أتوجه بكلماتي اليوم إلى من لايعرفون شفيع شلبي .. لأن هناك حتماً من لايعرفه... وأختار مفردات بسيطة لأن الشباب هو غايتي ..أريد من أولادنا أن يعرفوا من هو شفيع شلبي ..وأن يتعرفوا على أحلامه فهي لا تبتعد عن أحلامهم هو ببساطة طلقة من السبعينات انفجرت في الألفينات .. كان ظهوره علي شاشات التليفزيون كقارئ لنشرة أخبار التاسعة مساءً ينبئ بمولد نجم جديد , فقد نجح في إثبات ذاته بين أساطين الشاشة وقتها , لكنه بعد سنوات قليلة اختفي حاملاً معه كل أحلامه في التغيير ..وهذا لأنه تخطى الحدود المسموح بها وتمرد على مؤسسته . لأنه كان صاحب فكر وأراد ان يحدث ثورة في مجاله . كان شفيع شلبي ومازال يمثل الوجه الآخر للإعلام.. ويحلم بتليفزيون أهلي يملكه الشعب المصري .. وهذا الحلم ليس ببدعة أو فكرة مستحدثة .. فلكل من يهتم بمستقبل مصر نقول : إن مصر في العشرينات امتلكت ما يقرب من 28 إذاعة.. كلها كانت مملوكة لأهل الشأن من الإعلام والثقافة والفن ..ولم تكن هناك إذاعة واحدة تملكها وتسيرها الدولة كما يحدث الآن , فلا أقل من أن يمتلك الشعب المصري الآن أقماره التي تعبر عنه وليس عن وجهة نظر حكامه أياً كانوا. هو حلم مشروع وبسيط وعادل .. ويهم الشباب قبل الكبار ..فالشباب يهرب الآن من شاشات التلفاز إلى عالم النت لأنه أرحب وأقوى ..لأنه بلا قيود أو توجهات حكومية أو مذهبية ..فما المانع أن يمتلك الشعب شبكته التليفزيونية التي تعبر عنه وتتكلم بلغته .. هذه هي ببساطة فكرة (تحرير القمر) وهي بث قنوات تحترم المشاهد وتبتعد عن الأوامر الفوقية وعن ثقافة تغييب العقول . أما الفكرة المفصلية التي يدعو إليها شفيع شلبي فهي "التوافق الوطني " وهو بلا شك الركيزة الأولي للديمقراطية, وهي ببساطة أن يعبر الدستور القادم عن الشعب المصري باختلاف انتماءاته وتوجهاته . وحتى لا تبقى هذه الأفكار النبيلة سجينة حيز الأمنيات فقد عقد شفيع شلبي "مؤسس جبهة التوافق الوطني" عدة مؤتمرات في مختلف المحافظات،وقد لبت الدعوة مختلف القوي السياسية . كل هذا كخطوة تمهيدية للإعداد لمؤتمر (الشعب يريد الحكم الرشيد) بمسرح الجمهورية 29 يونيو 2012 . وأنا الآن أخاطب الشباب المصري بمختلف توجهاته ... لقد أدركت القوى السياسية المصرية أن خلافاتها و صراعاتها، قد جلبت على مصر ما يحدث الآن.. واليوم يحاول الجميع بدأ مرحلة جديدة من العمل المشترك اذهبوا إلى المؤتمر .. هو يتحدث عنكم ومعقود لكم ..كونوا صناعاً لمستقبلكم ..اذهبوا لتطرحوا أفكاركم .. فحكومة مصر القادمة لابد أن تعمل على تمكين المصريين كافة من المشاركة في تأسيس "الدولة" و صنع دستور الشعب وهذا لن يحدث إلا بتشكيل حكومة تشارك فيها مختلف القوى السياسية من مختلف المدارس الفكرية . يا شباب مصر ..لقد قمتم بأعظم ثورة ..وحدث ما حدث من اختطاف واستقطاب لهذه الثورة المجيدة ..وهذا لأنكم فوضتم غيركم في استكمال حلمكم .. أبواب الحلم مشرعة الآن وطريقها ليس ببعيد ..فمسرح الجمهورية ينتظركم مع شروق شمس 29 يونيو فلا تطيلوا انتظاره .