قبل 200 يوم تقريباً من الآن كانت عشيرة الرئيس من الجماعة الخارجة عن القانون وأتباعها من جماعات اليمين المتطرف يضربون المتظاهرين في التحرير، ويفضون مظاهرتهم بالقوة، عبر ما عرف ب"جمعة كشف الحساب"، بعدما خرجوا ليحاسبوا الرئيس على وعوده الوهمية في 100 يوم، والتي لم يكن قد تحقق منها شيء آنذاك، ومازال شيء لم يتحقق. مر 200 يوم على تلك الواقعة، وقد أتم الرئيس الآن نحو 300 يوم في الحكم، وأيضًا لم يتحقق من وعوده شيء، بل ازداد الأمر سوءا، حيث دشنت جماعته وأتباعها حقبة العنف الشعبي آنذاك، ولازالت تمارسه، وتغذي أجواءه، وتسمم الحياة الاجتماعية في مصر بمناخ الكراهية والتفرقة والاستقطاب. وعد الدكتور محمد مرسي أثناء حملته الانتخابية بإنجاز 5 مهام عاجلة خلال ال100 يوم الأولى؛ وهي الأمن والنظافة والوقود والخبز وأزمة المرور، ورغم أن أحدا لم يحدد تلك المدة، ولا تلك المهام إلا الرئيس مرسي نفسه، إلا أن جماعته وأتباعها رأوا بعد فوزه، وبعد مرور مدة الوعد الذي لم يتحقق أنها فترة غير كافية، وأن المهام الخمسة جسيمة على قدرات الرئيس وشيعته، وهو ما دفعهم إلى النزول لضرب من يطالب الرئيس بتنفيذ وعوده، لعل ذلك يرهب الناس مبكراً فيجبرونهم على الصمت، عملا بمبدأ "دبح القطة"، ولكنهم فوجئوا بأن القطة لم تعد قابلة للذبح، فهي تقاوم، وتهبش، وتخربش، بل وتنهش إذا لزم الأمر. مرت ال100 يوم الأولى إذن، وتلاها 200 فوقها، ولم يتنفذ من وعود الرئيس الخمسة إلا تحسن نسبي في الخبز، بينما الأربعة الأخرى باءت بالفشل. زد على ذلك ما دار خلال تلك المدة، من قتل وضرب وسحل وتنكيل وشقاق اجتماعي وخصام سياسي وعجز إداري وتراجع دولي وتدهور اقتصادي وتهديد لكيان الدولة ومؤسساتها. 300 يوم، كان يظن الناس بأنهم سيشهدون خلالها تغيّرًا إيجابيًا في أي مرفق من مرافق حياتهم، إلا أنهم لم يجدوا، وباءت كل آمالهم بالخيبة، وتيقنوا من فشل ثورتهم، وانحراف أهدافها بعيدًا عن تنمية المجتمع، لتتكرس فقط لتمكين الجماعة وأذنابها من تيارات اليمين المتطرف. 300 يوم، وباقي من الزمن شهران، ليتم الرئيس مرسي عامه الأول، دون أن يحقق ما وعد به في 100يوم، فكيف ستواجه جماعته الخارجة عن القانون من سيتظاهرون لمحاسبته على الفشل؟. فإذا كانت ال100 يوم استدعتهم لتأسيس العنف على الساحة السياسية في مصر لأول مرة بعد الثورة، فهل سيدشنون تلك المرة وبعد عام، لحقبة الحرب الأهلية من أجل إسكات صوت المعارضين؟. المزيد من أعمدة جمال دربك