نشرت صحيفة واشنطن بوست خبراً أوردت فيه أن التحالف الليبرالي الذي يقوده رئيس الوزراء الليبي الأسبق أعلن اليوم الأحد النتائج الأولية غير الرسمية تضعه في صدارة أول انتخابات برلمانية في تاريخ البلاد منذ الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي. وقال فيصل كركشي، الأمين العام لتحالف القوى الوطنية الذي يقوده محمود جبريل، إن النتائج تستند إلى تقارير من قِبَل ممثلي الحزب في مراكز فرز الأصوات فى جميع أنحاء البلاد الصحراوية الشاسعة.
وصرح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية نور العبار "نحن جميعًا بانتظار إعلان النتائج الرسمية وليس لدينا ما يشير إلى تقدم حزب ما عن الآخرين". وأعرب أيضًا عن رفضه تحديد موعد بعينه لإعلان النتائج الرسمية.
وقد خرج الليبيون بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية. وتم تخصيص 80 مقعداً للمرشحين بنظام القوائم الحزبية، بينما تم تخصيص المقاعد المتبقية للمرشحين المستقلين بنظام الفردي.
وذكر مسؤولون من حزبين آخرين – حزب العدالة والبناء المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوطن الإسلامي – أن التحالف الذي يقوده جبريل كان الفائز بالنصيب الأكبر في هذه المنافسة بال 80 مقعداً المخصصة لمرشحي الأحزاب. واستندوا في تصريحاتهم على ممثلي الحزب المتواجدين في مراكز الاقتراع. ولم يدلوا بأي تفاصيل أخرى. ولم يتم تأكيد هذه المزاعم حتى الآن.
وبالفوز بغالبية مقاعد البرلمان المخصصة لمرشحي الفردي، حتى لو تأكد فوز تحالف القوى الوطنية الذي يقوده جبريل بالحصة الأكبر من المقاعد، فهذا لا يضمن للتحالف أن تكون له القوة المهيمنة على المجلس التشريعي.
وكان جبريل مسؤولاً واقتصاديًا كبيراً في ظل نظام القذافي حتى غير موقفه وانضم إلى صفوف المتمردين بعد اندلاع الانتفاضة في ليبيا، حيث شغل منصب رئيس وزراء مؤقت للمتمردين على مدى ثمانية أشهر تقريبًا. ولا يمكن لجبريل نفسه أن يدلي بصوته، حيث إن قوانين الانتخابات تحظر على أعضاء المجلس الوطني الانتقالي المؤقت الإدلاء بأصواتهم، لكنه يتولى قيادة تحالف القوى الوطنية الذي يضم 40 حزبًا ليبراليًا.
وتوجت عملية الاقتراع الفترة الانتقالية الفوضوية التي مرت بها البلاد، بدءاً من الفجوة بين الشرق والغرب إلى الجهود المبذولة من جانب الإسلاميين لبسط سلطتها. وكانت عملية الاقتراع علامة رئيسية فارقة بعد حرب أهلية مريرة أنهت فترة حكم القذافي التي دامت لأربعة عقود، وهذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها الليبيون بأصواتهم في انتخابات برلمانية منذ عام 1964، قبل خمس سنوات من الانقلاب العسكري للقذافي الذي أطاح بالنظام الملكي.
ولكن دخلت الدولة الصحراوية، البالغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، في حالة من الفوضى منذ قتل القذافي من قبل قوات المتمردين في مدينة سرت، مسقط رأسه، في أواخر أكتوبر. وتعمل الميليشيات المسلحة بشكل مستقل، ورفضت أن تنضم تحت مظلة جيش وطني، وعملت على تعميق الانقسامات القبلية والإقليمية وعادة ما تنحدر إلى نوبات من العنف.
وقد استاء كثير من الناس في شرق ليبيا لما يرون من استيلاء للسلطة من قِبَل خصومهم في الغرب. وقام بعض الشرقيين بمقاطعة الانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي احتجاجًا على ذلك، وكانت هناك موجة من الهجمات على مراكز الاقتراع في شرق البلاد التي، في بعض الحالات، تسببت في توقف التصويت في بعض المناطق.
وقال العبار، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، إن الأرقام الأولية أظهرت أن 1,7 مليون ناخبًا من أصل نحو 2,9 مليون ناخبًا مؤهلين للإدلاء بأصواتهم، أو نحو 63 في المائة، شاركوا في العملية الانتخابية يوم السبت. وأضاف أن الناخبين الذين لم يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم لأسباب أمنية تم السماح لهم بالتصويت في اليوم التالي، الأحد.
ومن جانبه، هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليبيين بعملية التصويت، ووصفها بأنها "علامة فارقة أخرى في مسار التحول الديموقراطي غير العادي لليبيا".
واتسمت عملية الاقتراع بمشاهد من الفرح والشعور بالانتصار من قِبَل الليبيين بعد انتهاء أكثر من أربعة عقود من الحكم القمعي للقذافي.
وخرج الليبيون إلى الشوارع للاحتفال بعد إغلاق باب الاقتراع في تمام الساعة 8 مساءاً. وزينت الألعاب النارية سماء طرابلس، وأُطلِقت أصوات أبواق السيارات وظلت المتاجر مفتوحة بعد منتصف الليل. وتعالت الهتافات ب "ليبيا حرة" من قِبَل المقاتلين المتمردين الذين انتشروا في جميع أنحاء العاصمة تحسبًا لأية أعمال عنف.