طالب رئيس أقوى حزب معارض في النمسا هانس كرستيان شتراخر، رئيس حزب الأحرار اليميني المتشدد، الحكومة النمساوية الحالية بالاستقالة، واصفا أداء الحكومة بأنه "خليط غير مريح من عدم القدرة وعدم الإرادة"، كما طالب الحكومة في نفس الوقت بتحمل مسئوليتها وإخلاء الطريق أمام إنتخابات برلمانية جديدة. وجاء أعنف هجوم لرئيس حزب الأحرار على الحكومة النمساوية في إطار كلمته التي ألقاها أمام الاجتماع السنوي للحزب متهما الحكومة النمساوية بعدم القدرة على حل المشكلات، كما أكد "شتراخر" "انخفاض شعبية الحكومة لدى الشعب" على حد قوله، مطالبا باستبعاد الاقتصادات الضعيفة من منطقة العملة الأوربية الموحدة، كما ألمح إلى ضرورة العودة للعملة النمساوية مرة أخرى كحل أخير محذرا من "غرق السفينة الأوروبية على الصخرة اليونانية"، مشددا على ضرورة الهروب إلى قارب النجاة النمساوي قبل الغرق في إشارة إلى عملة النمسا القديمة الشلينج. وعلى صعيد السياسات الداخلية، طالب "شتراخر" الحكومة بعدم التركيز على رفع قيمة الضرائب في إطار سعيها لتخفيض حجم الدين العام وتقليص العجز في الميزانية من خلال برنامج الحكومة المقترح "كبح الديون"، مطالبا في المقابل بالتركيز على خفض النفقات، لافتا إلى ضرورة إعادة النظر في نظام الامتيازات الضرائبية التي تتمتع بها الشركات الكبرى العاملة في النمسا. جدير بالذكر أن رئيس حزب الأحرار اليميني لا يخفي رغبته في اعتلاء منصب المستشارية مع أول انتخابات برلمانية قادمة في ظل زيادة التأييد الشعبي للحزب على خلفية الغضب المتزايد من زيادة الأسعار وتركيز الحزب على إبراز مشاكل الأجانب والأقليات المقيمة في النمسا، خاصة الأقلية المسلمة وتصويرها على نحو مبالغ لا يتفق مع حقيقة الأوضاع، في الوقت الذي وصف فيه "شتراخر" ثورات الربيع العربي بأنها أدت إلى مزيد من التشدد وأسفرت عن أسلمة المنطقة، وهو ما اعتبره خطرا على أوروبا.