حضرت إلى المحكمة ممسكة بيدى طفليها الذين لا يتجاوز أعمارهما ما بين الرابعة والسابعة، أجلستهما بجوارها فى القاعة انتظارا لنداء الحاجب ببدء نظر دعوى النفقة التي أقامتها ضد طليقها. لم تنتظر الزوجة كثيرا، دقائق واستدعاها القاضى لسماع أقوالها فى الدعوى، تحركت ويد أطفالها لا تفارقها، وقفت أمام قاضى محكمة الاسرة بدمنهور ، وطلبت من محاميها أن يتركها تتحدث وألا يقاطعها.
أشارت الزوجة "منى .ا " فى بداية حديثها إلى طفليها، طلبت من القاضي أن يدقق النظر فيهما جيدا، فالابن الأكبر مصاب بحساسية على الصدر، والأصغر أجرى ثلاث عمليات لسد ثقوب فى القلب، أما هى فقد تملكها مرض السكر وأصبحت الغيبوبة لا تفارقها، وقد يباغتها الموت فى أى لحظة.
طلب القاضي من الزوجة أن تتحدث في مضمون دعواها، لكنها استمرت فى حديثها، قائلة "سيدى القاضى ..أردت فقط التمهيد للمأساة التى نعيشها بعد انفصالي عن زوجي محمد .م ، تركنا وأسرع إلى حضن والدته وأشقائه زاعما أنه ينفذ شرع الله".
وأضافت "بداية القصة سيدى القاضي، أنه بعد زواجنا، سافرنا إلى السعودية، حيث كان يعمل زوجى مدرس رياضيات هناك، مع مرور العام الأول كان زوجى يحول نصف راتبه إلى والدته وأشقائه، لم أعترض فهذا حقه، مر العام الثانى وزوجى ينفق راتبه كله على أشقائه رغم أنهم شباب وأعمارهم تجاوزت العشرين عاما، طلبت منه أن يدخر أمواله لأطفالنا، فقد رزقنى الله بالطفل الأول، لكنه رفض وأخذ يوجه لى السباب والشتائم.
توقفت سيدى القاضى عن مطالبته بشيء، إرتضيت بالأمر الواقع، حتى رزقنى الله بالطفل الثانى والذى أصيب بثقب فى القلب، والمصيبة سيدى القاضى إنه لم يجد أموالا لإجراء العملية لطفله، وعندما طلبت منه أن يأخذ من أشقائه رفض ..وقال "عايزاهم يشعروا بعجزى، أنا بالنسبة لهم اخوهم اللى بينفق عليهم"، بعدها أسرع إلى زميله فى العمل واقترض منه نصف مبلغ العملية.
حاولت مع زوجى كثيرا، 6 سنوات غربة، لم ندخر شيئا، أشقائه تزوجوا، ومازال نصف راتبه يتحول إلى والدته التى تعيش بمفردها.
علمت بعد ذلك سيدى القاضى أننى مكروهة عند "حماتى" لم أكن أعرف السبب، لذلك أقنعت هى ابنها الذى هو زوجى بتحويل نصف راتبه لها، لإدخاره للزواج من ثانية.
أسرعت سيدى القاضى إلى "حماتى" جلست معها وأخبرتها بالحقيقة كاملة، لكنها كانت قاسية معى " اتهمتنى اننى طامعة فى مال زوجى، ألن تعطينى الفرصة لتحقيق هدفى".
حزنت سيدى القاضى من نظرة حماتى وأهل زوجى لى، أدركت أنه كان يشوه سمعتى لديهم، بغرض تشجيعه على الزواج من فتاة تعرف عليها فى السعودية.
وحدث ما كنت أخشاه، طردتنى حماتى من البيت، ذهبت إلى منزل أبى الذى حاول التدخل للإصلاح، حتى فوجئت بورقة طلاقى من زوجى دون أى أسباب، وعلمت بعدها أنه سيتزوج من الفتاة ويعيش معها فى السعودية.
لم أحزن سيدى القاضى ارتضيت بالأمر الواقع، لكن طليقى تجاهل استغاثاتى بمأساة أولاده، اكتفى ببضع جنيهات يرسلها لنا عبر أحد أقاربه ، وشقة ايجار ، ولم يسأل على أطفاله منذ عامين.
وتساءلت الزوجة هل الإنفاق على الأشقاء والأم أفضل من الإنفاق على الأولاد ؟، بعدها طلبت من القاضى أن يصدر حكمه بإلزام الزوج بسداد نفقة معيشة تتلاءم مع دخله الكبير وظروف أسرته المعيشية السيئة، قائلة "أصبحنا جياعا وليس لنا مصدر دخل". تداولت القضية عدة جلسات . وقدم محامي الزوجة ياسر عيسى المحامى بالنقض مستندات تفيد دخل الزوج ، لتقضى المحكمة بالزام الزوج بسداد نفقة شهرية للزوجة ، محذرة محامي الزوج بالحبس والتحفظ على املاكه اذا امتنع عن سداد النفقة شهريا لطليقته وابنائه .