أكد الكاتب ميلاد حنا، في كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» على ثراء وتنوع النسيج المجتمعي المصري في إطار الوحدة الوطنية الجامعة لكل المصريين، موضحا أن هذه الأعمدة السبعة تتمثل في: الانتماء الفرعوني، والانتماء اليوناني-الروماني، والانتماء القبطي، والانتماء الإسلامي والانتماء العربي، وانتماء مصر للبحر المتوسط ، فضلاً عن انتمائها الأفريقي. ويثبت كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» الذي يحتفل به منتدى شباب العالم اليوم في هدوء وعقلانية، ضرورة التعايش المشترك وتأكيد الوحدة الوطنية. «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» كتاب موجه للعقل والوجدان لأن موضوعه هو حب الوطن، ويهدف إلى الوحدة الوطنية وهي القضية التي كرس لها ميلاد حنا حياته، واعتمد مؤلفه في كتابته على نتائج كثير من الدراسات التاريخية والدينية والاجتماعية والنفسية عن مصر والمصريين. ويرى ميلاد حنا إن شخصية مصر تتكون من أربعة رقائق أو أعمدة حضارية وثلاثة رقائق جغرافية، يعد الانتماء الفرعوني أول الأعمدة التي تقوم عليها الشخصية المصرية، حيث يعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة في القدم، وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ، أسست أول دولة وتوصلت إلى فكرة التوحيد ووجود حياة أخرى بعد الموت والبعث من جديد والحساب، بينما يتمثل العمود الثاني للشخصية المصرية في الانتماء للعصر اليوناني والروماني، فقد أثرت حضارة اليونان في مصر ونقل اليونانيون الكثير عن الحضارة الفرعونية، واستفادت مصر من الأبجدية الإغريقية واندمجت مع اللغة المصرية القديمة لتظهر بعد ذلك اللغة القبطية والتي تكونت تدريجيًا قبل ظهور المسيحية بعشرات السنين، وأصبحت مصر ولاية رومانية ودخلت المسيحية، ومن ثم فإن مصر غيرت ديانتها من الفرعونية القديمة إلى المسيحية وبذلك غيرت مصر ديانتها ولغتها في وقت متقارب. يأتي بعد ذلك العمود الثالث للشخصية المصرية وهو الانتماء القبطي، والذي تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، حيث ابتكرت مصر فكرة الرهبنة، ولعبت الكنيسة المصرية أدوارًا بالغة الأهمية في نشر المسيحية وصياغة الفكر المسيحي وتأكيد استقلال الكنيسة وابتعادها عن السياسة فهي كما يقول كنيسة مناضلة لا تبغي السلطة، فيما يقوم العمود الرابع للشخصية المصرية على الانتماء للإسلام كدين وثقافة وقد حدث مزج وتداخل بين المسيحيين والمسلمين يمثل ركيزة للرقيقة الحضارية المهمة والأخيرة من رقائق الحضارات الأربعة التي صاغت شخصية مصر، حيث كان دخول الإسلام لمصر مختلفًا عن دخوله كثير من البلاد الأخرى إذ لم يكن غزوًا أو فتحًا بحد السيف، ومع ذلك حدثت توترات، وصدامات سرعان ما اختفت واستمر العيش المشترك، وظهرت علاقة قوية بين تحول المصريين من المسيحية إلى الإسلام وبين استخدام اللغة العربية بدلًا من القبطية. وبعد ذلك ينتقل "ميلاد حنا" إلى الأعمدة أو الرقائق الجغرافية فيبدأ بالعمود الخامس وهو انتماء مصر العربي، حيث كان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية. أما العمود السادس للشخصية المصرية فهو بعد جغرافي يرتبط بانتماء مصر الأصيل للبحر المتوسط فأغلب الحضارات التي مرت على مصر جاءت عبر المتوسط، وهي علاقة جدلية اتخذت أبعادًا جديدة في العصور الحديثة بعد الحملة الفرنسية على مصر عام 1798. ويتمثل العمود السابع في انتماء مصر جغرافيًا وحضاريًا لأفريقيا عبر نهر النيل وتيارات الهجرة الوافدة على مصر عبر التاريخ.