مع استمرار إراقة الدماء دون ظهور ما يشير إلى توقفها توجه موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان إلى موسكو في محاولة للحصول على دعم روسي قوي لجهوده الرامية إلى وقف اطلاق النار. وتدعو الدول الغربية والعربية الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي ولكن روسيا حليفة سوريا منذ فترة طويلة القت بالمسؤولية على المعارضة المسلحة وأنصارها في الخارج في البدء بالخطوة الأولى. وقال الكرملين في بيان أمس السبت قبل يوم من اجتماع مقرر بين عنان والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن وقف اطلاق النار وإنهاء العنف في سوريا امر صعب ما لم يتوقف الدعم الخارجي المسلح والسياسي للمعارضة. ويقود عنان الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام ووضع خطة من ست نقاط تتضمن المطالبة بوقف اطلاق النار والسحب الفوري للأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وبعد أكثر من عام من بدء الانتفاضة ضد الأسد تبدو فكرة سلام يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض مستبعدة أكثر من أي وقت مضى مع ورود الأنباء عن اشتباكات في مناطق متعددة. واتهم نشطاء القوات الحكومية السورية بقصف المناطق السكنية في وسط حمص بشكل عشوائي وقالوا ان عشرة أشخاص على الأقل قتلوا بسبب انفجارات وبنيران القناصة في المدينة التي اصبحت مركز الانتفاضة ضد الأسد. وقال ناشط في حي باب السباع بحمص " القصف بدأ مثلما يبدأ كل صباح دون سبب. يستخدمون قذائف المورتر والدبابات ضد العديد من احياء حمص القديمة مضيفا ان اغلب السكان في المنطقة فروا إلى احياء أكثر آمنا ويحاول كثيرون الخروج من المدينة كلية. وتقول الحكومة السورية ان المعارضة المسلحة قتلت نحو 3000 من قوات الأمن والجيش وتلقي باللائمة في العنف على عصابات ارهابية. وقالت وكالة الانباء العربية السورية ان جثث 18 من شهداء الجيش الذين قتلوا في أماكن متفرقة دفنت أمس السبت. واستهدفت القوات الحكومية السورية مرارا حمص ثالث اكبر المدن السورية وأعلنت الشهر الماضي انها استعادت السيطرة على حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه المعارضة المسلحة لعدة أشهر. لكن الزيادة الحادة في مستوى العنف الاسبوع الماضي في احياء اخرى تشير الى ان الجيش يناضل للحفاظ على سيطرته.