اجبر تصاعد اعمال العنف في سوريا مراقبي الاممالمتحدة علي تعليق عملياتهم في اوضح علامة حتي الان علي ان خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان قد انهارت. وقال الجنرال روبرت مود رئيس البعثة ان تصاعد أعمال العنف يمثل تهديدا لمراقبيه غير المسلحين ويمنعهم من القيام بمهمتهم ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم في 12 ابريل واخفق في وضع حد لاعمال العنف. وتعرضت احدي دوريات المراقبين لاطلاق نار قبل اربعة ايام. وانحي مود باللائمة علي كل من القوات الحكومية والمعارضين في استمرار الصراع الذي تحاول فيه قوات الرئيس بشار الاسد سحق انتفاضة بدأت قبل 15 شهرا.وقال مود في بيان "لقد وقع تصعيد للعنف المسلح في سوريا خلال الايام العشرة المنصرمة. "يؤدي غياب رغبة الاطراف المعنية في التوصل إلي انتقال سلمي والسعي نحو تعزيز المراكز العسكرية الي زيادة الخسائر علي الجانبين." ويقول دبلوماسيون ان من المتوقع ان يقدم مود تقريرا لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يوم الاثنين او الثلاثاء بشأن الاضطرابات في سوريا التي وصفها الامين العام المساعد للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام الاسبوع الماضي بأنها حرب اهلية علي نطاق كامل. وقالت الولاياتالمتحدة انها تتشاور مع شركائها الدوليين بشأن "الخطوات التالية" ودعت السلطات السورية الي التمسك بالتزامات خطة عنان للسلام "بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف لاطلاق النار." وادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج حكومة الاسد لعدم وقفها عمليات القتل وقال ان تفاقم عدم الاستقرار"يثير تساؤلات جادة بشأن جدوي بعثة الاممالمتحدة "في سوريا. وعلي الرغم من ادانتهم للاسد لم تظهر واشنطن وحلفاؤها الغربيون استعدادا للقيام بتدخل عسكري علي غرار ما جري في ليبيا في حين قامت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض 'الفيتو' في مجلس الامن الدولي بحماية دمشق من فرض عقوبات عليها. وسيعقد الرئيس الامريكي باراك اوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين علي هامش قمة لمجموعة العشرين في المكسيك ولكن التوقعات غير كبيرة بشأن احراز اي تقدم للخروج من المأزق المتعلق بسوريا. وقال مود مشيرا إلي ان القرار سيخضع للمراجعة بشكل يومي "في هذا الموقف الخطير للغاية تعلق بعثة الاممالمتحدة للمراقبة في سوريا انشطتها. لن يقوم المراقبون بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتي اشعار آخر." وأطلق الرصاص علي سيارة تقل مراقبين من المنظمة الدولية بعدما ارغمهم انصار الاسد الغاضبون علي الرحيل من بلدة الحفة إثر رشق قافلتهم بالحجارة والقضبان المعدنية. ولحقت اضرار بثلاث سيارات للامم المتحدة في مايو عندما حوصرت بين نيران هجوم اسفر عن مقتل 21 مدنيا في خان شيخون.وقالت وزارة الخارجية السورية انها علمت بقرار مود مساء يوم الجمعة وانها قالت له انها تتفهم مخاوفه بشان سلامة المراقبين والقت باللائمة في الهجمات علي المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء نقلا عن بيان وزارة الخارجية السورية انه منذ بدء اتفاق وقف اطلاق النار قامت المجموعات "الإرهابية المسلحة .. بتصعيد عملياتها الإجرامية واستهدافها في كثير من الأحيان لمراقبي الأممالمتحدة وتهديد حياتهم. كما قامت هذه المجموعات المسلحة بتجاهل خطة عنان والتفاهم الأولي الذي تم توقيعه بين الأممالمتحدة والحكومة السورية وذلك بمساعدة أطراف عربية ودولية ما زالت تقدم للإرهابيين أنواعاً متطورة من الأسلحة وأجهزة الاتصال التي تساعد الإرهابيين علي ارتكاب جرائمهم وتحديهم للأمم المتحدة وخطتها." وقتل عدة مئات من بينهم مدنيون ومعارضون وافراد في القوات الحكومية خلال شهرين منذ اعلان سريان اتفاق وقف اطلاق النار. لكن العنف تزايد بشكل اكبر هذا الشهر مع تخلي المعارضة رسميا عن اي التزام تجاه وقف اطلاق النار واستخدام القوات الحكومية لطائرات الهليكوبتر الهحومية والمدفعية في حصار معاقل المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان 50 مدنيا علي الاقل قتلوا يوم السبت أغلبهم بسبب قصف الجيش لضواحي شرق العاصمة دمشق. وبث ناشطون مشاهد مصورة لنحو عشر جثث غطتها الدماء تم اكتشافها في بلدة سقبا الواقعة علي الاطراف الشرقية للعاصمة. وقتل بعض الضحايا بسكاكين علي ما يبدو. وفي علامة علي وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات الحكومية ايضا اوردت الوكالة العربية السورية للانباء يوم السبت نبأ تشييع جنازات عسكرية لاربع وعشرين فردا من الجيش وقوات الامن. وتمنع سوريا دخول الصحفيين الاجانب مما يجعل التحقق من روايات النشطاء والسلطات امرا شديد الصعوبة. كما تحدث نشطاء ايضا عن وقوع قتال في حي المزة بالعاصمة وقصف لمعاقل المعارضة في مدينة حمص بوسط سوريا قالوا انه اسفر عن مقتل خمسة اشخاص. وقالت فرنسا مساء الجمعة انها قلقة للغاية بشأن ما قالت انها انباء عن عملية كبيرة وشيكة علي حمص.وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية "القمع الدموي غير المقبول الذي تقوم به السلطات السورية والذي تسبب في مقتل العشرات في الايام الاخيرة يجب ان ينتهي. "يواصل نظام بشار الاسد انتهاك التزاماته وفقا لخطة عنان ويهدد السلم والامن الدوليين. وسواء عاجلا ام اجلا سيكون علي مجلس الامن التعامل مع تبعات هذا الامر." وتقول الاممالمتحدة ان القوات السورية قتلت عشرة آلاف شخص في حملتها ضد الاحتجاجات المطالبة بسقوط حكم الاسد والتي اندلعت في مارس من العام الماضي. وتلقي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف علي اسلاميين يتلقون دعما من الخارج تقول انهم قتلوا 2600 علي الاقل من قوات الشرطة والجيش.