- ضباط لكن شرفاء" : حرق مقرات "الإخوان" وامتناع الضباط عن حراستها أطاح ب "وزير الداخلية" - مساعد وزير الداخلية الأسبق: الخلاف مع أبو إسماعيل وأحداث الاتحادية وراء الإطاحة بجمال الدين - البسيوني يطالب "قنديل" بالكشف عن أسباب إقالة وزير الداخلية أحمد جمال الدين .. اللواء الذي ارتبط عهده بالقبض على حارس خيرت الشاطر القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك هو الاسم الذي ارتبط بالسياسي حازم صلاح أبو إسماعيل.. اللواء أحمد جمال الدين يهوي من فوق قمة وزارة الداخلية و يبعد بعيداً خارج أسوارها بأمر وزاري.. أثار هذا التغيير تساؤلات عديدة، أهمها على الإطلاق العبارة التالية: لقد تم إبعاده إرضاءً للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل. لكن بالبحث و التنقيب كان لقيادات جهاز الداخلية رأي آخر.. يعرضه "صدى البلد" في السطور التالية... يؤكد العقيد الدكتور محمد محفوظ المنسق المساعد لائتلاف ضُبّاط لكن شُرفاء، أن حرق مقارات جماعة الإخوان المسلمين وامتناع عدد كبير من الضباط عن تأمينها كان السبب الأصيل لتغيير وزير الداخلية الأخير اللواء أحمد جمال الدين. وقال المنسق المساعد لائتلاف ضُبّاط لكن شُرفاء، في تصريح ل"صدى البلد": "إن عددا كبيرا من ضباط الأجيال الوسطى والحديثة امتنعوا عن حراسة مقارات الجماعة وهذا كله ثابت في اجتماعات موثقة، ورفضوا أن يكونوا طرفاً في اللعبة السياسية بحماية الحزب الحاكم كما حدث في السابق، حيث أدركوا أنهم أول الخاسرين في مثل هذه المعارك خاصة بعد خسارتهم الكبيرة في 25 يناير 2011". وأضاف: أن هذه الواقعة إلى جانب ما حدث من خلاف بين وزير الداخلية والسياسي حازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره كلها خلقت داخل "السلطة الحاكمة" نوعاً من عدم الارتياح لوزير الداخلية وأطاحت به. واستبعد العقيد الدكتور محمد محفوظ، أن يكون التغيير قد تم لإجراء إصلاح في هيكل وزارة الداخلية، وقال في هذا الشأن: لو كان كذلك لرأينا وزيراً جديداً "مدنياً" أو "حقوقياً"، لكن ماحدث أنه تم تعيين وزير ينتمي لنفس مدرسة السابق والذي قبله.. وهي المدرسة ذاتها المسئولة عن انهيار وزارة الداخلية، وأصبحت الآن غير قادرة على إعادة هيكلتها، لافتاً إلى أن الوزارة قد أصبحت أداة في يد السُلطة. وأيد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، ما سبق، حيث قال إنه "لم يكن من المنتظر أي تغيير وزاري في هذا الوقت، خاصةً أن البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية، والتغيير في هذا الوقت الحرج يمثل خطراً لأن الوزير الجديد لا يملك أدوات العمل لتأمين الانتخابات وبالتالي قد يؤثر ذلك سلباً على تأمين المرحلة"، لافتاً إلى أن "التغيير الذي يتم بهذه الصورة يخلق حوله الكثير من علامات الاستفهام". وأضاف نور الدين، في تصريحات خاصة، أن "الحالة الأمنية تستدعى تغيير وزير الداخلية، لا سيما وأن اللواء أحمد جمال حقق إنجازات خلال فترة توليه الوزارة تُذكر له وعلى رأسها القضاء على عدد كبير من البؤر الإجرامية من بحيرة المنزلة". وأرجع نور الدين سبب تغيير وزير الداخلية بسبب ما نُسب إليه من عدم حماية مقار الإخوان المسلمين وقصر الاتحادية يوم الثلاثاء المشهور إعلاميا بموقعة الاتحادية. وأضاف: "كذلك لعبت الخلافات بينه وبين السياسي حازم صلاح أبوإسماعيل والمشادات بين أنصاره وبين قيادات في الداخلية في حادث قسم الدقي ومهاجمتهم لمقر حزب الوفد، كلها قد تكون لعبت دوراً كبيراً في الإطاحة بالوزير". ومن جانبه طالب اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق رئاسة الجمهورية و رئيس الحكومة د. هشام قنديل بالإعلان فوراً عن أسباب إقالة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية المستبعد من التغيير الوزاري الأخير. وقال في تصريح ل"صدى البلد": "عليهم أن يعلنوا هل تم استبعاده بناء على رغبته الخاصة أم من أجل تقصيرِ حدث في عهده أم أن استبعاده جاء على سبيل "التصفية" بعد المشكلات التي نشبت بينه وبين السياسي حازم صلاح أبو إسماعيل، لافتاً إلى أن الإعلان عن الأسباب سيغلق باب الشائعات وسيقطع الشكّ باليقين. وتابع: الأمور تبدو معتمة لاسيما وأن الوزير الذي تم استبعاده كان رجلاً يبذل جهداً جباراً ومضنياً ورائعاً وكان يوجه القيادات تحت يديه بأقصى درجات ضبط النفس ولا أحد يستطيع إنكار ذلك. وأضاف أن الإعلان عن الأسباب سيصب في صالح الوزير الحالي حتى لايعمل بأيد مرتعشة متخوفاً من أي موقف يمكن أن يطيح به هو الآخر. وأشار البسيوني إلى أن طلب الافصاح عن أسباب إقالة جمال الدين ليست تقليلاً من الوزير الجديد و إنما هو أيضاً من خيرة أبناء الداخلية و لا يختلف عن سابقه في شيء.