مدبولي: افتتاح مشروعات كبرى بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يناير المقبل    محافظ كفر الشيخ يطلق مبادرة كفر الشيخ بتنور ويتفقد رصف 10 شوارع بالإنترلوك    منظومة تراخيص ذكية للمشروعات العقارية في العاصمة الجديدة    تفجير مدرعة إسرائيلية في رفح الفلسطينية وفتح تحقيق    زاها وديالو يقودان هجوم كوت ديفوار ضد موزمبيق في أمم إفريقيا    مصر ضد جنوب أفريقيا| شاهد مهارات استثنائية من صلاح وزيزو في مران الفراعنة    شاب يتخلص من والدته بسبب خلافات الميراث بالمنيا    مركز المناخ: ليلة أمس الأبرد منذ بداية الشتاء والحرارة سجلت 7 درجات    السكة الحديد تُسير الرحلة41 لإعادة الأشقاء السودانيين طوعياً    أول تحرك من «المهن التمثيلية» بعد واقعة تصوير الفنانة ريهام عبدالغفور    النائب العام الفلسطينى يزور مكتبة الإسكندرية ويشيد بدورها الثقافى الريادى    محافظ الدقهلية: الزيادة السكانية تمثل تحديًا رئيسيًا يعوق جهود التنمية    رئيس جامعة الإسكندرية يعلن صدور قرار بإنشاء فروع للجامعة في الإمارات وماليزيا    الإدراية العليا تحيل 14 طعنا للنقض على نتيحة انتخابات النواب للدوائر الملغاة    التصدي للشائعات، ندوة مشتركة بين التعليم ومجمع إعلام الفيوم    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    الكنائس المصرية تحتفل بعيد الميلاد المجيد وفق التقاويم الكاثوليكية والأرثوذكسية    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    الكاميرون تواجه الجابون في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    تقارير: نيكولاس أوتاميندي على رادار برشلونة في الشتاء    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    هذا هو موعد ومكان عزاء الفنان الراحل طارق الأمير    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    وزير خارجية تركيا يبحث مع حماس المرحلة الثانية من خطة غزة    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    النائب محمد رزق: "حياة كريمة" نموذج للتنمية الشاملة والتحول الرقمي في مصر    إنفوجراف| العلاقات المصرية السودانية عقود من الشراكة في وجه الأزمات    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    «أبناؤنا في أمان».. كيف نبني جسور التواصل بين المدرسة والأهل؟    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    محافظ الجيزة يتابع الاستعدادات النهائية لإطلاق القافلة الطبية المجانية إلى الواحات البحرية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    ماريسكا: إستيفاو وديلاب جاهزان ل أستون فيلا.. وأشعر بالرضا عن المجموعة الحالية    "البحوث الزراعية" يحصد المركز الثاني في تصنيف «سيماجو» لعام 2025    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    القومي للطفولة والأمومة يناقش تعزيز حماية الأطفال من العنف والتحرش    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    بني سويف.. مصرع شخصين وإصابة 6 آخرين إثر تصادم تروسيكل مع سيارة نقل بطريق جرزا الواسطى    كانت بتزور جدتها.. محامي طالبة طب فاقوس بالشرقية ينفي صلتها بخلافات الميراث    بوتين يرفض أى خطط لتقسيم سوريا والانتهاكات الإسرائيلية    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحفيون أون لاين .. الكيبورد قلمي والشاشة دفتري
نشر في الشروق الجديد يوم 19 - 11 - 2009

فى تمام التاسعة بتوقيت جرينيتش كان على الجميع أن يجلس خلف شاشة الكمبيوتر فى وقت واحد، أحدهم يجلس فى باريس خلف جهازه الخاص (اللابتوب)، أما زميلته الشابة ففى منزلها بإحدى ضواحى بيروت، فى حين يسجل زميلهما الثالث حضوره عبر هاتفه المحمول المتصل بالإنترنت، لينضموا إلى زملائهم المنتشرين بين البلدان والقارات المختلفة. أما الميعاد فهو اجتماع التحرير اليومى فى صحيفة إلكترونية، والمكان هو الإنترنت حيث يلتقون يوميا رغم بعد المسافات.
«فى مرة حضرت هذا الاجتماع عبر جهازى الشخصى من إحدى عربات القطار»، العبارة السابقة للكاتب الصحفى نبيل شرف الدين، أحد كهنة الصحافة الإلكترونية وصناعها، الذين عاشوا نمو التجربة منذ بدايتها فى التسعينيات. هو يفتخر اليوم بأنه هجر القلم والنوتة الصحفية التقليدية بعد أن اعتادت أصابعه على أزرار الكيبورد (لوحة المفاتيح) والتواصل عبر الشاشات. لا تخلو عباراته من زهو الانتصار حين يؤكد: «راهنت على الصحافة الإلكترونية فى فترة مبكرة منذ أكثر من عشر سنوات، فى تلك الفترة كان يولد أمامى أول مشروع حقيقى لصحيفة إلكترونية عربية ممثلا فى موقع «إيلاف الإخبارى»، ورغم أنى كنت أعرف السيد عثمان العمير كرئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية فإن علاقتى الحقيقية به بدأت عبر الإنترنت مع بداية تأسيسه «إيلاف»، كنت أقامر وقتها على تجربة غير مسبوقة ومنتج لم يتم اختباره من قبل».
أنتجت الصحافة الإلكترونية فى ذلك الوقت الأدوات والوسائل، التى تدير العمل داخلها، واعتمد التواصل بين المحررين والمراسلين لسنوات طويلة على برنامج المحادثة عبر الإنترنت (الماسنجر). فى تلك الفترة كان الإنترنت يعيش ازدهار مواقع من نوعية المنتديات وغرف الدردشة والمواقع الثابتة قليلة التحديث، فكان تقديم عمل صحفى محترف بمثابة خدمة مثيرة للاهتمام. اليوم يرى نبيل شرف الدين أن مغامرته الأولى حققت له مكاسب عديدة. يذكرها: «قبل هذه التجربة لم يكن من السهل أن يعرفنى جمهور واسع من القراء داخل مصر وخارجها عبر الكتابة التقليدية فى الصحف الورقية التى عملت بها، الإنترنت والصحافة الإلكترونية اسهما فى صنع اسمى وتاريخى المهنى، كما صنعت جيلا كاملا سيظهر بقوة فيما بعد».
قد تبدو الصورة وردية للوهلة الأولى حسب حديث نبيل شرف الدين، إلا أن خلف العمل داخل مواقع الأخبار أعباء وجهد لا يشعر به فى الغالب قراء الإنترنت، أو حسب تعبيره «حرب الاستنزاف، التى يعيشها الصحفى فى هذا المجال». على سبيل المثال فقد موقع إيلاف اثنين من مديرى تحريره فى أثناء أداء عملهما، الذى يمتد لساعات طويلة من اليوم. ففى عام 2005 نعى وفائى دياب اللبنانى الأصل زميله المصرى محمود عطا الله، الذى توفى بعد ساعة واحدة من اجتماع التحرير اليومى، ولم يعلم السيد وفائى أنه بعد عام واحد من هذا الموقف سيلحق بزميله بعد أن يؤدى واجبه بإخلاص للتأكد من سير الأمور على ما يرام بين المحررين عبر الإنترنت.. كلاهما يكاد يكون قد توفى «أون لاين» حسب مصطلحات المهنة.
يقول شرف الدين: «منذ أن دخلت هذه الحياة تغير إيقاع حياتى تماما، لم أسلم من أمراض الجلوس خلف شاشة الكمبيوتر وزيادة الوزن الذى تغلبت عليها فيما بعد، وفى بدايات عهدى بالإنترنت لم أسلم أيضا من التكلفة الاقتصادية العالية حين كان الإنترنت ذا انتشار محدود وتكلفة عالية.. وبعض المصادر الصحفية لم تكن تتفهم طبيعة أن تكون الجريدة على الإنترنت، فكان البعض يبدى انزعاجه من هذا الأمر، وتغلبنا على هذا مع الوقت حتى إن بعضهم تواصل معنا بعد ذلك عبر الإنترنت».
أجواء العزلة التى تفرضها مراقبة شاشات الكمبيوتر ونشر الأخبار بعد الحصول عليها وتصوير أحداثها كانت منهكة للكثير من العاملين فى هذا المجال خاصة فى جريدة غير مصرية مقرها العاصمة اللندنية. حتى الآن يرى نبيل شرف الدين أننا لم نقدم تجربة مصرية رائدة فى مجال الصحافة الإلكترونية موضحا: «رغم ظهور بعض الصحف الإلكترونية الاحترافية، فإننى ما أزال أطمح إلى أبعد من هذا، خصوصا أن بعض الصحف الورقية اقتحمت المجال من منطلق يتعامل مع الموقع الإلكترونى للجريدة الورقية وكأنه دبوس الكرافته أو شىء من قبيل الكماليات».
ولع المواقع
الجيل الذى ارتبط بالإنترنت فى تلك الفترة هو الجيل الذى كان يودع دراسته الجامعية، إذ تحول إلى متنفس يرى منه العالم بعيون مختلفة.. وائل الغزاوى كان أحد هؤلاء الذين جذبهم صعود نجم الصحافة الإلكترونية وقرر فى العام 2004 أن ينتقل إليها بعد أن نال تدريبا فى مكتب إحدى الصحف الخليجية «الورقية» بالقاهرة. أجواء العمل كانت ذات طابع مؤسسى لأن الموقع الإخبارى، الذى عمل فيه كان تابعا لشركة كبيرة وتفاصيل العمل اعتمدت على مهاراته التحريرية أكثر من العمل الميدانى، لكنه فى العام التالى قرر الدخول إلى مجال الصحافة الورقية بالتوازى مع عمله فى الموقع الإخبارى، يقول: «كنت أبحث وقتها عن الوجود داخل صحفية ورقية تنقلنى إلى أجواء الوسط الصحفى التقليدى وخباياه، لكن بعد فترة اكتشفت أن ما أحصل عليه من أجر هو فى حقيقة الأمر.. أجر رمزى». يبتسم وائل حين يتذكر العبارة، التى قالها لمديرته تعليقا على ضعف أجره، ويضيف: «أصبح العمل غير مجد، وذلك فى الوقت الذى أتاحت فيه المواقع، التى كتبت بها مساحة أكبر وأفضل من الجريدة الورقية، فتحمست وسعيت إلى عمل تغطيات مصورة لحساب مواقع صحفية أتاحت لى الفرصة».
لا يخفى وائل تعرضه فى تلك المرحلة للرفض من بعض الفنانين حين كان يجرى تغطيات فنية لحساب أحد المواقع فحسب تعبيره «كان بعض الفنانين يرون فى المواقع الإلكترونية مرادفا للفضائحية والإباحية».
الاعتماد على الذات فى الصحافة الإلكترونية ربما يكون الشعار الأهم فى حياة من اختار هذا الطريق، خاصة حين لا يجد جريدة ذات سمعة تسانده فى عمله الميدانى أو حين يجد نفسه مضطرا إلى القيام بأدوار المراسل والمحرر والمصور والمراجع فى نفس الوقت، مر وائل بهذه التجربة حين عمل محررا لموقع إخبارى صغير تأسس على يديه، يقول: «بعض المواقع الإخبارية تؤسسها شركات تملك مساحات على الإنترنت، وبالتالى فهى ليست مؤسسات صحفية بالمعنى التقليدى، وهنا تكون مهمة الصحفى هى خلق موقع بإمكاناته الذاتية إلى جانب مجهود المتعاونين معه من الخارج، وهو ما يعوق الصحفى أحيانا حين لا يتفهم من حوله أهمية استخدام الهاتف بالنسبة إليه، أو ضرورة أن يكون حر الحركة بعيدا عن مواعيد العمل الرسمية، وما إلى ذلك من تفاصيل عمله».
المكتب المتحرك
تلك القيود دفعت به إلى فضاء الإنترنت بحثا عن زملائه من نفس المجال خارج الحدود، فكانت تجربة جديدة لم يعشها الكثيرون من العاملين فى الصحافة الإلكترونية، وهى العمل محررا دون مكتب، حين يتحول جهاز الكمبيوتر إلى مكتب متحرك، مقر العمل فى أى مكان، فى المنزل أو فى المطعم أو خارج القاهرة، لكن عليه أن يتواجد لعدد محدد من الساعات «أون لاين» كى يتواصل مع مديره القابع فى أمستردام بهولندا فى إدارة موقع متخصص فى الصحافة الفنية.
«العمل الحر من المنزل بعيدا عن المكاتب ليس مفهوما فى بلادنا، و دائما ما يلاحق بنظرات الريبة من الأصدقاء والجيران، قد تبدو فكرة عدم التقيد بمكتب والبعد عن الاحتكاك المباشر بالزملاء فكرة مبهرة فى البداية، إلا أن واقع الأمر أن مثل هذه الوظيفة تغير نمط الحياة تماما، فأداء العمل يصبح مسئولية الصحفى، التى لن يتحملها سواه، على عكس وجوده فى شركة أو مكتب لجريدة إلكترونية، حيث تتوزع المهام، ويتم تقدير الظروف فى حالة حدوث أعطال أو مشكلات فنية.. إدارة العمل ببيجامة النوم أو من المطعم قد تبدو طريفة، لكنها تخرج الصحفى من روح العمل التقليدية وتحتاج إلى نوع خاص من الأشخاص يستطيع أن يفصل بحدة بين وقت العمل وحياته الخاصة».
أمور أخرى قد تشتت ذهن الصحفى فى مثل هذه المواقف، لعل أهمها غموض هوية من يتعامل معه الصحفى من زملاء أو مديرين خارج مصر، ومدى جدية صاحب الموقع الإخبارى و التزامه بأداء المرتبات بشكل منتظم. قد لا يرى القراء كل هذه الضغوط خلف ما يقرأونه من أخبار، خاصة حين يجد الصحفى فى هذا المجال نفسه دون مؤسسة أو نقابة تدافع عنه، تلك النقطة يكاد يكون وائل قد نسيها من ذاكرته، فنقابة الصحفيين ما زالت لا تسمح بدخول العاملين فى مجال الصحافة الإلكترونية عبر مؤسساتهم، ويقول: «الاتحادات التى أقيمت لضم كتاب الإنترنت، ووحدة الصحافة الإلكترونية، التى ظهرت ثم اختفت فى النقابة، كلها مشروعات غير واقعية، لكن دخول العاملين بالصحافة الإلكترونية إلى النقابة سيكون علامة فارقة فى تاريخها وفرصة لجيل مارس فنون الصحافة فى فضاء الإنترنت دون تقدير حقيقى».
فى الوقت الذى وصل إليه وائل الغزاوى إلى تلك القناعات كان محمد غفارى قد قرر أن يبدأ حياته المهنية فى مجال الصحافة الإلكترونية بعد أن أنهى دراسته هذا العام.
ويبدو ولعه بالصحافة واضحا على حسابه فى موقع تويتر لتدوين الرسائل القصيرة، حيث يظهر مشغولا بمقارنات يعقدها بصورة مستمرة بين الصحف المختلفة فى تعاملها مع الأحداث، يعمل الآن فى جزء ذى صلة بأنشطة الكثير من المواقع الإلكترونية وهو مراقبة التعليقات، ويقول: «ليست تلك هى وظيفة أحلامى، أرغب فى التطور إلى ما هو أبعد من ذلك». يعمل محمد فى النسخة الانجليزية من موقع «إسلام أون لاين» حيث يراقب ساحات الحوار التى يفد إليها الغربيون والمتحدثون بالإنجليزية ويعمل على تفعيل وتنشيط الحوار إلى جانب مراقبة التعليقات، هذا إلى جانب تجربة خاضها فى موقع «الجزيرة توك»، الذى يستقطب المراسلين الهواة من العالم العربى. ويضيف: «ما زلت فى حاجة إلى أستاذ له خبرة يناقش أدائى، وهو ما افتقدته طوال الفترة الماضية».
محمد الذى يطمح فى فى العمل فى مجال الأخبار لا يشغل باله كثيرا بفكرة الانضمام إلى كيان نقابى يضم هذا المجتمع المتفرق بين ساحات الإنترنت، بل رأى أنه لن يجبر نفسه على الدخول إلى صحيفة ورقية لمجرد التمسح فى كيان مؤسسى تقليدى:
«الاحتكاك بمراسلين وزملاء من خارج مصر، ومتابعة الصحف الغربية يوميا عبر الإنترنت أصبحت هوايتى المفضلة، وهى أمور جعلتنى أزهد فى الانضمام لجريدة ورقية لمجرد الاسم دون التفكير فى محتواها التحريرى».
قص ولصق
يرى الدكتور محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة أن التفكير فى مجتمع العاملين فى الصحافة الإلكترونية يجب أن ينصب أولا على المحتوى، الذى يقدمونه قبل التفكير فى كيان يضمهم ويقول: «ما زلنا فى مرحلة التعرف على مجال جديد هو الصحافة الإلكترونية، وعلى مدار السنوات العشر الماضية حدث تطور كبير أنتج صحفا إلكترونية ليست ذات أصل ورقى، لكن هذا لم يمنع من وجود ظواهر فى هذا المجال تجعل بعض المواقع الإخبارية غير خاضعة للشكل العلمى للصحيفة الإلكترونية، فنرى مساحات على الإنترنت تعتمد على القص واللصق من المواقع الأخرى دون وجود إدارة صحفية حقيقية».
ويضيف الدكتور محمود علم الدين أنه يجب التفريق بين نوعين من ممارسى الصحافة الإلكترونية، الأول يمثله العاملون فى صحف ورقية تقليدية يديرون مواقع هذه الصحف، أما النوع الثانى فهم العاملون فى صحف ومواقع لا تعمل سوى فى الصحافة الإلكترونية، وهؤلاء بإمكانهم تشكيل نواة اتحاد للصحافة الإلكترونية مع مراعاة أن كثيرا منهم ليس متفرغا فقط للعمل بالصحافة، وهذه مشكلة لأن التعريف الذى ارتضيناه فى مصر وتتفق معنا فيه دولة فرنسا يعرف الصحفى بأنه «شخص مهنته الأصلية والوحيدة هى الصحافة»، وذلك لضمان ألا يكون له مصالح أخرى تتعارض مع عمله الصحفى، وهى أمور قد تغيب عن فئات من العاملين فى الصحافة الإلكترونية، وكذلك المدونون، الذى أدى منهم كثيرون دورا مهما فيما عرف بالصحافة الشعبية وتغطياتهم لأحداث مهمة عبر الإنترنت، إلا أنهم غير متفرغين للصحافة.
قد لا يبدى بعض العاملين فى الصحافة الإلكترونية اهتماما كبيرا بفكرة الانتماء إلى الكيانات المؤسسية الكبيرة بقدر اهتمامهم بتفاصيل عملهم الشخصى، فانتماؤهم الأكبر الذى لا يخفى على أحد للإنترنت، التى فتحت أمامهم بابا لم يكن ليفتح من قبل، وكونوا من خلاله علاقات من نوع جديد فى عالم افتراضى ولمسوا التفاعل المباشر مع القراء، حتى وصل بعضهم إلى اعتبار الصحافة الإلكترونية خطرا حقيقيا على الصحافة التقليدية، أو حسب كلمات الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين «الحصول على الأخبار بضربة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر أسهل وأرخص بكثير من شراء الصحف الورقية يوميا».
الصحافة الإلكترونية Online Journalism
فى شكلها الأبسط هى إنتاج المواد الصحافية ونشرها عبر الإنترنت، وظهرت البدايات الأولى للصحف الإلكترونية فى الولايات المتحدة الأمريكية مع نمو استخدام الإنترنت فى أوائل التسعينيات، وذلك من خلال مواقع مبكرة مثل سى. إن. إن، وشيكاجو أون لاين الصادرة عن شيكاجو تريبيون. وفى العالم العربى كانت جريدة «إيلاف» هى أول جريدة إلكترونية صادرة بالعربية تراعى قواعد الإدارة الصحفية، وصدرت رسميا فى عام 2001 من لندن بعد أعداد تجريبية قبلها بسنوات.
وفى مصر كانت البوابات الإلكترونية هى المدخل لاحتضان العمل الصحفى الإخبارى فى فترة مبكرة على الإنترنت فى مواقع مثل «مصراوى» و«محيط» و«إسلام أون لاين».
الصحافة الشعبيةCitizen Journalism
ارتبط مفهوم الصحافة الشعبية فى مصر بالمدونات الإلكترونية وقدرتها على اختراق مواقع الحدث واستخدام آلياتها الحديثة من كاميرات رقمية مع عدم التقيد بحواجز العمل الصحفى التقليدى، ونجحت فى الكشف عن قضايا لم تصل إليها الصحافة التقليدية مثل حوادث التعذيب فى أقسام الشرطة وتغطية أحداث الفتنة الطائفية فى الإسكندرية بمحرم بك عام 2005، والعديد من المظاهرات السياسية. أمدت أيضا الصحافة الشعبية العديد من الفضائيات ووكالات الأنباء بصور ولقطات التقطها مدونون ونشطاء على الإنترنت. ويصنف البعض الصحافة الشعبية (التى تشمل الفيس بوك والمنتديات) كأحد وجوه الإعلام البديل بعيدا عن الإعلام التقليدى الذى ترعاه المؤسسات التقليدية.
مواطن الإنترنت Netizen
هو الشخص المشترك فى أنشطة لا تتوافر إلا فى بيئة الإنترنت وتجمعاتها الخاصة، حيث يتفاعل داخل هذه المجموعات الاجتماعية ويتلقى وجهات النظر ويعيد إنتاجها. ومن أهم الوسائط التى يستخدمها مواطنو الإنترنت هى المدونات، ومواقع تحميل الملفات الإلكترونية والبريد الإلكترونى ومواقع الدردشة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.