كان من ألمع مقدمي البرامج الذين ظهروا في نهاية الستينيات وحتي نهاية الثمانينيات.. يتميز بالثقافة العالية والجرأة والتلقائية والحيوية.. حيوية الفكرة والموهبة والحضور..ورغم ذلك نال أكبر قدر من هجوم النقاد علي شخصه وبرامجه المتميزة والمتفردة في ذلك الوقت وأبعد لمرات عديدة ولفترات طويلة عن جمهوره الذي أحبه منذ طلته الأولي علي الشاشة عام 1971 وقبل ذلك مذيعا متميزا في العديد من المحطات الاذاعية.. هو الاذاعي والتليفزيوني شفيع شلبي الذي قدم أنجح البرامج في تلك الفترة واختار لنفسه خطا منذ البداية لم يحد عنه وهو أن يأتي دائما بالجديد..لم ينصفه سوي قلة قليلة من النقاد والكتاب..فقد قال عنه الكاتب والناقد خيري شلبي "انه كان مقدم برامج يتحدث بصوت الموضوع"..كما أنصفه الكاتب الصجفي أحمد بهجت والكاتبة والناقدة حسن شاه اللذان أكدا "أنه أفضل من قدم البرامج التسجيلية والحوارية والجماهيرية والموضوعات الجادة التي هي من صميم عمل التليفزيون"..وأشارت مجلة روز اليوسف في تلك الفترة "أن أسلوب شفيع شلبي الجرئ كان المصدر الأساسي لقلق وتوتر بعض المسؤولين بسبب برامجه"..كان أبطال برامجه كل مواطن مصري..شاب يملك طموحا ولايستطيع تحقيقه..شحاذ يجوب الشوارع بحثا عن لقمة عيش..عسكري بسيط يركب فوق القطارات لتوفير بضعة قروش..ناقش هموم الناس.."الزبالة"في الشوارع ودورها في انتشار الأمراض والأوبئة..مشكلات سيناء قبل وأثناء وبعد الاحتلال..مشكلات التجار والنجارين في دمياط..الآثار المصرية ومايهددها..والكثير من المشكلات الأخري التي يعاني منها الشارع المصري..الي جانب برامجه الثقافية عن السينما التسجيلية في مصر ومدي أهميتها وقدرتها علي التأثير في بلادنا..كان الاتهام الموجه الي شفيع شلبي أنه لايقدم سوي السلبيات! كان الاتهام بالنسبة اليه شرفا لاينكره فهو ينقد ولاينتقد وهذا النقد هو بداية التطور والقضاء علي الكثير من السلبيات التي أصبحت كالسوس ينخر أي محاولة للتقدم..من النقد الموجه له أيضا وتم ايقافه بسببه أكتر من مرة أنه كان لايصفف شعرة ويظهر علي الشاشة بالقميص والبنطلون ويركب الدراجة كوسيلة انتقال في شوارع القاهرة..أما هو فلم يكن يهتم بالنجومية ولاأن يكون مذيعا أنيقا..وأنصفته حسن شاه كما أنصفه مشاهديه بأنهم في حاجة الي مذيع يشعرون أمامه بأنه الأبن أو الأخ الصغير الشقي وليس مجرد شخص مرسوم بالبرحل والمسطرة..لقد كون شفيع شلبي ثقافته الواسعة منذ كان طفلا كثير القراءة في التاريخ والفنون والآداب وبعد تخرجه في كلية الزراعة عام 1967عمل مباشرة مذيعا للنشرة الاخبارية بالاذاعة ومقدما لليرامج الثقافية في محطاتها المختلفة..الشعب..صوت العرب..وادي النيل..الشرق الاوسط.. وفي عام 71عمل بالتليفزيون ولم يترك الاذاعة..قرئا للنشرة ومقدما وكاتبا للبرامج ومخرجا وكاتب سيناريو وصانع أفلام تسجيلية.. وعلي قدر ماكان صاحب أكبر عدد من البرامج الناجحة فانه كان أيضا صاحب أكبر عدد من البرامج التي تم ايقافها.