قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،إن من حكمة الله سبحانه وتعالى، أنه لا يُهلك قومًا مصلحين، مشيرًا إلى أن الكفر أو الشرك وحده ليس سببًا كافيًا لهلاك الإنسان، وإنما الفساد. وأوضح «جمعة» خلال خطبة الجمعة اليوم، وعنوانها: «حرمة الاعتداء والتخريب، وضرورة البناء والتعمير»، أنه في سياق الإصلاح يقول تعالى: «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ » الآية 1 من سورة الأنفال، ويقول تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» الآية 10 من سورة الحجرات، ويقول سبحانه:«وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ» الآية 170 من سورة الأعراف. وأضاف أن من حكمة الله تعالى،أنه لا يُهلك قومًا مصلحين، مستدلًا بقوله تعالى: «وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ» الآية 117 من سورة هود، وذهب المفسرون في تأويل تلك الآية إلى أنها تعني أنه عز وجل لا يأخذ القرى ظلمًا حال صلاح أهلها، ولكن القرطبي جاء بأقوال رائعة في تفسيرها، فقال فسر بعض العلماء الظلم هنا بالكفر أو الشرك. وتابع: أي أن الله تعالى لا يهلك القرى بالكفر أو الشرك وحده، حتى يكون أهلها مفسدين، لأنه تعالى يأخذهم بالإفساد، فعقاب الفساد والإفساد معجل في الدنيا، وإن كان عقاب الكفر الشرك أشد في الآخرة. حضر الصلاة اليوم كل من الدكتور شوقي، مُفتي الجمهورية، والدكتور محمد محمود سعفان وزير القوى العاملة، واللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، والدكتور خالد العناني وزير الآثار، والشيخ مصطفى سعفان نائبًا عن شيخ الأزهر، والدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، والدكتور سليمان وهدان نائب البرلمان ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، بمسجد «الرفاعي»، بمدينة القاهرة.