تعد صناعة الفخار بواحات الوادي الجديد من أهم الصناعات اليدوية التى ورثها الأبناء من الأجداد، ولكن الحداثة والتطور الحضاري الذي جاء بالتكنولوجيا والتقدم العلمي جار على تلك الحرفة وسلبها حق الاستمرار لتواجه شبح الانقراض مع صناع قضوا أعمارهم في تخليدها متجاوزين كل الصعوبات التي لم تنجح في إسدال الستار على هذا التراث التاريخي لأهل الواحات. يقول زيدان ابو عبدالله صاحب فاخوره والذي ورث مهنة صناعة الفخار أبًا عن جد، إن صناعة الفخار تعد من الموروثات الواحاتية التي يفتخر بها أهالي الواحات حتى الآن؛ لأنه باستخدام أدوات بسيطة وعجينة من الطين يمكن تشكيلها وتحويلها لأشياء لها قيمة، فمن الطين الممزوج بالماء وعبر الأفران تصنع الأواني الفخارية للطهي وللزينة كما تصنع المزهريات والتماثيل التي تحاول أن تبقى على قيد الحياة ليفتخر بها أهالي الواحات على مر الزمن، وكانت تلك المنتجات والأواني الفخارية لا غنى عنها داخل كل منزل واحاتي. وأوضح زيدان أبو عبدالله أن الصناعة تعتمد بشكل أساسي على الطين ومن أفضل أنواعه الأسمر والأحمر والأبيض الموجود بالبيئة الواحاتية ، لافتًا إلى أن صناعة الفخار تمر بثلاث مراحل، تبدأ بالطفلة الطينية , حيث يتم وضعها في الماء وتجميدها، وبعدها يتم تشكيلها حسب النوع المراد صناعته ليعرض لأشعة الشمس استعدادًا لعملية الحرق والتماسك بالأفران لتتم زخرفتها بعد ذلك سواء بالنقش أو الصب في قوالب. وأشار إلي أن صناعة الفخار حاليًا تصارع من أجل البقاء، بسبب الحداثة والتطور التكنولوجي الكبير الذي تشهده الحياة في هذه الآونة، وعدم اهتمام المسئولين بالصناعات اليدوية، إلى جانب ضعف العائد المادي، في مقابل ارتفاع أسعار المواد الخام. وأوضح أن صناعة الفخار من الحرف اليدوية التقليدية التي اهتم بها أبناء الواحة منذ القدم، وكانت المحافظة معزولة عن العالم ولم تصل إليها الصناعات الحديثة حتى وقت قريب، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الخام وقلة العائد المادي أدى إلى عزوف الكثير عن هذه الصناعة، في ظل إهمال الدولة لتلك الصناعة وسط هذا التطور التكنولوجي الجم. وأكد محمد فتوح أحد أعضاء الجمعية الفئوية للصناعات الحرفية، أن صناعة الفخار تعتبر صناعة تقليدية وتراثية ويجب ألا يتجاهلها المسئولون، لأنها تحظى باهتمام العديد من الوفود الأجانب من مختلف الجنسيات عند رؤيتهم لتلك المنتجات أثناء زيارتهم من الحين للآخر للمحافظة, فضلا عن تميز صناعة الفخار دون غيرها أثناء عرضها في المعارض المحلية والإقليمية. وناشد محمد فتوح، المسئولين بالمحافظة بضرورة تنمية تلك الصناعات وتطويرها، وفتح باب التسويق من خلال المعارض داخل المحافظة وخارجها، حتى لا تنقرض تلك الصناعات. وطالب خالد حسن مدير هيئة تنشيط السياحة الإقليمية بالمحافظة, رجال الأعمال والجمعيات الأهلية بتبني صناعة الفخار والصناعات اليدوية لتنميتها وتطويرها، على أن تكون مسؤولة عن تسويق منتجاتها من خلال المعارض التسويقية داخل المحافظة وخارجها، كونها تمثل تراث بيئي لأهل الواحات .