رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاشتباكات التي وقعت بين أنصار الإخوان المسلمين والعلمانيين في ميدان التحرير -أمس الجمعة- رغم أنها قليلة، إلا أنها توضح مدى العداء الذي يتصاعد بين الطرفين منذ قيام ثورة 25 يناير، وزاد بعد الانتخابات البرلمانية، ينذر بتصاعد الأمور بين الطرفين. ولفتت لصحيفة الى تبادل أنصار الإخوان المسلمين والعلمانيين إلقاء الزجاجات والحجارة على بعضهما البعض،مشيرة الى ان وصل الاشتباك الى الضرب دليل واضح على تصاعد خلافاتهم السياسية، في الذكرى الأولى لثورة يناير. وكانت الاشتباكات بالأيدي - والتي لم ترد تقارير عن وقوع إصابات- هي المرة الأولى بين الجانبين، وتعبير واضح عن تصاعد مشاعر الاستياء التي كانت ترتفع بينهما منذ ثورة يناير حيث كان يعملان معا خلال 18 يوما من الاحتجاجات ضد مبارك. وأوضحت الصحيفة إن الخلافات بين الطرفين لا تركز على جدول أعمال الإخوان الديني، رغم قلق كثيرين في المعسكر الآخر، ولكنها تتركز على دور المؤسسة العسكرية التي تولت سدة الحكم منذ سقوط مبارك، ففي حين يطالب الناشطين اليساريين والعلمانيين العسكري بالتخلي الفوري عن السلطة، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات حتى إجبارهم على الانسحاب، تقدم الإخوان إلى الهيمنة السياسية من خلال الفوز باغلبية في البرلمان، ويبدون استعدادا لترك الجيش في مكانه حتى انتهاء جدوله الزمني. ويشتبه الثوار في أن الإخوان توصلوا لاتفاق مع المجلس العسكري منحهم بمقتضاه الضمانات من الملاحقة، مقابل استمرار جماعة الإخوان المسلمين بالسلطة وسيطرته على لجنة صياغة الدستور.