مترو الأنفاق.. هو أحد الصروح الكبرى وأول خط مترو يتم تسييره في مصر والوطن العربي وأفريقيا، ويستقله أكثر من 3 مليون راكب يوميًا. وكانت اللبنة الأولى لهذا المشروع الحضاري هي افتتاح المرحلة الأولى للخط الأول "رمسيس حلوان" في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في أواخر سبتمبر 1987، ويشكل الخط الأول لمترو الأنفاق العمود الفقرى لشبكة خطوط المترو بالقاهرة الكبرى حيث يمر بأكثر الأماكن من حيث الكثافة السكانية. وترجع فكرة إنشاء مترو الأنفاق لعهد الملك فؤاد الأول، عندما اقترح عليه مهندس بالسكة الحديد إنشاء مترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك، وعادت فكرة إنشاء المترو بعد نجاح ثورة يوليو وتولي جمال عبد الناصر الحكم، الذي طلب من خبراء من فرنسا تصورًا خاصًا بإنشاء شبكة من مترو الأنفاق. وتأخر المشروع بسبب حرب 1967، وتم التصديق على إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد أنور السادات عام 1973، حتى تم تشغليه في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وشمل تنفيذ الخط الأول ثلاث مراحل: الأولى من رمسيس إلى حلوان والتي قام مبارك والرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران بافتتاحها في مثل هذا اليوم 27 سبتمبر1987 بطول 29 كم، فيما كانت المرحلة الثانية من رمسيس إلي المرج والتي تم افتتاحها في 1989 بطول 14 كم، فيما جاءت المرحلة الثالثة استكمالا للجزء الشمالي من الخط الأول "المرج الجديدة" وتم افتتاحها في 1999 بطول 1.3 كم. وأصبح الخط الأول يشمل خمس محطات فقط داخل النفق البالغ طوله 4.5 كيلومتر، وهي الواقعة في وسط مدينة القاهرة، وتقع معظم محطات الخط الأول فوق سطح الأرض، ليمتد من المرج الجديدة حتى حلوان على 35 محطة بمسافة حوالي 44 كيلومتر. وبعد نجاح الخط الأول تم إنشاء الخط الثاني من شبرا الخيمة بالقليوبية إلى المنيب بالجيزة بطول حوالى 19 كم و20 محطة وربطه بالخط الأول عن طريق محطتين تبادليتين هما محطتي الشهداء والسادات. ويتم حاليا استكمال الخط الثالث بطول 30 كيلو مترا من المترو ليمتد من العبور مرورًا بالسلام الحرفيين مطار القاهرة الدولي حتى ينقسم إلى شقين أحدهما يصل إلى إمبابة ثم بشتيل والآخر يصل إلى بولاق، وتم تشغيل المرحلة الأولى منه "العتبة العباسية" في فبراير 2012. ومترو الأنفاق شاهد على ثورة 25 يناير.. حيث استقله ملايين المتظاهرين أثناء الثورة وسهل تنظيم الوقفات والمسيرات والمليونيات، وشهدت "جدران المترو" على مراحل الثورة، عبر العبارات التي كتبت ابتداء من العبارات المنددة بحكم "مبارك" مثل "انزل هات حقك"، وبعده فترة حكم "المجلس العسكري" مثل "امسح كمان يا نظام" و"يسقط يسقط حكم العسكر"، واستمرت حتى فترة حكم مرسي مثل "يسقط حكم المرشد"، حتى تم عزله، لتكتب عبارات معارضة للفريق الأول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع مثل "لا للانقلاب"، وعبارات أخرى مؤيدة للسيسي. ومنذ ثورة يناير 2011، شهد المترو حالات احتجاجية، ففي فبراير 2013، أثناء عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، قطع مجموعة من الشباب يطلقون على أنفسهم "بلاك بلوك" قبضان المترو، وهو ما أدى إلى توقف حركة القطارات فى اتجاه "المرج – حلوان"، اعتراضًا على حكم مرسي. كما دعا المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي مؤخرا، بالنزول إلى المترو و التكدس في المحطات لعمل حالة من الزحام كتعبير عن احتاجاهم على ما وصفوه بالانقلاب، الذي أدى إلى عزل محمد مرسي، وتولي الرئيس عدلي منصور رئاسة الجمهورية مؤقتًا. وتوجد محطات بالمترو تحمل أسماء رؤساء وزعماء هي جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وسعد زغلول، وأحمد عرابي، وتم تغيير محطة "مبارك" إلى "الشهداء تنفيذا للحكم القضائي برفع اسم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وزوجته سوزان مبارك من كافة الميادين والمنشآت العامة، لتكون دليلا على الثورة وشاهدا عليها. ويعاني مترو الأنفاق حاليا من مشكلات مثل تكدس الركاب على الأرصفة وعلى شباك التذاكر وزحام شديد داخل العربات وتلف ماكينات الدخول والخروج، وانتشار الباعة الجائلين، وتعطل القطارات وتوقفها أحيانا، وعدم انتظام زمن التقاطر، وسير الركاب عبر القضبان وقت المظاهرات، وتدني مستوي النظافة. وعندما كانت إدارة الشركة الفرنسية تتولى إدارة المترو منذ افتتاحه كان هناك إنتظام وإلتزام ونظافة ودقة في المواعيد، ولكن عندما تولت الشركة المصرية المسئولية ظهرت تلك المشكلات، مما أدى إلى التردى الحضاري للخدمات. وتحاول إدارة المترو في الوقت الحالي التغلب على الزحام والتكدس الشديد بالمترو، عن طريق الدفع بقطارات إضافية لتقليل زمن التقاطر، وتكثيف التواجد الأمني بالتعاون مع وزارة الداخلية داخل محطات المترو لمواجهة أي حالات شغب أو فوضى أو تهديدات، كما توجد الشرطة النسائية داخل المحطات للحد من ظاهرة التحرش الجنسي.