مبادرة "صبري" تحيي آمال شباب "صاحبة الجلالة".. رئيس تحرير "صدى البلد" دعا النقيب الجديد لتنفيذ وعده بضم الصحفيين الإلكترونيين.. وعبد المحسن سلامة يطالب"المواقع" بتوفيق أوضاعها .. ويعلن شروط العضوية

* أستاذ صحافة :
* ضم الصحفيين الإلكترونيين للنقابة خطوة جيدة.. وأطالب بتكوين شعبة للمدونين
* سكرتير "الصحفيين":
* انضمام «الإلكترونيين» للنقابة قريبا.. ولسنا في حاجة لتعديل القانون
* أيمن عبد المجيد:
* شروط الانضمام تتمثل في هيكل تحريري ووديعة تمثل 25% من رأس المال توضع لحساب الصحفيين
لم تكن البداية كفيلة بعرض المشهد كاملًا، ولم يتوقع أكثر المتفائلين أن تسيطر المواقع الإخبارية الالكترونية على صورة الصحافة في مصر بهذا الحجم خلال سنوات قليلة، كانت الصحافة الالكترونية قبل 25 يناير 2011 في طور "التكوين" ومحاولة الوصول إلى "المواطن" إلا أن استخدام التكنولوجيا في هذا التوقيت كان محدودًا أمام ارتفاع أسعار الأجهزة والاشتراكات إضافة إلى أن تحديث المواقع من الناحية الإخبارية كان ضعيفًا نظرًا لقلة الأحداث.
ومع اندلاع ثورة 25 يناير، والتي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا باستخدام التكنولوجيا، بات المواطنون في أمس الحاجة لمعرفة ما يدور على الأرض في الميادين، فلبت المواقع الإخبارية الأمر، وأمام اهتمامات الشارع المصري ارتفعت أسهم "الالكتروني" أمام "الورقي" لتنتشر المواقع الإخبارية خلال 6 سنوات وتصبح المصدر الأول للمعلومات والأخبار لدى المواطنين.
في المقابل واجه صحفيو المواقع الإخبارية الكثير من المشاكل والأزمات خلال عملهم في الشارع خلال تلك السنوات الست، فيما سيطر عليهم حلم الانضمام إلى نقابة الصحفيين، وباتت قضية "العضوية" تمثل لهم الكثير من عوامل الأمان، وأمام المبادرة التي أطلقها الكاتب الصحفي أحمد صبري رئيس تحرير موقع "صدى البلد" أعلن نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة بالأمس عدة شروط لانضمام الصحفيين العاملين بالمواقع الإخبارية إلى النقابة.
مبادرة "صبري" حركت المياه الراكدة خاصة أن الوافد الجديد إلى النقابة –عبد المحسن سلامة- تعهد خلال حملته الانتخابية وأثناء زيارته ل"صدى البلد" بالعمل على حل أزمة المواقع الإخبارية، بعدما طرحها أمامه رئيس تحرير صدى البلد وكأنه يلزمه بحلها أمام عدد كبير من محرري الموقع الذي بات على رأس الصحف الإخبارية –منافسًا، منفردًا ومدققًا لكل ما ينشر-.
وعقب فوز عبد المحسن سلامة بمنصب نقيب الصحفيين وخلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، كان للكاتب الصحفي أحمد صبري مداخلة مع النقيب الجديد مطالبًا إياه بدعم الصحفيين الشباب ودعم مطلبهم بشأن الانضمام للنقابة لافتًا إلى أن جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أصبحت تعتمد على الصحافة الإلكترونية بشكل كبير وباتت تقود الرأى العام فى مصر، ما جعلها تنتظر وجود إطار قانونى تمارس من خلاله عملها وتمكنهم من الانضمام لنقابة الصحفيين.
وقال عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الجديد أن آلية ضم الصحفيين الإلكترونيين للنقابة، ستكون من خلال شروط محددة يمكن من خلالها اعتماد الصحفيين العاملين بالمواقع وأن تلك الشروط التي يجب تتوافرها في تلك المواقع، هي أن يكون هيكلها التحريري من الصحفيين النقابيين، وأن يكون لهذا الموقع هيكل إداري ومالي، وأن يكون مؤسسة مسجلة ورسمية، وأن يكون مر على هذا الموقع عدة سنوات وأن تلك الإجراءات وهذا التشريع الجديد في النقابة سيتم إقراره خلال عام.
في المقابل رحب أعضاء مجلس نقابة الصحفيين بتصريحات النقيب عبد المحسن سلامة –المستندة على مبادرة الكاتب الصحفي أحمد صبري- بشأن ضم الصحفيين الإلكترونيين لنقابة الصحفيين وقال حاتم زكريا، السكرتير العام لنقابة الصحفيين المصريين، أن تلك الخطوة ستساهم في القضاء على الفوضى الصحفية التي تشهدها السوق المصرية خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح زكريا، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن النقابة ستسمح بقيد الصحفيين الإلكترونيين بجداولها قريبا جدا ولكن بشرط توفيق أوضاعها المتمثلة في إنشاء شركة مساهمة مصرية وعقود عمل للعاملين لديها، بالإضافة إلى التأمين عليهم، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار حرص المجلس الحالي على المهنة والحفاظ عليها وحماية العاملين بها.
وكشف السكرتير العام لنقابة الصحفيين عن أن التحاق الصحفيين الإلكترونيين بجداول النقابة لا يحتاج إلى تعديل قانون النقابة الحالي، مطالبا جميع المواقع الإلكترونية بسرعة توفيق أوضاعها للانتهاء من التحاق أعضائها بجداول النقابة.
وفي نفس السياق أشاد الدكتور شريف اللبان، أستاذ الصحافة الإلكترونية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بسعي نقابة الصحفيين لضم الصحفيين الإلكترونيين إلى جداول النقابة، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تأخرت كثيرا لكنها تعد مبادرة طيبة تساهم في الارتقاء بالمهنة وتطوير النقابة وضم أطياف العمل الصحفي إليها.
وأوضح اللبان، في تصريحات ل"صدى البلد"، أنه طالب منذ عام 2008 بضرورة توسيع عضوية نقابة الصحفيين بحيث يتم إنشاء شعبة للصحفيين الإلكترونيين، ولكن هذا المطلب تم رفضه طيلة الفترة الماضية، متمنيا أن تُكلل مبادرة نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة بالنجاح لأنها ستلقى معارضة داخل مجلس النقابة.
كما طالب بضرورة التفكير في إنشاء شعبة إنتساب للمدونين بحيث تتمكن النقابة من ضم جميع أطياف العمل الصحفي في مصر، وكذلك إمكانية المحاسبة من خلال إلزام جميع العاملين بالمهنة بميثاق الشرف الصحفي، منوها إلى أن عدد المواقع الإلكترونية في مصر يتراوح من 150 إلى 200 بينها 20 موقعا هي الأكثر تأثيرا في الرأي العام المصري.
وقال الكاتب الصحفي، محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير موقع إعلام دوت أورج، إن نقابة الصحفيين من واجبها حل أزمة الصحفيين الالكترونيين لافتا إلى أنه ليس من صالح النقابة وجود كيان موازٍ يندرج تحت مظلته هؤلاء الصحفيون لذا من الضروري أن تبحث عن مخرج سريع لهذه الإشكالية.
واقترح عبد الرحمن فى تصريحات ل"صدى البلد" على النقابة وضع اشتراطات معينة للصحفيين الالكترونيين حتى يتمكنوا من الالتحاق بها كما اقترح إدراجهم تحت جدول معين حتى تتوفر لهم الحماية المطلوبة بعيدا عن مسألة توفير بدل تكنولوجيا لهم مؤكدا على أن الصحافة الالكترونية هى صحافة المستقبل خاصة مع تراجع الصحافة الورقية واندثارها.
كما اقترح أن يتم معاملة المواقع الالكترونية معاملة الصحف بحيث يكون لها ترخيص مصرى وفقا للقوانين الجديدة كما اقترح تحديد مدة عمل معينة للصحفى الالكترونى يلتحق بعدها بالنقابة مؤكدا أنه من المحزن ألا ينضم هذا الكم الكبير من العاملين بالمواقع للنقابة.
ومن جانبه قال أيمن عبدالمجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس لجنة التدريب وتطوير المهنة ، ان ضم الصحفيين الإلكترونيين للنقابة سيتم بضوابط، مشيرا الى ان هناك عدة أمور يجب يتم إدراكها تتعلق بالصحيفة الالكترونية ذاتها ، وأن تكون صادرة عن شركة مساهمة مصرية وتحصل على رخصة من المجلس الأعلى للصحافة، وان يكون لها هيكل تحريرى ووديعة تمثل 25% من رأس المال توضع لحساب الصحفيين.
وأضاف عبدالمجيد فى تصريحات ل "صدى البلد" ان الامر الاخر متعلق بالصحفيين أنفسهم والقيد لابد ان يكون مرتبط باجتياز دورات تدريبية مطولة يعقبها اختبارات تحريرية فى مجال التخصص.
وأشار إلى أنه يستوجب إلزام المؤسسات الصحفية أيا كانت طبيعة الملكية سواء كانت الكترونية او ورقية او تصدر برخصة اجنبية بألا يزيد عدد المتدربين من غير اعضاء النقابة عن 5%.