اذا كنت أحد ركاب مترو الأنفاق فأنت علي موعد يومي مع متاعب تصاحبك أثناء رحلتك منذ دخولك محطة المترو حتي خروجك منه خاصة اذا طالت هذه المسافة..فمثلا قد يتوقف القطار ويظهر صوت مسئول الاذاعة الداخلية معلنا عن حدوث عطل فني مفاجئ..وما أكثر أعطال خط المرج حتي كان آخرها عطل في محطة المرج حيث توقفت حركة القطارات بين محطتي المرج وعزبة النخل بسبب حدوث عطل فني بمحطة الاشارات بمنطقة المرج بعدما شب حريق في وحدة المولدات الكهربية أسفر عن تدمير غرفة التحكم أثر علي حركة القطارات يوما كاملا..وربما تجد أمامك فجأة طفلا دون العاشرة يعطيك ورقة مكتوبا عليها بعض الجمل المعروفة مسبقا مثلا الي أهل الخير..ربي أعلم بحالي أو تصعد سيدة تحمل روشتة علاجية وبعض الادوية لتثبت اصابتها بأحد الامراض وتتمكن من الحصول علي اي مساعدة من المواطنين راكبي المترو. هذه المخالفات تدعو للتساؤل هل وصل مترو الانفاق أهم وسيلة مواصلات في القاهرة حقا لمرحلة الشيخوخة؟ هل يمكن ترك اهم وسيلة والتي تنقل أكثر من مليوني راكب يوميا بدون متابعة ورقابة وصيانة تضمن السيطرة علي مثل هذه الأمور؟ فعلي الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما علي انشاء الخط الاول لمترو الانفاق( المرج حلوان) ثم تلاه الخط الثاني( شبرا الجيزة) إلا انه يمر الآن بظروف سيئة بعد مرحلة الشركة الفرنسية مثل حادث خروج المترو أكثر من مرة عن القضبان في نهاية الخط الاول وبين محطتي شبرا والخلفاوي علي الخط الثاني. محمد خالد طالب بجامعة عين شمس يستخدم مترو الانفاق يوميا للوصول الي الجامعة ورغم انه من المفترض ان يكون الوسيلة الاسرع للوصول الا انه في كثير من الاحيان يكون السبب الرئيسي في تأخيره عن المحاضرات وأحيانا الامتحانات وذلك نظرا لطول مدة التقاطر ويقول: قد ننتظر المترو أكثر من عشر دقائق وحتي بعد وصوله تظل سرعته بطيئة للغاية خاصة في بعض المحطات ويكون هذا البطء الشديد تحديدا بين محطتي( المرج وسراي القبة). وتروي فاطمة محمد ( موظفة) أنها تعرضت للسرقة داخل مترو الانفاق نظرا للزحام الشديد داخل عربات السيدات وتحديدا في الفترة الصباحية وهي الفترة الاكثرازدحاما نظرا لمواعيد العمل والمدارس والجامعات ويسهم المترو بشكل كبير في هذا الزحام نظرا لتأخر وصوله في حين يؤكد أحمد محمود( موظف) انه كان من ضمن المتضررين من العطل الاخير بمحطة المرج حيث أثرت هذه الاعطال علي حركة المواصلات بالخارج أيضا فأصبحت الشوارع وخاصة بمنطقة المرج أكثر زحاما بالاضافة الي استغلال بعض سائقي الميكروباصات للموقف لزيادة الأجرة في هذا اليوم. ويري محمد حسن( موظف) ان أكثر مايعانيه مترو الانفاق هو وجود بعض الباعة الجائلين داخل المترو وهم يمرون وسط الركاب ذهابا وإيابا داخل العربة الواحدة حتي في أصعب وأكثر الاوقات ازدحاما, يتشاجر بعض الركاب مع هؤلاء الباعة الذين يصرون علي المرور حتي داخل عربات السيدات بالاضافة الي وجود بعض الاطفال او السيدات يقومون بالتسول داخل المترو. ويعيب كثيرون الغياب الأمني داخل المحطات فلو كانت هناك رقابة لتم منع الباعة الرجال من ركوب عربات السيدات ومنع المتسولين والباعة الجائلين عموما بالقطارات بالاضافة الي متابعة مرور الركاب داخل الماكينات والتأكد من وجود تذكرة مع كل راكب ويناشد أحمد جمال المسئولين بشركة مترو الانفاق الاهتمام بجوهر الخدمة التي انشئ من أجلها المترو بدلا من الاهتمام بأمور أقل أهمية مثل تجديد المقاعد الخاصة ببعض المحطات والتي في الاساس بداخلها مقاعد جيدة أوتغيير بعض اللافتات داخل المحطات لكتابة اسم المحطةعليها من جديد مسئولية مشتركة وتؤكد شيماء محمد أن المسئولية مشتركة بين المواطنين والمسئولين فالمواطنون أيضا نادرا ما يلتزمون بالتعليمات داخل المترو فمثلا ابواب الصعود والنزول لا يلتزم بها سوي القليل وهذا يؤدي في كثير من الاحيان الي كثرة الزحام وبالتالي كثرة المشاجرات وأحيانا قد يتم إيذاء البعض اذا ما تم غلق الباب علي أحدهم. وتحذر هبة فتحي ( طالبة بالمرحلة الثانوية) من ظاهرة انتشرت في الآونة الاخيرة وتحدث تحديدا داخل عربات السيدات وهي قيام بعض الفتيات باستخدام المترو مكانا للإرشاد الديني حيث تتطوع احدي الفتيات بإبداء بعض الارشادات والنصائح الدينية للفتيات كإرتداء الحجاب او بعض القصص الدينية..وهذه المشكلة ليست في انها فتاة متدينة ولكن الامر يكمن في ان مترو الانفاق ليس المكان المناسب للوعظ كما انه لايجوز التعدي علي حرية الاخرين فهو في النهاية وسيلة مواصلات للجميع وتؤكد انها لاترفض فكرة قيام بعض الفتيات بترديد دعاء الركوب فهو في النهاية دعاء ينتهي سريعا ولكن الاعتراض علي محاولة بعض الفتيات تقييم تدين الآخريات والتعدي علي حريتهن. هذا استعراض سريع لهموم راكبي المترو, هذا الجهاز الذي كان نقلة في الحركة داخل القاهرة, ومثالا للانضباط, الذي لم يبق منه كما يقول المواطنون إلا منع التدخين, في حين يسهل علي أي معلن عشوائي أن يلصق إعلانه داخل أي عربة, وقد يتشاجر شخصان ولايوجد رجل شرطة يحسم الأمر أو يحرر محضرا, ومن مظاهر العشوائية أو الخلل أن تتحول التليفونات المحمولة إلي بث حي لأغان أو أدعية دينية او آيات قرآنية, دون أن يعد ذلك مخالفة صريحة لاعتبار المترو وسيلة مواصلات, وليس دار إفتاء أو محطة أغان.. لم تكن البداية المبشرة لهذا الجهاز تشير الي أن يتحول إلي وسيلة تعذيب, ولايمكن تلافي الأخطاء إلا بالاستماع إلي أصحاب الشكاوي ووسائل الخلل ولكن المهندس محمد شيمي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو لايحب الاستماع للشكاوي, بل رفض التعقيب, وهذا مايتعارض مع مايراه كثيرون خاصة الإدارة الرشيدة التي يتبعها المهندس علاء فهمي وزير النقل والمواصلات بعد أن أحدث طفرة في هيئة البريد في السنوات السابقة. ** حقائق وأرقام افتتحت المرحلة الأولي للخط الأول لمترو الانفاق من رمسيس الي حلوان عام1987 بطول29 كم والمرحلة الثانية من رمسيس الي المرج عام1989 بطول14 كم وقد تم تصميمه لكي ينقل60000 راكب كل ساعة بزمن تقاطر2.5 دقيقة وسرعة قصوي100 كم/ ساعة ويمتد الخط الأول من محطة المرج الجديدة حتي محطة حلوان بجنوب القاهرة علي35 محطة بمسافة نحو44 كيلومترا ويبلغ طول النفق4.5 كيلومتر. ويمتد الخط الثاني من محطة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية الي محطة المنيب في محافظة الجيزة بطول نحو19 كم و20 محطة وتوجد به محطتان تبادليتان مع الخط الأول هما مبارك والسادات يتكون الخط من جزء سطحي بطول6 كم يحتوي علي6 محطات سطحية, وجزء نفقي بطول9,5 كم يحتوي علي10 محطات تحت الأرض إلي جانب المحطتين التبادليتين وكان وزير النقل المهندس علاء فهمي قد صرح بتخصيص3.2 مليار جنيه لتطوير الخطين الاول والثاني. ويتم الآن إنشاء الخط الثالث من العبور مرورا بالسلام فالحرفيين حتي الكيت كات ثم ينقسم الي شقين أحدهما يصل الي امبابة ثم بشتيل والأخر يصل الي بولاق ويمتد ليتقاطع مع الخط الثاني في محطة جامعة القاهرة وطول الخط الثالث نحو30 كيلو مترا وقد تم وضع حجر أساسه في يوليو2007 ومن المتوقع افتتاحه في6 أكتوبر2011 ** أبرز الحوادث * في ديسمبر2007 وقع حادث ارتطام المترو برصيف محطة حلوان وأدي الي إصابة43 شخصا وحدوث تلفيات في مبني المحطة. * وفي يونيو2010 خرجت إحدي عربات القطار عن القضبان أثناء مروره بتحويلات شبرا داخلا محطة شبرا الخيمة قادما من محطة المنيب. * وفي اكتوبر2008 لقيت سيدة مصرعها أسفل عجلات مترو اتجاه المرج حلوان حيث أغلق السائق الباب علي ساقها, وتحرك القطار مما أدي إلي سحبها علي القضبان لمسافة15 مترا. * نوفمبر2010 عطل بمحطة الإشارات بمطقة المرج في الخط الأول للمترو أدي إلي توقف حركة القطارات بين محطتي المرج وعزبة النخل مما أثر علي سرعة التقاطر طوال اليوم علي الخطين.