كانت الإجراءات الأخيرة التى اتخذها النظام السعودى وعلى رأسه الملك سلمان هى الدافع الرئيسي لكتابة ورصد الحالة التى وصل إليها النظام الإقليمى العربى. هذا النظام الذي يواجه تحديات كبيرة اليوم وغدا فى ظل حالات عدم الاستقرار التى تسيطر على الدول العربية منذ يناير 2011 هذا التاريخ الذى يشهد على التغييرات التى طالت بعض القوى الإقليمية العربية وساهمت فى وجود حالة من الانقسام. صحيح أن النظام الإقليمى العربى يعانى من عدم الفاعلية ونقص التعاون والانقسام ويكفى للتدليل على ذلك الموقف العربى الباهت من القضية الفلسطينية وأقصد هنا تباين الرؤى حول القضية الأولى فى الشأن العربى الذى يعانى من... ظروف وأجواء صعبة للغاية على المستوى الإقليمى والدولى. وتعانى الدول العربية من موجة عدم الاستقرار نتيجة الثورات العربية التي حدثت فى عام 2011، ومن قبلها سقوط بغداد وتزايد النفوذ الإيراني في العراق بشكل لا يقبل التشكيك، هذا النفوذ تدعمه رايات مذهبية والمشهد بكامله الآن فى العراق يدعم التقسيم أو على الأقل الولاء التام لإيران التى أصبحت توجد فى كل شبر في الأراضى العراقية وتؤكد ذلك قواتها فى الموصل والرايات السوداء والحمراء التى تعلن الولاء الدينى والمذهبى لإيران الشيعية. ومن قبل العراقلبنان الذى يعتبر رأس حربة للنظام الإيرانى فى المنطقة وجيش حسن نصر الله يؤكد ذلك. وفى الخليج زاد النفوذ الإيرانى فى اليمن من خلال دعم ميليشيات الحوثيين الشيعية حتى مع اندلاع الحرب لم تستطع دول التحالف العربى حسم معركة اليمن حتى الآن تلك البلد العربى الذى يتمتع بأهمية جيو استراتيجية، ولم يتوقف التمدد الإيرانى عند ذلك فقط بل طال المصالح المصرية بمحاولتها الوصول إلى بديل اقتصادى يعطل عمل قناة السويس وتقوم بعمل دراسات لبدائل محتملة لقناة السويس لذلك تسعى للنفاذ إلى البحر المتوسط وكذلك البحر الأحمر للإضرار بمصالحنا وهذا ليس غريبا فى عالم السياسة. الغريب هو عدم الاهتمام بتلك التحركات الميدانية التى تعلن وبوضوح عن مطامع إيرانية فى دولنا العربية ويجب ألا ننسى نفوذها المتزايد فى سوريا وحفاظها ومعها روسيا على بقاء الأسد ونظامه حتى الآن. لذلك فالتحديات أمام الدول العربية وخاصة دول الخليج أراها صعبة وممتدة وخاصة مع وجود دعم إقليمى ودولى يمول ويدعم عدم الاستقرار الذى من شأنه تدعيم التواجد الدولى فى دولنا العربية ....وما أن يحدث ذلك ولا أتمنى حدوثه مطلقا تصبح السيادة العربية منقوصة ولذلك ينبغى التكتل وعدم الالتفات كثيرا لما يفرقنا ودعم واتخاذ القرارات التي تدعم الاستقرار لأن المستقبل قد يحمل نيران صراع مذهبى. ولابد من دعم القوى الإقليمية العربية وخاصة السعودية ومصر حتى تكون درعا وسيفا أمام كل محاولات النيل من الأمن القومى العربى الذى أصبح على المحك فى ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة لأن تلك الظروف التى تفرض واقع التعاون الخليجي والعربي الآن قبل أى وقت سابق.