* عامر: نمضى بثبات نحو تعليم وتدريب أطباء مصر لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين * سلامة: انخفاض الخصوبة بسبب التلوث والإلكترونيات والعادات الخاطئة * الأمل فى الوعى والتقنيات الجديدة أوصى المؤتمر الدولى الخامس للخصوبة والعقم بالاهتمام بالتعليم والتدريب الطبى المستمر على ما يستجد من تقنيات التشخيص والعلاج، خاصة فى مجال الخصوبة والعقم وتأخر الإنجاب والعمل على تجنب أسباب الإجهاض المتكرر فى عمليات الحقن المجهري باتباع بروتوكولات التشخيص والعلاج المستحدثة والتى حققت نتائج إيجابية فى مستشفى آدم الدولى. جاء ذلك فى نهاية فعاليات المؤتمر الذى اختتم أعماله مساء اليوم، السبت، بمدينة شبين الكومبالمنوفية تحت شعار "تأخر الإنجاب نظرة شاملة لعلاج الزوجين" بتنظيم الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، وبالتعاون مع مستشفى آدم الدولي للخصوبة والعقم، وتحت رعاية وكلاء وزارة الصحة ونقباء الأطباء لوسط الدلتا بمحافظتي المنوفية والغربية، وبحضور أكثر من 350 طبيبا وخبيرا عالميا ناقشوا أحدث أساليب علاج تأخر الإنجاب وتقنيات الحقن المجهري التي أثبتت كفاءتها معمليا لحدوث الحمل. أعرب الدكتور مدحت عامر، أستاذ الذكورة والعقم بطب قصر العينى ورئيس الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، عن سعادته بالتعاون مع جامعة المنوفية وجامعات وسط الدلتا لعقد هذا المؤتمر، وهو التعاون الذى أثمر عن حضور كبير للأطباء والمتخصصين، والذى يعد الأكثر على الإطلاق منذ انعقاد هذه المؤتمرات، مؤكدا أن الجمعية ماضية بحماس فى تنفيذ البروتوكول المقرر لنقل الخبرات والتجارب الناجحة لجميع أطباء مصر فى كل الأقاليم. وقال رئيس مجلس إدارة مستشفى آدم الدولي إنه بات من المؤكد علميا الفوائد العديدة للعلاقة الحميمية، ومنها حرق السعرات الحرارية وخفض ضغط الدم وتحسين القدرة على الاسترخاء والنوم ورفع كفاءة الجهاز المناعي، فضلا عن زيادة الود والحميمية بين الطرفين وما ينجم عن ذلك من إنتاج السرور والسعادة وتحسين النشوة. وأضاف عامر أن السائل المنوي الناتج عن هذه العلاقة يحتوي على فيتامينات أساسية ومعادن لها تأثير إيجابي وسحري على نضارة الجلد ومقاومة التجاعيد بما يحويه من أحماض أمينية تعمل على تجديد خلايا الجلد، كما ثبت أن للسائل المنوي تأثيره السريع والفعال كمضاد للاكتئاب واعتدال المزاج وتقليل أعراض متلازمة آلام الحيض، فضلا عن احتوائه على بروتين يساعد على تغيير الجهاز المناعي لبطانة الرحم لتقبل عملية زرع الأجنة، وهو ما يمنح فرصا أفضل لتجنب فشل إحداث الحمل المجهري وتقليل نسب حدوث الإجهاض فيما بعد وتقليل وتسهيل حدوث الولادة الطبيعية لاحتوائه على مركبات البروستا جلاندين التي تعمل على تهيئة عنق الرحم، وكذلك يعمل السائل المنوي على تقليل حدوث ما قبل الارتجاع وتسمم الحمل. وأكد أن الخبراء تناولوا بالبحث والدراسة خلال المؤتمر واحدة من أهم المشكلات التي تواجه نجاح الحمل المجهري والخاصة بزيادة نسبة تجلط الدم لتجنب تأثيرها السلبي على كفاءة انغراس الأجنة في الرحم، موضحا أن انغراس الأجنة في بطانة الرحم يتطلب قدرا كافيا من سيولة الدم ليسمح بامتداد جذور النطاف ونموها بصورة طبيعية. وقال إنه تم اعتماد بروتوكول للتشخيص وعلاج حالات زيادة معدلات تجلط الدم من خلال إجراء بعض التحاليل للنساء اللواتي فشل معهن الحقن المجهري وكذلك في حالات الإجهاض المتكرر وتشمل هذه التحاليل بعض الأجسام المضادة ورصد خلل العوامل غير المرئية للتجلط ليتم على أثر ذلك إعطاء الجرعات المناسبة لكل حالة لاستعادة المعدلات الطبيعية والمطلوبة لسيولة الدم، مشيرا إلى أن هذه التحاليل التشخيصية تتم قبل البدء في تحضير عملية الحقن المجهري الجديدة أو قبل حدوث حمل في حالات الإجهاض المتكرر. وأضاف عامر أن أبحاث المؤتمر تناولت أحدث طرق علاج تكيسات المبيض، واتفق الخبراء على تجنب التدخل الجراحي قدر المستطاع، خاصة مع تطور أمان وكفاءة العقاقير المحفزة للمبايض ودون تعرضها لفرط التنشيط مع تناول أغذية علاجية تعمل على استعادة التوازن الهرموني وتحسين استجابة المبيض للعلاج، موضحا ضرورة التشخيص المبكر لاكتشاف المبيض عالي الاستجابة للتنشيط المفرط، وهو ما يساعد على مرونة التعامل بطرق مبتكرة في بروتوكول علاجي يمنح مزايا عديدة من أهمها الحصول على بويضات عديدة وجيدة دون فرط التنشيط.. فضلا عن استخدام أنواع معينة وحديثة لحقن تفجير آمنة، كما يساعد على تجنب المشكلة أيضا التقدم الهائل في طرق تجميد الأجنة الذي منح الأطباء فرصا أفضل في عدم نقل الأجنة خلال نفس دورة التنشيط وهو ما كان سببا في الماضي لفرط التنشيط. من ناحيته، أكد الدكتور محمد سلامة جاد، نقيب أطباء المنوفية ووسط الدلتا وعضو مجلس نقابة أطباء مصر ومقرر اللجنة الوزارية، أن انعقاد المؤتمر الدولى بالمنوفية إضافة قوية لخبرات الأطباء والباحثين والدارسين، وهو ما كان سببا فى الإقبال الكبير على حضوره للاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية فى مجال الخصوبة والذكورة والعقم والتى تناولت موضوعات غاية في الأهمية للارتقاء بالخدمة الطبية التى تقدم للمواطنين وتحقيق آمالهم فى الإنجاب باتباع الوسائل المتطورة فى التشخيص والعلاج والتخلص من الوسائل القديمة ونشر الوعى لتجنب العادات والممارسات الخاطئة ذات التأثير السلبى على خصوبة الجنسين. وقال جاد إن المؤتمر تناول فى جلساته الطرق الجديدة والمبتكرة للتشخيص والعلاج فى مجال الخصوبة بما في ذلك التقنيات المستخدمة فى الجراحة والمختبرات لضمان إنجاح الحمل وتحقيق آمال الزوجين فى الإنجاب، مشيرا إلى انخفاض معدلات الخصوبة بصفة عامة على مستوى العالم وما له من تأثير على تزايد حالات الإجهاض المتكرر وتأخر الإنجاب، مرجعا السبب إلى سلبيات العصر الحديث من تلوث وانخفاض القيمة الغذائية للوجبات السريعة التى اصبح نمط تناولها الأكثر شيوعا، فضلا عن الوسائل التكنولوجية والأجهزة الإلكترونية التى تعمل على اختلال الهرمونات وتلف أجهزة جسم الإنسان وإضعاف خصوبته، وكذلك الأنماط الضارة للملابس التى تلحق أضرارا بالأجهزة التناسلية للذكور والإناث بسبب ضيقها وارتدائها لفترات طويلة. وأضاف أن تقارير منظمة الصحة العالمية أفادت بأن المعدل المقبول لخصوبه الرجل على سبيل المثال يجب معايرته بما لا يقل عن 14 مليون حيوان منوى فى العينة، وهو رقم ضئيل للغاية مفارنة بما أوردته المنظمة قبل 30 عاما، وهو ما كان يقدر حينها بما بين 80 و120 مليون حيوان منوى فى العينة. وأكد أن العادات الاجتماعية التى تسببت فى تأخر سن الزواج، خاصة فى المدن تعد من أهم أسباب تأخر الإنجاب وانخفاض الخصوبة نتيجة إصابة المبايض والحيوانت المنوية بالشيخوخة المبكرة، مشيرا إلى أن الأبحاث الجارية والتقنيات الحديثة فى التشخيص والعلاج هدفها الحد من كل هذه الآثار السلبية، لذلك من الضرورى إطلاع الأطباء وتدريبهم عليها فى جميع المحافظات. ودعا إلى استمرار مستشفى آدم الدولى والجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية بالمضى قدما فى عقد مؤتمراتها التدريبية والتوعوية لما لذلك من آثار إيجابية كبيرة على مستقبل الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين وفاعليتها، فضلا عن توفير الجهد والوقت والأموال. من جانبه، أكد الدكتور وليد حامد أبو يوسف، سكرتير الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، أهمية التشخيص المبكر لأسباب ضعف التبويض أو عدم استقرار معدلاته لتلعب خبرة الطبيب دورها بعد ذلك في اختيار البروتوكول العلاجي الأنسب للحالة بإعطاء أدوية التنشيط المتوافقة معها، مشيرا للتطور الكبير في نوعية العقاقير وكفاءة نتائجها العلاجية. وقال المدير الطبي لمستشفى آدم الدولي للخصوبة والعقم إن من الأبحاث العالمية المهمة التي ناقشها المؤتمر ما يخص علاج الأورام الليفية المسببة للعقم، كما يتناول الجديد في الحلول الجراحية التقليدية لإزالة الأورام عن طريق فتح البطن وكذلك الوسائل الحديثة باستخدام المنظار البطني والرحمي، فضلا عن طرق العلاج بحقن الشرايين المغذية للأورام بواسطة القسطرة والتي لا يفضل استعمالها إذا ما كانت الشكوى الرئيسية للحالة هي تأخر الإنجاب. وأضاف أن المؤتمر أوصي بضرورة تخفيض الوزن واتباع برامج غذائية مناسبة وفعالة وممارسة الرياضة لتجنب وتخفيض حدة تكيسات المبيض ومساعدته على الاستجابة للمنشطات، موضحا أنه تم اعتماد بروتوكولات حديثة لإنجاح الحقن المجهري في فترة زمنية أقل من خلال عقاقير حديثة تنتج أكبر عدد من البويضات مع أعراض جانبية أقل، فضلا عن الاستخدامات المتطورة للحضانات الذكية التي تساعد على اختيار أفضل الأجنة وكذلك إجراءات التحليل الوراثي للأجنة قبل نقلها للرحم، وهو ما ساهم في رفع نسبة نجاح الحمل واستمراره. وأكد حامد أنه لا يزال ضعف البويضات أو بطانة الرحم أو الضعف الشديد للحيوانات المنوية أهم أسباب فشل الحقن المجهري من أول مرة، مشيرا إلى أن خبرة الأخصائي تلعب دورها الهام في كل خطوة لتجنب هذه المشكلات، خاصة فيما يخص اختيار أفضل الأجنة وتجميده واختيار التوقيت الأنسب لنقلها لتنغرس بكفاءة في بطانة الرحم، قائلا إن هناك العديد من الأجهزة المتطورة تساعد حاليا علي نمو الأجنة في المعمل بكفاءة وبسرعة بعد اختيار الأفضل منها ويعزز نتائج إنجاح الحمل المجهري ما طرأ من تطورات لبروتوكولات العلاج لتتناسب مع الحالات الصعبة، خاصة عند ضعف التبويض الشديد.