عفوا سيدى القاضى أرفض انذارالطاعة، وذلك ليس لأننى لا أحترم حكم القضاء، ولا لاننى زوجة «ناشز» كما يقال فى القانون، ولكن لاننى لدى طلب واحد من أجل العودة إليه، وهو ان يعيد لى «أمى» التى تسبب فى وفاتها من كثرة حزنها على، ومأساتى فى حياتى الزوجية، وقيامه بالاتفاق مع والدته واسرته بالاستيلاء على شقة الزوجية الخاصة بى، بكل محتوياتها وطردى منها أنا وطفلتى، فلم تتحمل أمى الصدمة وماتت كمداً بسببى، ولا يمكن ان تعود للحياة مرة ثانية حتى لو أعطيتها عمرى كله، وبالتالى فأنا أيضا لا يمكن ان أعود مرة ثانية إلى هذا الرجل. هذه الكلمات وجهتها «نرمين. ح» للقاضى داخل قاعة محكمة الأحوال الشخصية بالإسكندرية، قالت الزوجة والدموع تملأ عينيها، سيدى القاضى هذا الزوج الذى لم يمثل أمام هيئة المحكمة واكتفى فقط بتوكيل محام برفع دعوى الطاعة، قام برفع الدعوى ليس حباً فى أنا وطفلته ولكن لهدف آخر هو مصلحته الشخصية حتى يتمكن من إسقاط جميع حقوقى وإثبات بانى زوجة «ناشز». سيدى القاضى كنت فتاة فى مقتبل العمر، فتحت عينى على والدى ووالدتى موظفين بإحدي الهيئات الحكومية، عاشوا حياتهما كلها هدفهما الوحيد هو اسعادى أنا وأشقائى، كانا يحرمان أنفسهما من كل متع الدنيا من أجل تعليمنا، فوالدتى اعظم ام فى العالم، ليس لانها أمى؟ ولكن لانها بالفعل كانت أمى تحرم نفسها من كل شيء من أجل ان تطعمنى أنا وأشقائى، كنا نرى دائما على وجهها الابتسامة، وتخفى وراء تلك الابتسامة الألم والمشقة والتعب الذى تعانى منه من أجلنا، إلى ان تحقق أول حلمها وهو اننى دخلت كلية الطب، كانت سعادتها لا تقدر بمال، كانت تشعر بانها أسعد أم فى الدنيا وهى تقول بكل فخر «أنا الدكتورة»، وكانت على استعداد ان تدفع حياتها ثمناً لهذا اللقب، وعقب تخرجى في الكلية اعتقدت انها سوف ترتاح ولكن للاسف مثل كل الامهات كان نفسها ان أتزوج، وعن طريق أحد الجيران تقدم «محمد» مهندس باحدي شركات البترول، لخطبتى، ووافقت أسرتى على الزواج، كنت أتمنى ان اعيش مع زوجى رحلة الكفاح والحب والسعادة التى عشتها مع أسرتى وتعلمتها من أمى وحبها لوالدى واحترامها وتقديرها له واننى لم أشاهدها يوما تغضب من والدى ولا هو يعتدى عليها بالضرب أو الإهانة، لم أعلم ان هذا الزواج التى كانت والدتى سعيدة به سوف يكون هو السبب فى قتلها، أنفقت أمى كل ما تملك من أجل تجهيزى بأحدث المفروشات، وكان زوجى لديها بمثابة ابنها الثانى، وعندما أخبرت زوجى بان راتبى سوف انفقه على رسالة الماجستير الخاصة بى نظرا لانها تحتاج إلى تكاليف، كان رده على أنا مش عاوز ماجستير وكفاية كده مصاريف، لتكون المفاجئة بان حماتى هى التى تتولى الانفاق على المنزل بعد ان تحصل على رواتبنا ونأخذ منها المصروف، حاولت ان أوضح لهم الصورة ان ابنهم المدلل خرج من جلبابه وأصبح له حياته الخاصة ولابد ان يعتمد على نفسه وان يكون هو رب الأسرة وليس طفلا فيها، ولكن للأسف وكاننى أحفر فى الصخر كلام والدته عنده مصدقا، حاولت ان أخفى مشاكلى عن أسرتى، ولكن للأسف فؤجئت بحماتى تقوم بالاتصال بوالدتى ومعاتبتها لاننى لم أضع راتبى فى المنزل، وللأسف استمعت والدتى إليهم وطلبت منى ان أوافق على طلب زوجى حتى لو على حساب مصاريف دراستى من أجل استقرارحياتي، وافقت ان انفق نصف راتبى على شراء متطلبات المنزل، ورغم اننى عروس فى شهر العسل، إلا اننى فؤجئت بحماتى تبكى لزوجى بسبب تأخر الإنجاب وتطلب منه ان يذهب بى للطبيب للعلاج، وبالفعل استجبت لطلبهما، وأخبرته الطبيبة اننى لم أعان من أى عوائق، لكن حماتى استمرت فى ادعاء الحزن وبعد مرور 4 شهور وعلمت بعدها باننى حامل، اعتقدت ان معاناتي ستنتهى، ولكن عندما علمت باننى سوف أنجب طفلة وليست ولداً قامت برفع راية الحزن على المنزل كله وكأننى ارتكبت فاحشة، ظلت تحرض زوجى علي، ويوم ولادتى لم أجدها هى وزجى يقفان بجوارى، ولكن فرحة أمى وأبى واشقائى عوضتنى عن كل شىء، انتظرت ان يحضر زوجى لكى يضم طفلته مثل كل الاباء ولكن والدته كانت ترفض وتحرضه بتجاهل الطفلة، بدأت المشاكل تتزايد بيننا كل يوم بسبب مصاريف المنزل فوالدته كانت ترفض الانفاق على متطلبات الطفلة، وعندما كانت تمرض ابنتى واطلب منه ان يذهب بها للطبيب كان يرفض ويدعى الفقر ويطالبنى بالحصول على أموال من اسرتى، وكان كلما حدث بيننا خلاف تطلب منه ان يترك لى المنزل ويعيش عندها ويتركنا دون نفقة. ولاننى رفضت تدخلها فى حياتى بهذه الطريقة وطلبت من زوجى العودة للمنزل لحل مشاكلنا سويا، أجبرته والدته على رفض طلبى، وكعادتى توجهت فى الصباح الباكر لوالدتى لأترك طفلتى عندها لكى أذهب لعملى، إلا اننى فوجئت باتصال تليفونى من حماتى تطلب منى عدم العودة لشقة الزوجية مرة أخرى، لم أصدق ما قالته واعتقدت انها تهددنى كالعادة ولكنى فوجئت ما لم أحد يتوقعه!! عندما رجعت أنا وطفلتى وجدنا زوجى ووالده وحماتى وأشقاءه داخل الشقة وقاموا بتغير الأقفال ورفضوا دخولنا، واستولوا على الشقة بكل محتوياتها ورفضوا أعطائى ملابسى أنا وطفلتى. حاولت والدتى ووالدى الصلح بيننا ولكن حماتى كانت ترفض دائما ولم تياس والدتى بل توجهت اليها فى عملها لكى تطلب منها ان نضع حلا لمشاكلنا من اجل ان تعيش طفلتى بين والديها، ولكن كان رد حماتى لم يتوقعه أحد، وهو انها ترفض الصلح واكدت لوالدتى إنها ستقوم برفع إثبات نسب لأن اسرة زوجى ترفض الطفلة، لم تتحمل والدتى الصدمة واصيبت بجلطة فى القلب، وبدات رحلة والدتى مع المرض بسبب حزنها على ما حدث لى ولطفلتى التى لا ذنب لها، ولم تكتف حماتى بذلك بل قامت بالاتصال بوالدى لتحديد موعد الطلاق لانها سوف تزوج ابنها بعروس أخرى، وللأسف لم تتحمل والدتى الصدمة أصيبت بجلطة فى المخ وكانت تحاول ان تخفى حزنها عنى، وبعدها قرر الأطباء إجراء عمليه لها فى القلب ولكنها رفضت إجراء العملية لانها انفقت كل ما لديها من أموال على زواجى، وظلت والدتى تنتظر دورها فى المستشفى الحكومى، وكان لديها أمل ان أعود إلى زوجى ولكن رفض حماتى المستمر كان العقبة بيننا إلى ان فوجئت بان زوجى تقدم لخطبة احدي الفتيات، لم تتحمل والدتى الخبر وفارقت الحياة، رفضت ان يحضر زوجى العزاء او يرفع سماعة التليفون لمواساتى، من هنا قررت ان أبحث عن حق طفلتى التى ظلمت معى وتوجهت لرفع دعوى نفقة، وعندما علموا بذلك قاموا برفع دعوى الطاعة، لإصراره على استمرار اهانتى وأعيش عبدة لرغبات والدته. سيدى القاضى أنا حضرت هنا وأمثل أمامكم فى هذا الموقف الذى يصعب على أى زوجة ان تقف فيه ولكنى خشيت ان تصدر حكمك بانى «ناشز» ولم تعلم بحقيقة المعاناة التى عشتها مع هذا الزوج.