رصدت عدسة «صدى البلد » كارثة بيئية جديدة ببحيرة «عين الصيرة»، والتي تقع علي مساحة 30 فدانا بمصر القديمة، التى اشتهرت بمياهها النقية الطبيعية التي تندفع من جوف الأرض، لتكون الشفاء من كل داء والوقاية من الأمراض، ومزارًا علاجيًا وسياحيا للجميع من داخل وخارج مصر..تلك البحيرة لم تنجو من الفساد، فاندفعت بها مياه صرف المساكن العشوائية المجاورة لها بالإضافة إلى مخلفات الردم والهدم، فطالتها الفوضى واللامبالاة، ليكون الناتج انفجار البحيرة لتبدأ مياهها في الارتفاع عن منسوبها الطبيعي وتذهب إلي الشوارع وتغرق المقابر المجاورة لها، فحدودها وضفافها لم تعد قادرة علي استيعاب مخزونها من المياه..الأمر الذي أدي إلى فيضان المياه علي المناطق المجاورة ووصولها إلي المدافن المطلة علي الشارع لتقتحم المقابر نفسها. ويظهر في المشهد الكثير من التعديات التي نتج عنها ارتفاع منسوب المياه داخل البحيرة ، وذلك برغم قرب البحيرة من عدة مبانى هامة منها المتحف القومى للحضارة ، الذى يطل على بحيرة عين الصيرة شرقًا، وبالقرب منه مجمع الأديان غربًا، والمركز الثقافى البيئي "بيت القاهرة ." الذي يتبع وزارة البيئة المنوط بها حماية تلك البحيرة من الإهمال. كما يضاف أيضا أن أيادي العبث والإهمال تواجه مساكن عزبة خيرالله بالقرب من بحيرة عين الصيرة، وهذه المساكن لا توجد بها شبكات للصرف الصحي، الأمر الذي يجبر الأهالي على إلقاء الصرف الصحي في مياه البحيرة مما يعمل علي زيادة منسوب المياه وفيضانها خارج حدود البحيرة. وفي جولة داخل بعض المدافن والأضرحة رصدت عدسة صدى البلد ايضًا ان منسوب المياه داخل المقبرة ارتفع ، كما ان الطرق الداخلية المؤدية إلي المدافن أصبحت عبارة عن طين ووحل بعد ان تشبعت بالمياه، وتسبب ذلك فى غزو المياه لمقابر الموتي، كما ظهر قيام أهالي بإلقاء القمامة داخل حرم المقابر ما يجعل الوضع أكثر سوء.