ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطابا أمس خلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي، وتطرق فيه لشرح وجهة النظر الروسية بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، ووصف الرئيس الروسي العقوبات الغربية على روسيا بأنها "مجنونة وطائشة"، مؤكدا أن الغرب فشل في كسر شوكة موسكو وأن الحرب الاقتصادية على روسيا لم يكن لديها منذ البداية أي فرصة للنجاح، وأنها كانت أكثر ضررا للدول التي أشعلتها. الاتحاد الأوروبي الخاسر الأكبر
وأشار بوتين، إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يخسر أكثر من 400 مليار دولار بسبب العقوبات على روسيا، موضحا أن التضخم يضرب بقوة داخل دول الاتحاد المكون من 27 دولة، خاصة بعدما همشت هذه الدول المصالح الحقيقية لشعوبها، مشيرا إلى أن الاستثمار داخل روسيا أكثر أمانا.
وأكد الرئيس الروسي، أن روسيا تدخل نظاما عالميا جديدا بصفتها دولة قوية وعصرية، وأنه كان واضحا بشأن قواعد النظام العالمي الجديد والتي ستضعها دول "قوية وذات سيادة"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تتظاهر بأنها لا تلاحظ وجود مراكز نفوذ قوية أخرى في العالم، كما أن الدول الغربية ما تزال تفكر بمفاهيم القرن الماضي حيث تعامل الدول الأخرى وكأنها مستعمرات لها، حيث تحاول عزل أو إلغاء الدول "الخطأ". الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات أثبتت ضعف الغرب
ونوه الرئيس الروسي، أن الاتحاد الأوروبي، خسر سيادته في أسلوب رده على الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن قرار روسيا بشأن العملية العسكرية الخاصة كان صعبا أيضا وفرض على روسيا، بهدف توفير الحماية للشعب الروسي، وأهالي إقليم دونباس في شرقي أوكرانيا، ومن ناحية أخرى يواصل الغرب ضخ الأسلحة لأوكرانيا، قائلا إن "جميع أهداف العملية الخاصة سيتم تحقيقها بدون أدنى شك".
وفي هذا الصدد، قال الباحث السياسي والخبير في الشئون الروسية، بسام البني، إن خطاب الرئيس بوتين، أمس، كان خطاب واثق الخطوة يمشي ملكا، حيث أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، انقلب على فارضيها، وباتت كارثة على الغرب، حتى أن الخبراء والمحللين الغربيين، يعترفون أن خطط بروكسيل وواشنطن لم تأتي إلا بنتائج عكسية، حتى أن هناك خبير بريطاني يدعى باتريك وولف، قال إن ضخ الأسلحة غير المسبوق على أوكرانيا لم يأتي بأي نتائج، وأن العقوبات على روسيا انقلبت على فارضيها. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ماذا يريد بوتين من أوكرانيا؟
وأضاف البني، خلال تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، أن خطاب بوتين يدل على موقف قوة وانتصار، لأنه قال بكل وضوح أن فكرة العالم الأحادي القطب أصبح من الماضي، وانتهى، كما وأشار بوتين أيضا إلى أن أهداف العملية العسكرية الخاصة، في أوكرانيا سوف تتحقق.
وأوضح الخبير في الشئون الروسية، أن أهداف روسيا، هي أن تكون أوكرانيا منزوعة السلاح، وحيادية، ومنزوعة النازية ولكن الغرب يطيل أمد الحرب، بتزويد أوكرانيا، بالسلاح، خاصة وأن الجيش الروسي، يدمر أسلحة الجيش الأوكراني، في حين يزوده الغرب بأسلحة جديدة، لذلك تبقى الحرب مستمرة، وستظل كذلك حتى يتم إنهاء عملية توريد الأسلحة إلى أوكرانيا وتدمير أسلحة الجيش الأوكراني بالكامل، ومن ثم توقيع معاهدة استسلام من أوكرانيا، بكل الشروط التي فرضتها روسيا عند بداية العملية العسكرية. لمدة 72 دقيقة.. بوتين ينفي شائعات مرضه ووفاته في خطاب مطول بوتين في خطاب استمر 73 دقيقة : عصر العالم أحادي القطب انتهى .. عقوبات الغرب مجنونة وطائشة .. الروس أقوى من أي تحد .. الولاياتالمتحدة تتعامل مع الدول ك مستعمرات روسيا أمهلت الغرب 8 سنوات أما عن النقاط الملفتة في خطاب بوتين، أوضح البني، أن بوتين قال إن روسيا لم تذهب إلى أوكرانيا للحرب وإنما هذه الحرب فرضت على موسكو، بهدف حماية المواطنين الروس، وقد أعطينا الغرب 8 سنوات ولم يلتزموا والخطأ الأكبر الذي ارتكبوه عندما انقلبوا على الرئيس الأوكراني السابق يانوكوفيتش، والذي تم إزالته عن طريق القوة بعدما تم إعطاءه ضمانات من قبل فرنسا وألمانيا وبولندا، في اليوم التي اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببوتين وطلب منه عدم التأثير على يانكوفيتش ووعده بأن تسير الأمور بشكل سلمي، وتجرى انتخابات مبكرة، لكن في اليوم التالي انقلبوا على يانكوفيتش واستخدموا السلاح لعزله.
وأكد البني، أن من ضمن النقاط الهامة جدا في الخطاب، هي التفسير القانوني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للعملية العسكرية في أوكرانيا، وأنها مستندة على معايير الأممالمتحدة، حيث أوضح بوتين، أن الأممالمتحدة افتعلت سابقة مثلما حدث في أوكرانيا، وهي عندما اعترفت باستقلال كوسوفو، معتمدة على مبدأ أن الشعوب يحق لها تقرير المصير دون الرجوع إلى حكومة المركز التي تنفصل عنها، وبناء عليه، عندما قررت جمهوريتي، دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، الانفصال، طبقتا هذه الفقرة، واعترفت بهما روسيا، وعقدت معهما اتفاقيات تعاون ودفاع مشترك، وعندما طلبوا المساعدة العسكرية، دخلت روسيا الحرب بشكل قانوني، وذلك حسب قوانين الأممالمتحدة.