عاش سكان الواحات في الماضي حياة صعبة ممزوجة بالمعوقات والمشكلات, ولذلك نجحوا في التغلب عليها من خلال الاعتماد علي الخامات البيئية في المأكل والمشرب والملبس وحتي أدوات الطهي, وكان الخزف والخوص والسجاد والفخار علامة فارقة في حياتهم المعيشية سواء في الاستخدام او النواحي الاقتصادية, حيث كانت الأسر الواحاتيه طوال التاريخ يعملون في صناعة الخوص من المستخرج جريد النخيل ومنتجاته. وأكد أحمد عبد المنعم موجه بالتعليم بالخارجة, أن سكان الواحات كانوا يعتمدون في حياتهم البسيطة علي صناعة الخوص من جريد النخيل وصناعات اخري للتخزين ووسائل للتنقل وخلافة, وكانوا يجهزوها ليأخذوا منها احتياجاتهم وكان المتبقي يقومون بتسويقه لبعض الناس الذين كانوا يأتون إليها من محافظات الصعيد المجاورة عبر القطار الذي كان يربط نقادة بمحافظة قنا بالخارجة, وكذلك الفخار.. الذي كان الأهالي يصنعونه من الطين الأسود المتوافر بالواحات من أواني الطهي والشرب, كما كانوا يأخذون احتياجاتهم منها ثم يقومون بتسويق المتبقي منها. ويضيف عبد المنعم أن الأواني الفخارية التي كانت تصنع لحفظ المياه للشرب كانت صحية جدا وبعيدة عن أي ملوثات كما يحدث اليوم وكانت هذه الأواني تجعل المياه مبردة رغم عدم وجود ثلاجات ومبردات وخلافة ويضيف عبد الحميد محمد من سكان حي المروة بالخارجة بأن الأبناء والأحفاد اخطأوا في ترك هذه الصناعات لأنها وسائل نجاح ومطلوب عدم تركها لأنها حاليا في دور الاندثار وهذا شيء غير مجد ومطلوب تدخل أجهزة المحافظة في إعادة هذه الصناعات من خلال استغلال ممن لديهم الخبرة سواء رجال أو سيدات لإحياء هذه الصناعات وتعليم صغار السن هذه الحرف حتي لا تندثر. ونوه عبد الحميد إلي أن هذه الحرف حال عودتها مرة أخري بشكل متطور يواكب التقدم والتكنولوجيا ستكون عاملا حاسما في توفير فرص العمل للشباب بشرط أن تكون الحكومة مسئولة مسئولية مباشرة عن تسويق منتجاتها من جانبه أوضح صلاح حسان مدير عام الثقافة بالمحافظة بان الواحات بها وحدة لتعليم الفتيات والشباب علي الحرف المختلفة والتي عاش عليها الأجداد من سكان الواحات لفترات طويلة,مؤكدا أن وزارة الثقافة تهتم اهتماما كبيرا بوحدة الخزف بالخارجة التي تدرب اعدادا كبيرة من المواطنين, فضلا عن الحرص علي دعم الصناعات والمنتجات المحلية من أجل حمايتها والحفاظ عليها من الاندثار.