"مذكرات الإسكندرية" قصص تحكي التاريخ الثقافي الشعبي للمدينة..مشروع تخرج طالبة بالجامعة الأمريكية

الإسكندرية مدينة غير عادية، مدينة تراثية ثرية بالتاريخ وتتميز بتنوع ثقافي كبير حيث عاش وزار أرضها كلآ من الإغريق والرومان والعرب، لذلك فأن أرض ومباني تلك المدينة تضرب أروع الأمثلة على عظمة مصر والمصريين وكيف أنهم استطاعوا ان يعيشوا وسط تلك الثقافات التي لأ يوجد اي شئ يربطها ببعضها البعض بكل أمن وتسامح وتفاهم، ومن أجل ذلك حاولت طالبة بالجامعة الأمريكية أن تبرز حكايات المدينة المنسية.
"مذكرات الإسكندرية" التاريخ الثقافي الشعبي المنسي المدينة
وقامت نور طرابية من خلال مشروع تخرجها من برنامج التصميم الجرافيكي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتدوين كتاب أسمته "مذكرات إسكندرية" وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة المصورة المرسومة يدويًا والتي تحتفي بتراث الإسكندرية العالمي.
واوضحت طرابية في لقاء أجره معه موقع "صدى البلد"، أن "مذكرات إسكندرية" هو عبارة عن قصص تحكي التاريخ الثقافي الشعبي لمدينة الأسكندرية حيث تتراوح هذه القصص من الأساطير الشعبية المحلية إلى روايات السيرة الذاتية، واضافت أن جميع القصص التي تم ذكرها في الكتاب تم اقتباسها من أبحاث كثيرة قامت بها داخل مكتبة الإسكندرية.
وأشارت إلي أن أبرز الأشياء التي اكتشفتها من خلال بحثها في تاريخ وحكايات الأسكندرية هو كيفية التعايش التي عاشها أفراد المدينة على الرغم من الاختلافات الكبيرة بينهم، وان القصص في كتاب "مذكرات إسكندرية" تركز على الأقليات العرقية والدينية التي تم جمعها من روايات شخصية مختلفة.
وأضافت طرابية أنها اختارت الكتابة عن "تاريخ ومذكرات الإسكندرية" لأنها نشأت في عروس البحر المتوسط وانتقلت إلى القاهرة في سن الثانية عشرة، وأن أبرز شئ وجدته من خلالها بحثها في التاريخ هو أن الإسكندرية اليوم مختلفة تمامًا عن تلك التي كانت عليه قديمآ وانها حاولت تصوير ذلك من خلال مشروعها، حيث أنها شعرت أن هذه القصص تُنسى على مر الزمن، وأرادت أن تجعلها في ذاكرتنا وأن تكون متاحة للجميع.
حكاية شارع السبع بنات بالأسكندرية
وحكت نور طرابية عن أحد القصص التي تم ذكرها في كتابها "مذكرات إسكندرية" وهو سر تسمية "شارع السبع بنات" الذي يربط بين منطقتي المنشية واللبان بالإسكندرية بهذا الأسم، وأن هذا الشارع يرتبط أسمه بالسفاحتين الأشهر في التاريخ المصري، ريا وسكينة اللتين سكنتاها وارتكبتا أشهر جرائمهن بأحد منازله.
وأكملت أن الشارع سمي بهذا الأسم لأنه اثناء فترة ريا وسكينة شاع الخوف بشكل كبير داخل الشارع وبسبب عدم استخدام الكهرباء في ذلك الوقت في إنارة الشوارع فقامت سبع راهبات كن يعشن في المنطقة، وكن يمررن يوميا في المساء بعد أثناء عودتهن من عملهن، ويقمن بإنارة الشارع بالمصابيح اللاتي يحملهن، لإن الشارع كان مظلم وكان هناك خوف من عمليات خطف السيدات على يد ريا وسكينة.