بعد مرور مرو 27 عاما على تسمية محطات مترو الأنفاق الكبرى بأسماء رؤساء مصر صمد اسم الرئيس جمال عد الناصر أمام كل التحديات التى تعصف بمصر وظلت المحطة الشهيرة والتى تحمل اسمه في منطقة الإسعاف مفتوحة طوال الوقت ولم تضطر الحكومة إلى إغلاقها خشية تسلل المتظاهرين إلى خارجها كما فعلت مع محطة السادات في قلب ميدان التحرير والتى تم إعلاقها منذ 14 أغسطس الماضى ، لدواع أمنية. وكان حظ الرئيس الأسبق حسني مبارك قياسا بعبد الناصر ومحمد نجيب وحتى السادات ضئيلا جدا حيث تم رفع اسمه من محطة المترو واستبدالها باسم الشهداء بعد أن ثار المتحمسين من شباب ثورة 25 يناير على وجود اسمه وصارت أزمة كبرى و قتها أكد المهندس عاطف عد الحميد وزير النقل أنه سيتم مناقشة هذه الأزمة مع مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتبارهما أصحاب الشأن في إبقاء الاسم أو تغييره. وأضاف أن هناك العديد من محطات المترو مكتوب عليها أسماء الرؤساء السابقين مثل محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك وفي حالة تغيير اسم مبارك يتم تغيير كل أسماء الرؤساء، لكن هذا لم يحدث واصدر القضاء حكما برفع اسم مبارك وبالفعل تم والآن عاد القضاء وحكم بعودة اسم مبارك ولكن لم يتم التنفيذ وقال المهندس عبد الله فوزي, رئيس هيئة مترو الأنفاق، انه لا صحة لما نشر في بعض الصحف حول إعادة إطلاق اسم "مبارك" على محطة رمسيس بدلاً من الشهداء. وأضاف أن هناك عددا من جماعة آسفين يا ريس التابعة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كانوا متواجدين في محطة رمسيس وقاموا بمسح كلمة "الشهداء" وكتابة "مبارك" بالسائل مشيراً إلى أنه سيتم لصق كلمة "الشهداء" من جديد على المحطة. فكرة إنشاء مترو الأنفاق ترجع لعهد الملك فؤاد الأول، عندما اقترح عليه مهندس بالسكة الحديد إنشاء مترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك، وعادت فكرة إنشاء المترو بعد نجاح ثورة يوليو وتولي جمال عبد الناصر الحكم، الذي طلب من خبراء من فرنسا تصورًا خاصًا بإنشاء شبكة من مترو الأنفاق. وتأخر المشروع بسبب حرب 1967، حتى تم التصديق على إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد أنور السادات عام 1973، حتى تم تشغليه في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، الذي ترك الحكم نتيجة ثورة 25 يناير 2011. وعند اختيار المحطات التى سيتم اطلاق أسماء الرؤساء عليها كان التركيز على اهم محطة من حيث نقاط الربط وحجم الحركة والشهرة وهى محطة رمسيس الفرعون القوى حيث اطلق عليها اسم مبارك ورمسيس الثاني ينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفاؤه والحكام اللاحقون له بالجد الأعظم. وتم اختيار المحطة الثانية من حيث الأهمية وهى التحرير للسادات وميدان التحرير هو أكبر ميادين مدينة القاهرة ، سمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير"؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسخ الاسم رسميًا في ثورة 23 يوليو عام 1952. يحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس. والثالثة من حيث الأهمية لم تمنح لعبد الناصر وهى العتبة وتركت باسمها وهو أحد أهم مناطق القاهرة على الإطلاق، وتعد مركزا تجاريا للعديد من أنواع التجارة والبضائع كانت تسمى فيما مضى بالعتبة الخضراء ولكن وجراء ما لحق بها اعتداءات وما بني بها من عشوائيات حذفت كلمة الخضراء وبقيت على اسم العتبة. وتم منح محطة الإسعاف لاسم عبد الناصر وهى المحطة التى يعلوها مبنى الإسعاف المصري ودار القضاء العالى ومعهد الموسيقى العربية ونقابتا الصحفيين والمحاماة ومصلحة الكيمياء ونقطة الوصول إلى مؤسستى الأهرام والأخبار. والمفارقة أن الأحداث أزاحت اسم مبارك وعطلت محطة السادات فيما ظلت محطتا عبد الناصر ومحمد نجيب تعملان دون توقف.