السعادة في الدنيا والآخرة.. علي جمعة يوضح كيفية الحصول عليها

السعادة في الدنيا والآخرة.. كشف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، عن سببين للسعادة في الدنيا والآخرة.
وقال « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» إن الصدق خلق إسلامي فاضل، اتفق العقلاء على مدحه وذم نقيضه وهو الكذب، منوهًا: كفى بالصدق مدحا أن يدعيه من ليس أهله، وكفى بالكذب ذما أن يتبرأ منه من هو أهله.
و أضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الله - سبحانه وتعالى- أرشدنا إلى التمسك بهذا الخلق الفاضل في كتابه الكريم، وفي سنة رسوله العظيم -صلى الله عليه وسلم-، في نصوص أكثر من أن تعد.
و نبه أن الصدق واجب بإجماع المسلمين والنصوص الآمرة به كثيرة جدا، كما أن الكذب حرام بالكتاب والسنة، وهو من أقبح الذنوب وفواحش العيوب، وإجماع الأمة منعقد على تحريمه مع النصوص المتظاهرة على ذلك.
واستشهد في كلامه بما روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله: « طوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب».
وذكر ما ورد عن صفوان بن سليم من قوله: « قيل للنبي ﷺ: أيكون المؤمن جبانا ؟ قال : نعم . قيل : أفيكون بخيلا ؟ قال : نعم، قيل : أفيكون كذابا ؟ قال : لا».
واستند أيضًا إلى ما روى عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال : « سمعت رسول الله ﷺ يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وأن الكذب ريبة».
وأفاد أن الصدق نجاة وقوة؛ لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل؛ لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس، ويخشى نقص صورته أمام الناس، فهو بعيد عن الله.
وأبان أنه قيل في منثور الحكم : الكذاب لص ؛ لأن اللص يسرق مالك ، والكذاب يسرق عقلك، مشيرًا إلى قول بعض الحكماء : " الخرس خير من الكذب وصدق اللسان أول السعادة" .
وتابع أن الصادق مصان خليل ، والكاذب مهان ذليل، وإنما يكذب الكذاب لاجتلاب النفع واستدفاع الضر، فيرى أن الكذب أسلم وأغنم فيرخص لنفسه فيه اغترارا بالخدع ، واستشفافا للطمع .
وواصل أنه الشارع نهى أن يحدث المرء بكل ما سمع؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ: « كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع».
واستكمل " نحن نعيش في هذا الزمان الذي يموج بالفتن، وقد كثر الكذب علينا، ومن حولنا، ووقع كثير من المسلمين فيه، وما يحدث حولنا من أحداث يبين أن الكذب الذي هو ضعف وذل، أصبح لغة من يملكون القوة، ومن يملكون تدمير من هو أضعف منهم".
واختتم : فنحن نعيش في زمان رهيب، وإن تخلينا عن أخلاقنا الفاضلة وعن الصدق سوف نذوب في هذا العالم الغريب، ولذلك ينبغي للمسلم أن يتذكر دائما ما طلبه الله منه في كتابه وعلى لسان نبيه ﷺ ، من التزام الصدق والنزاهة حتى يغنم بسعادة الدنيا والآخرة.