ليبيا تعلن الطوارئ استعدادا لأول انتخابات منذ نصف قرن

رفعت السلطات الليبية حالة التأهب الأمنى إلى أقصى درجاتها فى البلاد، وفرضت حالة الطوارئ اعتباراً من الاربعاء إلى حين انتهاء الانتخابات البرلمانية المقررة فى 7 من الشهر الجارى، فى محاولة لتفادى وقوع أعمال عنف ومواجهة دعوات المقاطعة من أنصار الفيدرالية فى مدينة طبرق أو إمكانية أن يقوم المسلحون بمنع الناخبين من التوجه لصناديق الاقتراع.
وأشار رئيس الأركان العامة بالجيش الوطنى الليبى، اللواء يوسف المنقوش، إلى أن قرابة 13 ألف عنصر من الجيش الوطنى سيقفون على تأمين العملية الانتخابية. وتطرق المسؤول العسكرى الليبى إلى تنفيذ خطة استطلاع جوى، لتأمين الحدود وحماية السواحل الليبية خلال العملية الانتخابية.
وقام محتجون مسلحون قبل أيام باقتحام مكتب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فى بنغازى، وأحرقوا بطاقات وأدوات اقتراع خارجه، مطالبين بمزيد من الحكم الذاتى لشرق ليبيا.
وأكد نورى العبار، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، اكتمال الاستعدادات لإجراء انتخابات «الجمعية التأسيسية» المقررة السبت المقبل، ونفى «العبار» أن يكون لحادث الاعتداء على مقر المفوضية فى مدينة بنغازى أو دعوات المقاطعة تأثير على سير العملية الانتخابية. وقال: «كل الأمور تحت السيطرة والمظاهرات التى خرجت ببنغازى للتضامن وتأييد إجراء الانتخابات فى موعدها هى أفضل رسالة للرد على المطالبين بالمقاطعة»، «العبار»: «كل الثوار بالداخل تحت مظلة الجهات الأمنية، ويقومون بحماية العملية الانتخابية وفقا للخطة الأمنية التى وضعتها وزارة الداخلية مسبقاً». أما فيما يتعلق بقرار تأجيل الانتخابات بالكفرة جنوب شرق ليبيا، بعد الاشتباكات العنيفة التى شهدتها مؤخراً، فقال: «لايزال الأمر غير واضح الآن فيما يتعلق بالكفرة، وسنقرر عندما نستوضح الأمر.. فنحن لانزال بصدد تقييم الوضع من خلال التقارير الأمنية».
ووفقاً لموقع المفوضية، يحق لأكثر من 2.8 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم، لاختيار 200 عضو فى المؤتمر الوطنى من بين 2639 مرشحاً فردياً و374 كياناً سياسياً فى إطار القوائم، ويواصل الليبيون فى الخارج التصويت فى انتخابات المؤتمر الوطنى.
وتدخل المرأة الليبية الانتخابات بقوة، وتزين الدعاية الانتخابية للمرشحات الشوارع، وتذاع فى وسائل الإعلام بعد مضى نصف قرن على خروج النساء فى مظاهرات يطالبن فيها بحق التصويت، وتمثل المشاركة الكثيفة للمرأة انعكاساً لدور النساء فى الثورة، التى أطاحت بالقذافى بالدعم والاعتصامات والمظاهرات، حتى نظافة الشوارع وطبخ الطعام للثوار.
وتقدر نسبة النساء ضمن لوائح الناخبين البالغ عددهم 2.7 مليون ناخب ب55%، فى حين تنافس 450 امرأة على مقاعد ضمن ال200 مقعد الحزبية والفردية، وتعتبر حظوظهن فى القوائم الحزبية أوفر.