أغلق مقهى "جروبي" بوسط البلد أبوابه أمام الزبائن منذ عامين تقريبًا، وذلك من أجل تجديده، ولكن الإهمال طاله من كل اتجاه، ولم يتغير به إلا جدرانه ولافتته التي حطمها الإهمال من كل اتجاه، فأصبحت كالبيت المهجور. كاميرا "صدى البلد"، رصدت مدى الإهمال الذي طال أشهر وأعرق مقاهي القاهرة، "جروبي" الذي يحمل بين طياته ذكريات أجيال منذ تأسيسه قبل أكثر من 120 عاما. ويظهر مقهى "جروبي" الذي يطل على مشهد بانورامي جميل بميدان طلعت حرب، في أسوأ حالاته، حيث تحولت أركانه لبيوت عنكبوت، وأغلقت أبوابه بأقفال وسلاسل، وتساقطت كل الأشياء الجميلة من ديكورات شاهدة على تاريخه. يقول عم سعيد، أحد سكان عمارة جروبي: "الكافيه أغلق منذ عامين، وعندما سألنا عن السبب كان الجواب أنه نتيجة بدء بعض التجديدات والتوسيعات التي ينفذّها صاحب الكافيه الحالي، إلا أن الوضع استمر في الإهمال حتي وصل لهذه الحال السيئة". ومقهى جروبي افتتح عام 1892، وظلّ المكان ملاذًا للكتّاب والصحفيين والفنانين ونجوم السينما ونجوم المجتمع حتى أواخر القرن الماضي قبل أن يتدهور حال المكان، وفي منتصف القرن الماضي، كان الملك فاروق يزور الكافيه من وقت لآخر، لذلك قرّر "جروبي" أن يصنع كأسًا وفنجانًا للملك فاروق مطليين بالذهب، لا يُقدّما إلا للملك. اشتهر "جروبي" بصنع قطع الحلوى والآيس كريم، فكانت العائلات الكبيرة تصنع "تورتة" عيد الميلاد هناك نظرًا لتميّزها عن أي مكان آخر. و"جروبي" هو أول من اخترع علامة الآيس كريم الشهيرة "كيمو" واشترتها بعد ذلك شركة Nestle العالمية، ليصبح "كيمو" أشهر ماركة بوظة في مصر وربما في الوطن العربي.