فاز الصديق ضياء رشوان بمنصب نقيب الصحفيين عن جدارة وحصل على 1280 صوتاً، فى حين حصل منافسه المحترم عبدالمحسن سلامة على 1015 صوتاً من أصل 2339 شاركوا فى التصويت، وهى نسبة تصل إلى حوالى ثلث الجمعية العمومية. كما فازت مجموعة من الأسماء الشابة اللامعة فى مجلس النقابة مثل خالد البلشى وحنان فكرى وأسامة داوود، لتزيد نسبة تمثيل المرأة فى مجلس نقابة الصحفيين إلى اثنين، بعد أن اعتادت على وجود تمثيل مشرف لها بسيدة واحدة، أو بمجلس كله من الرجال، وهى رسالة شديدة الإيجابية أن تزيد نسبة تمثيل المرأة فى نقابة الصحفيين فى ظل مناخ يقصى المرأة ويهمش المسيحيين، خاصة أن فوزهما جاء بانتخابات حرة وليس عن طريق تعيينات الرئيس أو انتظار الفرج على قوائم الأحزاب. والحقيقة أن هذه المعركة جاءت هادئة وربما باردة مقارنة بكل انتخابات النقابة التى شهدتها، فنسبة المشاركة كانت أقل من الانتخابات السابقة التى نافس فيها «رشوان» على منصب النقيب بقوة، ودخل فى إعادة مع أحد شيوخ المهنة وهو الأستاذ مكرم محمد أحمد، ونجح فى إدارة معركة كبيرة بالمعنى الجيلى والسياسى والمهنى، ولم يوفق فى الإعادة بعد أن تكتل رؤساء تحرير الصحف الحكومية من أجل إسقاطه، وهتف شباب الصحفيين معه « كنا شباب بنواجه دولة». وجاءت المعركة التالية بين يحيى قلاش وممدوح الولى، وقبل «رشوان» ألا يترشح لصالح الأول، نتيجة تقدير غالبية رموز تيار الاستقلال بأن فرص قلاش أكبر، رغم أنه كان يرى أن فرصته أكبر لأنه من الأهرام وأن معركة النقيب تحتاج لمرشح ينال دعم قطاع مؤثر من صحفيى المؤسسة الأكبر فى مصر. فاز «الولى» المدعوم من الإخوان المسلمين بعد معركة محترمة لم يحدث ما يعكر صفوها، على عكس ما جرى فى اجتماع الجمعية العمومية الأول من اعتداء مشين على الرجل لا يمكن قبوله ولا تبريره. إن فوز ضياء رشوان فى هذه الانتخابات هو تتويج لمحاولات متعثرة سابقة، وأيضا رسالة فيها احترام لآراء التيار الذى ينتمى إليه، فقد قبل منذ عامين بسعة صدر أو على مضض أن يكون مرشح التيار المدنى أو تيار الاستقلال النقابى المخلص يحيى قلاش، وهى رسالة فى غاية الأهمية لكثير من رموز التيار المدنى، الذين يتوقف دعمهم لأى فكرة أو أى انتخابات على موقعهم فيها، فإذا كانت لصالحهم فهم يدعمونها وإذا كانت ليست فى صالحهم فهم يرفضونها، وأن كثيراً من الناس خسروا تياراتهم السياسية وصداقاتهم التاريخية لمجرد أن تيارهم لم يرشحهم فى انتخابات أو لم يتفق معهم فى موقف، وقد فعل رشوان العكس فى الانتخابات السابقة ففاز فى الانتخابات التالية. أمام النقيب الجديد مهام صعبة، فعلى المستوى المهنى تحتاج المؤسسات الصحفية والإعلامية إلى تطوير شامل وارتقاء مهنى بمستوى الصحفيين وتطوير مهاراتهم وأدواتهم الصحفية، واعتبار حرية الرأى والتعبير من المبادئ الأساسية التى لا يجب مسها أو الالتفاف عليها داخل الجماعة الصحفية وداخل المجتمع المصرى. كما أن المؤسسات الصحفية الحكومية فى حاجة إلى أن تصبح مؤسسات خدمة عامة، مثلما هو الحال فى كثير من التجارب الديمقراطية، وليست مؤسسات تابعة للحكومة ولوزير الإعلام، كما أن هناك ضرورة للاجتهاد فى وضع ما يعرف بالمنظم (regulator) لعمل المؤسسات الإعلامية الخاصة، أى كود مهنى يمثل بديلاً للكود الأمنى الذى ساد فى العصور السابقة. مهمة النقابة صعبة ولكن ليست على نقيب ونقابيين يقدرون طبيعة الظرف السياسى والنقابى الذى تمر به البلاد. كل التمنيات بالتوفيق والنجاح ومبروك للجميع. نقلا عن المصرى اليوم المزيد من أعمدة عمرو الشوبكى