قضى أكثر من 50 مهاجرا إفريقيا عطشا وجوعا أثناء محاولتهم التوجه الى ايطاليا على متن زورق مطاطي أبحر من ليبيا، كما افادت الاربعاء المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين نقلا عن الناجي الوحيد في هذه المأساة. ونجا في هذه المأساة مهاجر وحيد أريتري الجنسية عثر عيه صيادون تونسيون متمسكا بحطام الزورق وبصفيحة محروقات فسلموه لخفر السواحل التونسيين الذين نقلوه الى مستشفى مدينة جرجيس (400 كلم جنوب العاصمة تونس) .
ولدى خروجه من المستشفى الأربعاء بعدما تلقى على مدى يومين الاسعافات، صرح عباس سيتو لوكالة فرانس برس ان الزورق المنكوب كان يقل أريتريين وصوماليين بينهم 10 نساء، وقد قضى جميع ركابه "عطشا وجوعا وتعبا فألقينا بجثثهم في البحر".
وقال الشاب البالغ من العمر 25 عاما والذي فقد 3 من أفراد عائلته في هذه المأساة انه مدين بحياته لله وللصيادين التونسيين.
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين في بيان الأربعاء ان 55 مهاجرا افريقيا أبحروا اواخر حزيران/يونيو 2012 من ليبيا ووصلوا بعد يوم من الابحار الى ساحل ايطالي لكن الرياح اعادتهم الى عرض البحر وبدأ الهواء يتسرب من زورقهم.
وقالت إنهم قضوا جميعا باستثناء واحد في هذه الرحلة التي استمرت 15 يوما.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الكاهن الاريتري الاب موسى زيراي الذي يرأس منظمة غير حكومية في ايطاليا "لم يكونوا قادرين على طلب المساعدة لأن هاتفهم الموصول بالاقمار الصناعية كان معطلا. كانوا تائهين ولا يعرفون اين يتجهون".
وتكفل فرع المفوضية العليا للاجئين في تونس بالاريتري عباس سيتو، بانتظار نقله الى مخيم للاجئين في جنوب البلاد.
وذكر فرع المفوضية العليا في ايطاليا ان 170 شخصا قضوا او اعتبروا مفقودين لدى محاولتهم هذه السنة الوصول الى اوروبا.
واعترضت البحرية المالطية الاثنين سفينة تنقل 50 اريتريا وصوماليا لكن المهاجرين رفضوا اي مساعدة وقرروا متابعة الابحار الى ايطاليا، كما اوضحت المفوضية العليا.
ومنذ الاول من كانون الثاني/يناير، وصل اكثر من 1300 مهاجر في زوارق من ليبيا الى ايطاليا، ووصل الى مالطا الف مهاجر ابحروا على متن 14 سفينة، كما ذكرت المفوضية العليا.
وتبلغ محاولات المهاجرين غير الشرعيين الوصول الى السواحل الاوروبية ذروتها بين ايار/مايو وايلول/سبتمبر عندما يكون البحر هادئا، بحسب الاممالمتحدة.