منذ اليوم الأول لحكم الرئيس محمد مرسى، بدأت الصحف ومواقعها على الإنترنت وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى على الفيس بوك وتويتر ترصد إنجازات ال100 يوم الأولى من برنامجه الذى تضمن 5 وعود، هى عودة الأمن المفقود من الشارع، وحل مشاكل الخبز، والمرور، والنظافة، والوقود. وعلى مدى ال22 يوما التى مرت على تسلمه السلطة، وهناك حالة من الفوضى الشاملة فى الشارع، جعلت أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة التابع لها، يملأون الدنيا صراخا ضد من يقولون إنهم يسعون لإعاقة تنفيذ البرنامج، حتى من داخل أجهزة الدولة، وربما يكون معهم بعض الحق، فهناك بالفعل وسائل إعلام تروج لفشل الرئيس ليل نهار، وهناك من يتعمد إلقاء القمامة بشكل غير مسبوق فى الشوارع الكبرى والميادين العامة وفوق الكبارى، ورجال المرور مختفون من مناطق عديدة بشكل يدعو للريبة، والبلطجة سمة أساسية لمصر قبل وبعد 25 يناير، الفارق أنه قبل الثورة كان هناك من يدير البلطجية ويوجههم، ويستخدمهم فى بعض المناسبات مثل الانتخابات أو المظاهرات، أما بعد الثورة، فيتم استخدامهم طوال ال24 ساعة يوميا، فى غياب تام لرجال الأمن الذين يتحملون الجزء الأكبر من مسئولية صناعة البلطجة فى مصر. أما الوقود والخبز فهما نتاج انعدام ضمير بعض ضعاف النفوس من أصحاب المخابز، ومسئولى المستودعات مع انعدام الرقابة التموينية، بخلاف الانقطاع الدائم للكهرباء، وانتشار المظاهرات الفئوية وقطع الطرق فى جميع أنحاء مصر تقريبا، والجميع يردد: «بركات مرسى». من أجل ذلك أعتقد أن الوعود الخمسة التى قطعها «الرئيس» على نفسه هى أكبر أخطائه، لأنه وعد بحل مشاكل فى 100 يوم لم يستطع سابقه إيجاد أى حلول لها فى 30 عاما، وعندما تنتهى المهلة المحددة لن تخرج الصحف بمانشيتات تقول: «وعد فأوفى»، كما كان يكتب المستفيدون للمخلوع كذبا. وكان يجب على الرئيس أن يبدأ عمله بتشكيل حكومته التى لم ينته منها حتى كتابة هذه الكلمات، ورغم أنه ربما يكون وراء ذلك خلافات بينه وبين العسكر، إلا أن التأخير ترك انطباعات لدى الكثيرين بأن «مرسى» إما ضعيف أو بطىء، وكلتا الصفتين لا يجب أن يتسم بهما أى قيادى فى أى موقع، فما بالنا بقمة الدولة، فضلا عن أنه من المعروف أن السياسى يختار فريقه حتى ولو على الورق قبل أن يفكر فى ترشيح نفسه للرئاسة، أما فى حالة «مرسى» فكل يوم نسمع عن مرشحين، ولا نقرأ تكليفات، ولا تزال حكومة كمال الجنزورى هى التى تدير رغم أنها لم تحقق أى شىء ملموس طوال الشهور الماضية، لذلك على الرئيس الانتهاء سريعا من تشكيل حكومته، رغم أنف العسكر، وتكليفها بمهام محددة يمكن محاسبتها عليها، لأن هذه الحكومة التى يفرضها «المشير والفريق» على الناس منذ شهور عديدة لم تفعل خلالها شيئا، ولن تفعل وإن استمرت 100 عام، وإلا فعليه أن يعد نفسه من الآن لعنوان: «فشل برنامج ال100 يوم».