رغم تزايد الرهانات علي مستقبل الصحافة الالكترونية، التي ذهب البعض إلي أنها باتت تهدد مستقبل الصحف الورقية، فإن مشكلات الصحفيين في المواقع الالكترونية تطفو من آن لآخر علي السطح، كان آخرها أزمة صحفيي موقع إسلام أون لاين المعتصمين احتجاجًا علي تسريحهم من عملهم، فيما تراجع عدد من المواقع الاخبارية بعد تدهور مصادر تمويلها وهو ما انعكس علي العاملين بها. عدد من الزملاء العاملين بالصحف الالكترونية، أكدوا أن أكبر المعوقات التي تواجههم هي غياب عقود العمل وبالتالي ضمانات الاستقرار المهني والأهم هو غياب المظلة النقابية التي تحميهم بما يجعلهم عرضة إلي تلاعب ملاك المواقع المتحكمين في سياساتها التحريرية وتمويلها، معولين علي المطالبة بقيدهم في جداول نقابة الصحفيين. يأتي ذلك في الوقت الذي وعد فيه نقيب الصحفيين خلال حملته الانتخابية الأخيرة، بدراسة ضم العاملين بالصحافة الالكترونية لعضوية نقابة الصحفيين. روز اليوسف تطرح تساؤلات حول حقوق الصحفيين في المواقع الالكترونية، وضمانات قيام المواقع علي أسس مؤسسية تضمن استمرارها والفرق بين المدون والصحفي الالكتروني وموقف نقابة الصحفيين من مطالبات الزملاء بالحماية النقابية، والاشكالية الأهم هي المتاجرة السياسية بالزملاء خاصة في حالة اسلام أون لاين الموقع المعتدل الذي يتعرض للاختطاف من قطر لتحويله لذراع اعلامية الكترونية إلي جانب الجزيرة. الصحفي الإلكتروني بلا حقوق مصطفي عاشور نائب رئيس تحرير موقع إسلام أون لاين ورئيس تحرير موقع مدارك أكد أنه تلقي معلومات من زملائه تفيد بأن محامي مجلس إدارة الموقع سيقدم تسوية اليوم تقوم علي إنهاء عمل الزملاء في مقابل منحهم راتب 6 أشهر اضافة إلي راتب شهر عن كل سنة عمل، مضيفًا هناك تطورات طرأت علي الصحافة وعالم الميديا وبات من المهم وجود صحافة الكترونية خاصة أن مصر دولة انتاج محتوي اعلامي، الا أن عددًا كبيرًا من المواقع لا يوفر ضمانات استقرار مهمة وحماية للعاملين بها كما أن نقابة الصحفيين لا تقبل في عضويتها سوي العاملين بالصحف الورقية الصادرة بتراخيص مصرية. واضاف عاشور، أن المواقع الالكترونية تتعاقد مع عدد محدود من قيادات الموقع وباقي المحررين تمنحهم فقط خطابات تكليف، والصحفي نظرًا للظروف الاجتماعية وصعوبة الحصول علي فرصة عمل يقبل العمل بدون ضمانات فالرفض معناه نسيان المهنة ولذلك يعمل علي مضض. وشدد عاشور علي ضرورة أن تبحث النقابة عن آلية لضم الصحفي الالكتروني لجداولها ولها أن تضع ما تشاء من ضمانات كأن تشترط علي الموقع أن يضع للصحفيين أجر عامين وديعة في البنك تكفي لصرف أجور الصحفيين لمدة عامين وأن يكون للموقع مؤسسة معينة علي الإنترنت وضمانات استمراره. قطر تختطف إسلام أون لاين ويقول أحمد عبد الحميد الصحفي في إسلام أون لاين، أن الأزمة لم تنشأ من تعديل في مجلس الادارة بل محاربة الفكر المعتدل ومحاولة قطر الاستيلاء علي الموقع الاسلامي الاكثر تأثيرًا حيث يستقبل 120 ألف زائر يوميًا بما يعادل 6 ملايين في الشهر ولذلك سعت قطر للدخول في مجلس ادارته عبر مجموعة الثروة العقارية القطرية للاطاحة بكوادره. وأضاف عبد الحميد أن القطريين والسلفيين يحاربون الخطاب التنويري المعتدل للموقع، لافتًا إلي أن مستقبل الصحفي الالكتروني في مهب الريح لعدم وجود ضمانات حماية له وبالتالي يقع عرضه لتوجهات مالك الموقع فلا توجد لائحة للأجور والأمر متروك للمالك ولا تبرم عقود مع الصحفي وحال ابرامها تكون مجحفة، أضافة إلي أن مستوي الأجور المتدني في الصحف الورقية هو ما يدفع الصحفيين للبحث عن دخل لائق في أكثر من موقع الكتروني بعد تراجع الأجور في مكاتب الصحف العربية. وطالب عبد الحميد نقابة الصحفيين بوضع ضوابط تمنح الصحفيين الجاديين في المواقع الالكترونية المهنية حق القيد في الجداول مؤكدًا أن هناك مواقع الكترونية تفوق عددًا من الصحف الورقية من حيث التأثير والاستمرارية مقترحًا أن تشترط النقابة أن يكون الموقع صادرًا من شركة حاصلة عن ترخيص من مصلحة الشركات وأن يكون مالكوها مساهمين مصريين وأن تبرم عقود عمل مع المحررين. سندعوا لمؤتمر لدراسة قيد الصحفي الإلكتروني من جانبه قال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين أنه سيدعو قريبًا لمؤتمر يستهدف تعريف من هو الصحفي الالكتروني والحدود الفاصلة بين الصحفي والمدون والضوابط التي تقترح لقبول عضوية الصحفي الالكتروني علي اساسها بنقابة الصحفيين لأننا لدينا 30 ألف مدون إضافة إلي أن الكثير من المواقع ليست صحفية مهنية بل معبرة عن جماعات وتيارات سياسية لمحاربة خصومها ولا تمارس المهنة بموضوعية. وأضاف مكرم لكن قبل ذلك يجب أن تهتم النقابة أولاً بمصالح أعضائها فنحن منشغلون الآن بمشروع مدينة الصحفيين والارتقاء بمستوي الأجور ونجحت مؤخرًا في الحصول علي زيادة 80 جنيها لبدل التكنولوجيا والتدريب. القضية شائكة ويري عبد المحسن سلامة وكيل نقابة الصحفيين ورئيس لجنة القيد أن نقابة الصحفيين تدعم حرية الرأي والتعبير وتدافع عن حقوق كل زميل، لكن لا يمكن قبول صحفي الكتروني سوي العاملين بالمواقع الالكترونية الصادرة عن مؤسسات صحفية تصدر مطبوعات ورقية لأن الموقع في هذه الحالة يكون أحد أقسام الصحيفة ولذلك وافق مجلس النقابة علي قيدهم، لكن ما دون ذلك يتطلب دراسة ولا أحبذ التسرع في فتح الباب لقبول الصحفيين بالصحف الالكترونية قبل دراسة وافية لأن عددهم كبير جدا ولابد من ضمانات حقيقية لعملهم وحقوقهم وهل الموقع يصدر من شركة أم لا وهل له انتاج صحفي حقيقي؟! فالقضية شائكة.