قصفت القوات السورية اليوم الثلاثاء مدينة حمص في وسط البلاد واشتبكت مع مقاتلين من المعارضة قبل أن يطلع الجنرال روبرت مود رئيس بعثة الأممالمتحدة للمراقبة القوى العالمية الكبرى على العنف المتصاعد في سوريا والذي أجبره على تعليق عمليات البعثة. وقال واحد من سكان حمص إنه يمكن سماع صوت الانفجارات في أنحاء متفرقة من المدينة وذكر نشطاء بالفعل أن ضاحية دوما في ريف دمشق تتعرض للقصف وأن قتالا دار بين الجنود والمعارضة في محافظة حلب بشمال سوريا قرب الحدود مع تركيا. وأعمال العنف يوم الثلاثاء هي أحدث موجة في اراقة الدماء بلا هوادة والتي أدت يوم السبت إلى تعليق عمليات مراقبي الأممالمتحدة الذين أرسلوا إلى سوريا لمراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. ومن المقرر أن يطلع الجنرال النرويجي مود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تجدد العنف في سوريا والذي أنحى باللائمة فيه على قوات الأسد وقوات المعارضة. والعالم الخارجي المنزعج بشدة على ما يبدو من عجزه عن حل الأزمة في سوريا منقسم بحدة في رده على صراع طائفي يهدد بأن يتحول إلى حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية. وتسعى الدول الغربية وحلفاؤها السنة في دول الخليج العربية وتركيا إلى الإطاحة بالأسد لكنها تخشى التدخل بينما وفرت روسيا والصين وإيران الشيعية وهي حليف استراتيجي للأسد حماية للرئيس السوري من رد دولي صارم. وسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين إلى التوصل إلى نقاط مشتركة بشأن سوريا في لقائهما في قمة مجموعة العشرين في المكسيك لكنهما لم يقدما حلولا جديدة ولا يوجد ما يشير إلى التغلب على خلافاتهما فيما يتعلق بفرض عقوبات أكثر صرامة على سوريا. ويقول نشطاء إن ألفي شخص على الأقل قتلوا في سوريا منذ توصل عنان في 12 أبريل نيسان الماضي إلى اتفاق على وقف إطلاق النار كان من المقرر أن يكون مرحلة أولى في خطة سياسية لحل الأزمة المندلعة في سوريا منذ نحو 15 شهرا. وقال أحد سكان حمص ثالث أكبر مدينة سوريا قدم نفسه باسم نضال "يوجد كثير من المباني والمنازل دمرت بشكل كامل وكثير من المصابين في المستشفيات الميدانية في حاجة إلى عمليات جراحية." وأضاف "يوجد شهداء كثيرون ولا يوجد دواء." وقال مود إنه قلق على المدنيين المحاصرين في مدينة حمص بعد أسبوع من فشل محاولة إخراج المدنيين منها وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو ألف أسرة محاصرة في حمص وتتعرض لاطلاق نيران من الجيش. وقالت سوريا يوم الثلاثاء إنها حاولت التوصل إلى ترتيبات من خلال مراقبي الأممالمتحدة لإجلاء سكان من مدينة حمص وأنحت باللائمة على مقاتلين من المعارضة في إعاقة جهود اخراج السكان بسلام واتهمتهم باستخدام المدنيين كدروع بشرية. لكن نضال أنحى باللائمة على قوات الأمن السورية التي قال إنها فتحت النار على سيارة تابعة للهلال الأحمر كانت تحاول نقل أناس من وسط المدينة. وقال نشطاء إن أعمال عنف اندلعت في أنحاء مختلفة في البلاد يوم الثلاثاء وقالت وسائل إعلام سورية إن المعارضة نسفت خطي أنابيب للنفط. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن "مجموعة إرهابية مسلحة" هاجمت خطا لنقل المشتقات النفطية يربط حمص بدمشق في منطقة السلطانية جنوبي حمص مما أدى إلى اندلاع حريق ودخان كثيف قال سكان إنه يمكن مشاهدته من وسط المدينة. وقالت الوكالة إنه تم نسف خط أنابيب لنقل النفط الخام في محافظة دير الزور في شرق سوريا. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر في وزارة النفط قوله إنه سيتم استئناف الضخ بالخط في الأيام القليلة القادمة وإن الخط نفسه استهدف مرتين في الأسبوعين الماضيين. وقال نشطاء يوم الاثنين إن 79 شخصا على الأقل قتلوا في أنحاء متفرقة في سوريا منهم 51 من المدنيين ومن مقاتلي المعارضة و28 من أفراد قوات الأمن . وتؤيد روسيا ما يقوله الأسد بأن إرهابيين مدفوعين من الخارج يقفون وراء الاضطرابات وحثت مرارا الدول الغربية والدول العربية التي يدعم معظمها المعارضة على كبح دعمهم للقضاء على العنف. وتنتقد القوى الغربية بدورها روسيا بسبب إمدادات الأسلحة للأسد. وقال وزير الخارجية البريطاني يوم الثلاثاء إن سفينة شحن تبحر أمام سواحل بريطانيا محملة بأسلحة متجهة لسوريا عادت ادراجها إلى روسيا على ما يبدو. وقالت بريطانيا إنها على علم بأن شحنة طائرات هليكوبتر هجومية روسية الصنع جرى تجديدها في طريقها إلى سوريا لكن لم تحدد ما إذا كانت تشير إلى السفينة نفسها.