قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس الأربعاء على موقعها الإلكتروني إن ميدان التحرير والذي كان بؤرة زلزال تظاهرات ثورة "ال18 يوما" ضد مبارك تحول ليصبح نقطة عداء بين الناشطين الثوريين والذين دائمًا يُراهنون على قدرتهم على حشد الشارع المصري، وبين الإخوان المسلمين والذين صعدوا كقوة مسيطرة على العملية السياسية بمصر بعد فوزهم في الانتخابات الشريعية المصرية. وذكرت الصحيفة أن مئات الآلاف أحشدوا الميادين الرئيسية في مصر في الذكرى الأولى للانتفاضة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وأشارت الصحيفة إلى أن الانقسامات سيطرت على الحشود لتحل محل الوحدة التي ساد في ثورة العام الماضي. أكدت الصحيفة أن الناشطين العلمانيين يريدون استمرار المظاهرات لطرد الجنرالات فوراً والذين سيطروا على السلطة بعد سقوط مبارك قائلين: "هم مجرد دكتاتوريين مثل الرئيس السابق". وقالت سحر عبدالمحسن، إحدى المشاركين في مسيرة ضخمة توجهت أمس لميدان التحرير بعد سيرها لمسافة 5 كيلومترات للصحيفة: "عندي أمل أن تكون هذه المسيرات رسالة لكل من الإخوان المسلمين والمجلس العسكري". وأشارت الصحيفة إلى أن كل طرف يسعى لحشد أكبر عدد من مؤيديه لإظهار وزنه في دولة مازالت "تترنح" منذ سقوط مبارك. وقالت الصحيفة إن الإخوان المسلمين اخذوا ينشدون ويهتفون مرددين "الله أكبر"، في نبرة احتفالية لما قالوا عنه إنه نجاح للثورة مشيرين إلى البرلمان المنتخب الجديد. وعلى الجانب الآخر ذكرت الواشنطن بوست أن عدد من المسيرات الضخمة نظمتها مجموعات علمانية انطلقت من مختلف اجزاء المدينة متجهة إلى ميدان التحرير مرددين "يسقط يسقط حكم العسكر".. مؤكدين أنهم لا يحتفلون ولكنهم يؤكدون أن الثورة لم تكتمل وأنه لا تزال هناك مطالب لم يتم تنفيذها بعد. وأكدت الصحيفة أن القوى والتيارات العلمانية والليبرالية في مصر تسعى للضغط على المجلس العسكري ليسلم السلطة لمدنيين، في الوقت الذي عبر فيه الإخوان المسلمون عن موافقتهم على خطة المجلس العسكري لتسليم السلطة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية يونيو المقبل.