تماماً كما ينادي خطيب جماعة المصلين بالمسجد قائلاً استووا استووا استووا لينضم الجميع إلي بعضهم ويسدوا الفُرج ولا يتركوا مسافة يمكن ان ينفد منها الشيطان وربما يكون هذا المعني هو ما استولي علي تفكيري وتأملي ما نحن فيه، وما تمر به البلاد، و«مصر» بين أيدينا نصرخ فيها وتصرخ فينا، وتعلو الأصوات والخناقات والتطاحنات والافتراءات، وقل ما شئت من الصفات التي تبعد عن الهدوء الذي يمكن ان يدخل بنا مرحلة إعادة البناء وتحقيق العدالة الاجتماعية وكل ما حلمنا به في ثورة شعبية أذهلت الدنيا كلها، ولكن ورغم أننا نعرف تماماً أن العبرة بالخواتيم، رغم ذلك نستعجل كل شيء فيرتبك كل شيء ولابد أن نتذكر أنه إذا ساد الهدوء ونسينا أو علي الأصح تناسينا ما كان وما عانيناه طويلاً حتي اندلعت الثورة وانكشف المستور، أقول من جديد إن الهدوء الآن يحقق مصلحة الوطن وأكرر قولي اهدأوا اهدأوا اهدأوا حتي لا يتدخل الشيطان بين صفوفنا يحاول لا قدر الله أن يهدم وحدة الشعب والجيش إيد واحدة، فجيشنا صمام الأمان ودرع الوطن الحامي علي طول الأزمان، اهدأوا اهدأوا حتي لا تسمحوا للشياطين أن تزعزع الثقة في قضاء مصري مشهود له ويطهر صفوفه بوعي وطني وقوانين حاكمة اهدأوا اهدأوا حتي لا تدخل الشياطين في مناقشات طالت وترهلت وأرهقت الناس كثيراً عن دستور ومبادئه والانتخابات وقوائمها ودوائرها وربما لاقدر الله يفسد كل شيء من مهاترات طالت وزادت وتذكروا يا سادة أنه إذا ابتعدنا عن الهدوء وظل طريقنا «تقطيع الهدوم» و«فضح الدنيا» و«الصراخ في المحاكم» إذا حدث ذلك سيصعب الطريق وتكثر المعاناة، إن الوصول إلي «الحلول» أهم من الجري وراء «الفلول»، انظروا ماذا قال أحد أهم معارضي نظام مبارك السابق وهو د سعد الدين إبراهيم قال الرجل بالحرف الواحد «لا تستبعدوا مصرياً من المشاركة حتي لو كان من الفلول» وللحق لم أصدق عيني عندما قرأت عنوان مقاله هذا الأسبوع، ولم أملك إلا احترام الرجل الذي سجنه نظام مبارك بل «مرمطه» وعفوا في التعبير ولكنها الكلمة التي أشفت غليلي، ولابد أن أنحني له احتراما لقدرته علي التسامح والتصالح والصفح، وليس ذلك إلا لأن مصلحة مصر الآن تقتضي هذا لا تضعوا إلا مصر أمام أعينكم ولا تسألوا عن أشياء أكثر من ذلك حتي لا نستاء أكثر وأكثر بل اهدأوا اهدأوا اهدأوا يرحمكم ويرحمنا الله فأمامنا عمل كبير كبير كبير