مَنْ هو الرئيس القادم؟ ولكن كيف سيأتى، وبالتالى كان الخطأ فى طرح السؤال فلا يجب أن نطرح على جموع المصريين من الرئيس القادم لمصر، ولكن كيف سيأتى ذلك الرئيس.. من حيث النظام والآلية والمناخ السياسى والبنود التى تعطى هذه الفرصة فى الدستور والتشريعات التى تكفل أن يكون هناك أكثر من متنافس بدون قيود.
وأقول إن هذا سيحسب للرئيس مبارك لو رشح نفسه، أو لمرشح الحزب الوطنى المقبل كائنا من كان، لأنه سيعطى الرئيس حينها شرعية ومشروعية، وهناك فارق بين الاثنين، إذ إن الشرعية هى ما ينظمه، والمشروعية أن يشعر الناس برضا كامل تجاه هذا الأمر.
وفى هذه الحالة، عندما تتوافر بنود تعطى فسحة سياسية، ونظاماً رقابياً، حتى ولو كانت رقابة دولية ولو من الأمم المتحدة، على هذه الانتخابات، فستكون هناك انتخابات رئاسية نزيهة شفافة، وبالتالى سيعطى لمصر حصانة وشرعية دولية بأننا نحكم من خلال نظام ديمقراطى فيه تداول حقيقى للسلطة، حتى ولو فاز الرئيس بفارق 1 أو 5%.
■ كثيرون أوصونى بتوجيه هذا السؤال لك: هل اقتراح الخروج الآمن مطروح؟
- لا، لم يطرح هذا الأمر، ولكننى أفكر بالمنطق الإنسانى، فلنتخيل مثلا أن يفكر الرئيس فى خطوة أخرى يجب أن يتخذها بشكل إنسانى فى حياته، ولكنه يجد كثيرا من قوى المعارضة مثلما حدث فى 2005 عندما قالت إننا سنلاحق الرئيس حينما يترك منصبه، وهذا منشور وقتها وليس من افتراضى، رغم أن الرئيس كان لايزال يفكر إذا كان سيرشح نفسه أم لا.
■ أستاذ عماد.. الوزراء فى مصر يصعب ملاحقتهم.. فكيف نلاحق رئيساً؟
- أعرف، والدستور ينظم ذلك فى مادة اسمها محاكمة رئيس الجمهورية ونصها: يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو بارتكاب جريمة جنائية بناء على اقتراح مقدم من ثُلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل، ولا يصدر قرار إلا بأغلبية ثُلثى أعضاء المجلس ويقف الرئيس بالاتهام وتكون محاكمة رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها.
■ هذا الكلام غير موجود فى بلدنا ولا فى ثقافتنا.
- أنا لا أتكلم عن الدستور، ولكننى أتحدث عن رجل أنا شخصيا أدعى أننى أحبه حبا جما وأحترمه احتراما شديدا، وبالتالى يجب أن يكون هناك تشريع من مجلس الشعب يكرمه، أن يكون زعيما للأمة.
■ علشان إيه؟
- إذا أردنا أن تكون هناك صيغة الرئيس السابق سواء لهذا الرئيس أو لغيره، فعلينا أن نضع اعتبارات لأننا لم نتعامل مع هذه الحالة من قبل، وبالتالى ماذا يمكن أن يحدث فى حال إذا أراد الرئيس طواعية أن يترك السلطة؟.. التفكير السياسى والدستورى لدينا مقصور على حالة واحدة وهى خلو منصب الرئيس.
■ ألا ترى أن هذا الرجل قد تعب وسيصل إلى سن 83 عاما فى انتخابات 2011 ومن حقه أن يستريح؟
- عندى إجابتان، إنسانية وسياسية، إنسانيا: لا أخفى أننى أحب هذا الرجل وأحترمه وأجله وله فضل علىّ وعليك، ولكننى أراه سياسيا أفضل من حكم مصر وإنسانيا له معزة خاصة، ولو أنا ابن مبارك مثل جمال أو علاء وسألنى أعمل إيه سأقول إن حلمى أن يستريح لأن هذا الرجل تعرض لأزمة إنسانية وهى وفاة حفيده، ومنذ ذلك الحين عقد فى 25 مايو الماضى اجتماعا وزاريا موسعا للإعداد لزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وبعدها وحتى يومنا هذا عقد 98 لقاء، وسافر فى 18 رحلة داخل وخارج مصر، وهو جهد لا يطيقه بشر.
وعلى المستوى السياسى هناك احتمالان لابد أن تتضمنهما «خطة بديلة» للتعامل مع الموقف فى حالة حدوث أحد أمرين إذا لم يرشح الرئيس نفسه أو الخلو المفاجئ لمنصب رئيس الجمهورية، ولابد أن يكون الرئيس طرفا فى هذه الخطة لأن من واجبه أن يعد لمستقبل هذا البلد بأمانة.
■ ليه عندنا إحساس بأن جمال مبارك هو الرئيس القادم؟
- كل ما أستطيع قوله عن جمال مبارك، رغم أننى لست متحدثا باسمه ولست قريبا منه كما يشيع البعض، أنه شاب وطنى مصرى ممتاز مثل كثيرين من الشباب المصريين أتاحت له الظروف أن يكون قريبا من مصادر صناعة القرار، الشىء الإنسانى الذى أستطيع أن أجزمه لك أن جمال مبارك موجود لسببين:
الأول: أنه يريد أن يكون قريبا ليخدم والده الرجل الذى يشعر بأنه يعطى 24 ساعة، فيشعر جمال بأنه أحد الأطراف التى تساعده، وهذا شىء إنسانى وموجود فى أنظمة كثيرة فى العالم، ولكن السؤال الذى يعيب جمال مبارك: هل هو موجود وفق نظام سياسى يسمح بتنافسية أم لا؟
■ طالب الأستاذ هيكل فى حواره مع «المصرى اليوم»، بإنشاء قيادة جماعية لفترة مؤقتة إذا غاب الرئيس مبارك وتضم اثنين من قادة القوات المسلحة وهما المشير طنطاوى والوزير عمر سليمان، واثنين من فقهاء القانون هما الدكتور يحيى الجمل والمستشار طارق البشرى، واثنين من العلماء المهاجرين هما الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدى يعقوب، إضافة إلى الدكتور محمد البرادعى، والطبيب الشهير محمد غنيم، وأستاذ الاقتصاد حازم الببلاوى، فما ردك؟
- من حقه أن يفكر وهو اقتراح عظيم، وهو يتكلم عن أمناء للدستور، وهذه الأسماء شديدة الاحترام، ولكن هذا الأمر يذكرنا بنوع ما بالاتحاد السوفيتى القديم، مع احترامى لكلام الأستاذ هيكل.
ثانيا: أنه يلغى أدوار كل المؤسسات.
ثالثا: أنه لا يوجد نص دستورى يشير إليه فى كلامه.
رابعا: إن أصغر شخص فى الأسماء المختارة عنده 65 عاما كنت أفضل أن يقترح هيكل دون أن يسمى أسماء، وهنا فيه نوع من التفضيل.
■ ما الجهات التى يمكنها أن تحدد رئيس مصر المقبل؟
- فى ظل وجود الرئيس، الرئيس نفسه والحزب، وفى ظل عدم وجوده القوات المسلحة هى التى ستحدده.
■ ماذا عن الأسماء المطروحة مثل عمرو موسى والبرادعى؟
- هذه من الأشياء التى تذهلنى لأن أحدا لم يناقش كيفية مجىء هذه الأسماء إلى كرسى الرئاسة.. كل هذه الأسماء لها كامل احترامها.. لكننى ضد الأفكار التى تطرح على سبيل المناقشة «الفانتازية».. فهل هذه الأفكار قابلة للتطبيق أم لا؟
وهنا أطالب بوجود حالة حوار عامة بين الجميع، بدلا من أن تحاور كل جهة وتناقش داخل نفسها.. هناك للأسف 3 أشياء لا تحدث فى مصر، وهى حالة الحوار، وحالة التفاوض، وحالة المقايضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.